أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية مواصلة الدولة لعملية التنمية الشاملة وتحقيق النهوض الاقتصادي لتتبوأ مكانتها اللائقة علي الصعيد الدولي, لافتا إلي أنه كلما حققت مصر نجاحا وتقدما كلما زادت مخططات قوي الشر والسوء ومحاولتها لعرقلة مسيرة التنمية. جاء ذلك في كلمة الرئيس أمس خلال إعطائه شارة البدء في موسم الحصاد لأول إنتاج لمشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان, في الفرافرة بمنطقة سهل بركة الذي تم الانتهاء من إنشاء قري الريف المصري الجديد به بما تشمله من مرافق وخدمات متنوعة, فضلا عن إنجاز البنية الأساسية اللازمة لاستصلاح21 ألف فدان إضافية. وطمأن الرئيس السيسي الشعب المصري علي مستقبل البلاد, منوها إلي أن قوي الشر والسوء لا تدرك أن من اتخذ مواقف وطنية في أصعب الظروف لا يمكن أن يخشي المستقبل. وقال الرئيس إن مصر ستحيا بشعبها العظيم وبوحدة المصريين, مشددا علي أهمية نبذ الفرقة والخلاف ومواصلة العمل والجهد وزيادة الوعي الحقيقي لدي المواطنين. ووجه الرئيس الشكر لكل من ساهم في إنجاز مشروع الفرافرة كمرحلة أولي ونموذج لمشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان. كما وجه الرئيس التهنئة للمواطنين للاحتفال بعيد العمال وكذا للأخوة المسيحيين لاحتفالهم بعيد القيامة المجيد ولعدد من شباب الرياضيين المصريين الذين رفعوا اسم مصر عاليا في المحافل الرياضية الدولية وحصدوا مراكز متقدمة في عدد من الرياضات. وأكد الرئيس السيسي أنه اتخذ عددا كبيرا من القرارات المصيرية قبل وبعد توليه منصبه وذلك بثقة كاملة وخطي واثقة تمضي نحو المستقبل بثبات ونجاح. وأفاد السفير علاء يوسف المتحدث الرئاسي بأن الرئيس استعرض خلال كلمته عددا من المشروعات القومية الكبري التي تنفذها الدولة, وفي مقدمتها مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان الذي يهدف لإنشاء مجتمع عمراني تنموي متكامل, منوها بأن الدولة اختارت أن تقدم هذا المشروع من خلال نموذج واقعي وحقيقي تمثل في الأراضي التي تم استصلاحها بمنطقة الفرافرة. وأشار الرئيس إلي أنه تم الانتهاء من حفر ألف بئر صالحة لزراعة400 ألف فدان, منوها بأنه سيتم تمليك الأراضي للمستفيدين فور التعاقد دون الدخول في أي إجراءات بيروقراطية أو فساد بحيث تكون جاهزة لبدء العمل فورا. وأوضح أنه سيتم الانتهاء من مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان في غضون أربع سنوات وبتكلفة إجمالية60 مليار جنيه. وعرض الرئيس خلال كلمته لمشروع الشبكة القومية للطرق حيث تم إنشاء وتطوير5000 كم من الطرق بتكلفة50 مليار جنيه, فضلا عن الانتهاء من بناء135 كوبري ستتم زيادتها إلي150 بنهاية العام الجاري بتكلفة إجمالية30 مليار جنيه, فضلا عن2000 كم من الطرق سيتم إنشاؤها في سيناء. كما استعرض الرئيس مشروع تنمية سيناء بتكلفة تتراوح بين20-30 مليار جنيه, فضلا عن إنشاء أربعة أنفاق لربط سيناء بالوادي, موضحا أن ماكينات حفر الأنفاق يتم تجميعها تباعا لتبدأ في حفر الأنفاق علي مدار أشهر يونيو وأغسطس وأكتوبر وديسمبر المقبلة, ليتم إنجاز جميع الأنفاق خلال عامين فقط. وأشار إلي أن مشروع تنمية سيناء يضم أيضا إنشاء مزارع سمكية وخطين لإنتاج الأسمنت و15 مصنعا للرخام, وزراعة200 ألف فدان, ومحطتين لمعالجة المياه, علاوة علي التجمعات البدوية. ولفت الرئيس أيضا خلال كلمته إلي مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس, والذي تم في إطاره إنجاز حفر قناة السويس الجديدة خلال عام واحد فقط بأموال وسواعد المصريين, وهو الأمر الذي كان مثار إعجاب دولي. ونوه بأن القناة