تميز سمير بين أقرانه بدماثة الخلق والتواضع الشديد منذ صغره فكان جميع أهالي القرية يحبونه ويتمنون لقاءه خاصة أن الابتسامة لاتفارق وجهه ورغم أن والده يعمل مهندسا زراعيا ومن محدودي الدخل, إلا أنه استطاع تربيته دون الحاجة لأحد فكان يلبس أفضل الثياب ويبدو عليه مظاهر العز والرخاء في نفس الوقت كان سمير يعلم أن والده يكد من أجل تربيته واخوته وأن عليه دورا كبيرا عندما يكبر. تخرج الشاب الكلية بتقدير جيد ولأنه طموح لم ينتظر حتي ينفق عليه والده ولم يمكث ينتظر وظيفة يتحصل منها علي بضعة جنيهات فاستطاع بجهده وشغفه ان يتحصل علي عقد عمل في إحدي الدول العربية الشقيقة واستمر في عمله بضعة سنوات وعاد بالأموال والسيارة الفارهة ليغدق علي أسرته ووالديه وبعد فترة تزوج وأنجب أطفالا ورغم ذلك لم يرض عن نفسه ونظرا لظروف الحياة الصعبة ومحاولاته المتكررة للعودة إلي السفر ولكن محاولاته باءت بالفشل. فكر سمير في إقامة مشروع صغير في قريته يدر عليه دخلا ينفق منه علي أسرته حتي يجد فرصة مناسبة للسفر ففكر في بيع سيارته واستبدالها بأخري رخيصة الثمن فذهب إلي أحد أصحاب معارض السيارات وتفاوض معه علي استبدال السيارة وتوفير مبلغ مالي يساعده علي إقامة المشروع وبالفعل استبدل السيارة وتحصل علي70 ألف جنيه فارق الثمن وأثناء عودته بسيارته المستبدلة وهو يفكر في الطريق في كيفية تدبير أموره وإضافة مبلغ آخر لعمل المشروع إلا أن الرياح دائما تأتي بما لا تشتهي السفن حيث فوجئ بأربعة أشخاص ملثمين يخرجون عليه من الحقول ويستوقفون سيارته ويحاولون انزاله لسرقتها والمبلغ المالي. حاول إيهامهم بإخراج شيء من بين طيات ملابسه فما كان منهم إلا أن غدروا به واطلقوا النار عليه فلقي مصرعه علي الفور. وكان اللواء محمد عاطف شلبي مدير أمن كفر الشيخ قد تلقي اخطارا من مأمور مركز شرطة بيلا يفيد بالعثور علي جثة سمير أحمد31 سنة مهندس ومقيم بقرية سريوة الكبري علي طريق بلقاس الجرايدة تبين مقتله وهو في طريق عودته إلي منزله ليلا بسيارته الملاكي بهدف سرقة مبلغ مالي كان بحوزته نظير بيع سيارة واستبدالها بأخري انتقلت قوة من مباحث مديرية أمن كفر الشيخ إلي موقع الحادث وتبين من المعاينة أن الجثة ملقاة علي الطريق بجوار السيارة وبها عدة إصابات بسبب إطلاق مجهولين النار عليه مما أدي إلي مقتله ولاذوا بالفرار. تم تشكيل فريق بحث جنائي تحت إشراف اللواء أشرف ربيع مدير المباحث الجنائية لسرعة ضبط الجناة وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق. وبتتبع التحريات خط سير المجني عليه تبين أنه كان يتحرك يوم الواقعة بين محافظتي كفر الشيخ والدقهلية وتم فحص مكاتب مستأجري السيارات في نطاق المحافظتين وكذلك فحص سجلات العناصر المشهور عنها إرتكاب مثل هذه الحوادث. وتوصلت التحريات إلي أن وراء الجريمة عصابة مكونة من4 أشخاص هم حسن وشهرته السيد24 سنة دبلوم تجارة ومقيم بقرية الكوم الطويل التابعة لمركز بيلا سبق اتهامه في3 قضايا وعبدالله30 سنة بكالوريوس خدمة إجتماعية سبق اتهامه في3 قضايا وعاصم33 سنة سبق اتهامه في6 قضايا والسيد وشهرته منصور38 سنة, عاطل ومقيم بمنشأة البكري بالمحلة الكبري سبق اتهامه في قضيتي خطف ومخدرات وتم ضبط3 متهمين. كما كشفت التحريات عن أن أحدهم مقبوض عليه( زعيم التشكيل العصابي) تخصص في سرقة السيارات بالإكراه تحت تهديد السلاح وأنه في بداية الأمر أنكر صلته بالحادث وبمواجهته بالتحريات أقر بارتكاب الواقعة بالإشتراك مع باقي أفراد التشكيل وأرشد عن السلاح المستخدم في الحادث وهو عبارة عن بندقية الية وأخري خرطوش تركي الصنع.وأضاف زعيم العصابة في أقواله أنهم استأجروا السيارة رقم93935 ملاكي الغربية تم إعادتها عقب الواقعة ب3 أيام وضبطها وقد كشف المتهم عن تفاصيل واقعة القتل حيث إنهم رصدوا سيارة المجني عليه علي الطريق ليلا من بلقاس دقهلية وتتبعوه حتي منطقة الحادث بطريق بيلا في كفر الشيخ وطاردوه حتي توقفت السيارة وأثناء محاولتهم إنزاله من السيارة بالقوة حاول مقاومتهم بإخراج شيء من طيات ملابسه فظنوه سلاحا ناريا فبادروا بإطلاق أعيرة نارية عليه فأردته قتيلا في الحال. وأشار المتهم في أقواله إلي أنهم بعد قتل المجني عليه خشوا من القبض عليهم ففروا هاربين ولم يتمكنوا من سرقة السيارة ولا محتوياتها وهاتفه المحمول تم إحالة المتهمين إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق بإشراف المستشار محمد الزنفلي المحامي العام الأول لنيابات كفرالشيخ الكلية.