الجديدة كان لها أكبر الأثر في استمرار حركة الملاحة البحرية بالقناة علي الرغم من جنوح إحدي السفن بالقناة, وهو الأمر الذي جنب الدولة المصرية خسائر تقدر بنحو مليار و60 مليون دولار, علاوة علي زيادة إيرادات قناة السويس بعد إنجاز القناة الجديدة. وأشار الرئيس إلي أن المشروع يتضمن كذلك إنشاء مناطق صناعية, وعدة موانئ من بينها ميناء شرق التفريعة والعين السخنة. وأفاد السفير علاء يوسف المتحدث الرئاسي بأن الرئيس تحدث عن مشروع الإسكان الاجتماعي الذي يضم نحو600 ألف وحدة سكنية من المنتظر أن يتم تسليم معظمها في أبريل2017, مشيرا إلي أن طلبات الحصول علي الوحدات السكنية بلغت370 ألف طلب خلال الأيام الأولي من فتح باب الحجز في الوحدات. ونوه الرئيس إلي أنه جار العمل علي استبدال العشوائيات الخطرة بنحو50 ألف وحدة سكنية. وأشار المتحدث إلي أن الرئيس استعرض أيضا الجهود الجارية لتنفيذ مشروعات معالجة مياه الصرف الصحي منوها إلي أن الطاقة الإنتاجية للمحطات الحالية تبلغ20 مليون متر مكعب, وأنه سيجري العمل علي إنشاء محطات معالجة جديدة تعمل بتقنية المعالجة الثلاثية فائقة الجودة لتنقية3.6 إلي7 مليارات متر مكعب سنويا. وأشار الرئيس في كلمته إلي المشروع القومي للكهرباء, منوها بأنه ستتم مضاعفة إنتاج الكهرباء بتكلفة إجمالية تبلغ400 مليار جنيه. كما عرض الرئيس خلال كلمته لجهود إنشاء ست مدن جديدة تضم شرق بورسعيد ومدن الإسماعيلية الجديدة والسويس الجديدة والعلمين الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة الجلالة, مؤكدا أهمية تعظيم الاستفادة من قيمة أراضي تلك المدن. وأشار الرئيس إلي أن الدولة تولي اهتماما لمشروعات تنمية الثروة السمكية, منوها إلي أن شهر أغسطس المقبل سيشهد افتتاح مزرعة سمكية علي مساحة20 ألف فدان في بركة غليون بكفر الشيخ, كما سيتم في أكتوبر القادم افتتاح مزرعة أخري بشرق التفريعة علي مساحة25 ألف فدان. وأوضح الرئيس أن تلك المزارع السمكية تمثل مشروعات متكاملة إذ تضم المصانع ذات الصلة بإنتاج أعلاف الأسماك والثلج والتعبئة والتغليف وغيرها وقد دعا الرئيس الشباب إلي الاستثمار في مشروعات تنمية الثروة السمكية بعيدا عن أي إجراءات بيروقراطية. وأوضح الرئيس أن إجمالي تكلفة هذه المشروعات القومية تبلغ تريليونا و300 مليار جنيه, إلا أنه تم توفير260 مليار جنيه من التكلفة لتبلغ تريليونا و40 مليار جنيه. وأفاد المتحدث الرئاسي بأن الرئيس قام بجولة تفقدية لكل وحدات المشروع واستمع خلالها إلي شرح تفصيلي لمختلف تلك الوحدات التي تشمل المنطقة الزراعية بمساحة عشرة آلاف فدان تمت زراعة5500 فدان منها بالشعير و2000 فدان بالقمح, فضلا عن2500 فدان تمت زراعتها بالخضراوات والموالح. كما تفقد الرئيس المنازل الريفية بالمشروع, حيث تبلغ مساحة المنزل الواحد مائتي متر وبتصميم يتناسب تماما مع الاحتياجات والتقاليد الريفية, فضلا عن إمكان تعليته, وذلك بالإضافة إلي مختلف الخدمات والمرافق مثل البنك الزراعي وحضانات الأطفال والوحدة الصحية ومكتب البريد وعدد من المساجد بسعات مختلفة بالإضافة إلي كنيسة جار تدشينها وتم تنفيذ60% منها حتي الآن. ولفت المتحدث إلي تفقد الرئيس أيضا محطة الطاقة الشمسية التي تبلغ قدرتها4 ميجاوات ومقامة علي مساحة16 فدانا, حيث تسهم في إمداد المشروع بالكهرباء اللازمة لتشغيل الآبار ولإمداد المنازل بالكهرباء, وذلك جنبا إلي جنب مع محطة حرارية لإنتاج الكهرباء بطاقة16 ميجاوات. كما تفقد أيضا محطة معالجة المياه بالمشروع لتنقية المياه الجوفية من النسب الزائدة من الحديد والمنجنيز والتي تعمل بطاقة إجمالية أربعة آلاف متر مكعب من المياه المعالجة يوميا, وذلك وفقا لأعلي معايير الجودة ووفقا للمعايير الدولية التي أقرتها منظمة الصحة العالمية, علما بأن المحطة تدار إلكترونيا. من جانبه, وجه المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء خلال كلمته الشكر والتقدير للقوات المسلحة وكل الشركات المدنية العاملة في هذا المشروع العملاق مؤكدا أن الاحتفال بموسم الحصاد يأتي تزامنا مع احتفالات المصريين بعيد القيامة المجيد وأعياد تحرير سيناء وذكري الإسراء والمعراج والذي يدل علي وحدة وترابط جميع أطياف الشعب المصري. وأشار إلي أن ما تم إنجازه في مشروع المليون ونصف المليون فدان سيسهم في سد الفجوة الغذائية والحد من استيراد الغذاء وتوفير فرص عمل لآلاف الشباب وإعادة التوزيع الجغرافي للسكان للخروج من الوادي الضيق. وأشار الدكتور عصام فايد وزير الزراعة إلي أن المشروع روعي في إنشائه استخدام جميع الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تسهم في تحقيق أقصي استفادة من الموارد المتاحة كما تم عمل كل التراكيب المحصولية اللازمة طبقا لنوعية الأرض وتوفير المحاصيل الإستراتيجية المهمة والمحاصيل التصديرية وكذلك المحاصيل ثنائية الغرض مضيفا أن منطقة الفرافرة280 ألف فدان من إجمالي مشروع المليون والنصف المليون فدان منها70 ألف فدان كمرحلة أولي. وأوضح الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري أن مصر تشهد أكبر مشروعات إعادة تدوير المياه حيث يتم حاليا تدوير20 مليار متر مكعب كما تم وضع برامج كاملة لتحسين كفاءة الري في كل أنحاء الجمهورية, مشيرا إلي أن مشروع المليون ونصف المليون فدان يعتمد علي11.5% فقط من المياه السطحية والباقي من المياه الجوفية حيث تم حفر62% من عدد الآبار المخطط لها في المرحلة الأولي مؤكدا أن المشروع سيسهم في ترسيم الخريطة السكانية لمصر وتوفير فرص عمل وزيادة الرقعة الزراعية لسد الفجوة الغذائية. واستمع الرئيس السيسي إلي عرض من اللواء أركان حرب كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أشار خلاله إلي أنه تم الانتهاء من تنمية واستصلاح10 آلاف فدان وإنشاء منطقة زراعية تضم ثلاث قري زراعية وخدمية ومنطقة صناعية بالإضافة إلي المرافق والشبكات. وأضاف أن المنطقة الزراعية تم استصلاحها وزراعتها منها7500 فدان يتم ريها بالرش بنظام الري المحوري بالإضافة إلي2500 فدان مجهزة بنظام الري بالتنقيط, كذلك حفر40 بئرا لتوفير المياه اللازمة للري, كما تم إنشاء15 حوض أكسدة كل حوض بسعة22 ألف متر مكعب لمعالجة المياه المستخرجة من الآبار وإزالة المعادن بمعدل حوض لكل665 فدانا بالإضافة لإنشاء15 غرفة طلمبات لسحب المياه من أحواض الأكسدة وضخها في شبكات الري. كما يضم المشروع3 قري زراعية تم إنشاؤها لخدمة العاملين بالمنطقة منها2 قرية زراعية وقرية خدمية تقع كل قرية زراعية علي مساحة400 فدان وتقع القرية الخدمية علي مساحة800 فدان والتي خطط لها لتستوعب كثافة سكانية من10-15 ألف نسمة. وتضم القري2000 بيت ريفي كل بيت بمساحة200 م2 يتكون من دور أرضي قابل للتعلية بمساحة100 م2 وحوش سماوي بمساحة100 م2, ولتوفير الإسكان اللازم للموظفين والعاملين بالمنشآت الإدارية والخدمية تم إنشاء40 عمارة سكنية بإجمالي480 وحدة سكنية, كما يضم الريف المصري الجديد عددا من المباني الخدمية التي تشمل ثلاث مدارس للتعليم الأساسي وثلاث وحدات صحية وإسعافا وقسم شرطة وحماية مدنية ووحدة بيطرية و3 أسواق تجارية وإدارة للري وبنكا زراعيا وشركة زراعية ومبني للورش اليدوية وأرضا للمعارض ومكتب بريد ومجلس قروي واجتماعي و9 مساجد كذلك إنشاء كنيسة بالقرية الخدمية.