بعد المشهد المفاجأة الذي ردت علي سالمة ابنتي أنها فعلا تحب كريم الزيناتي وأنها أصبحت كبيرة لها حق الاختيار مع من تعيش وبعد أن تحول الأب القصاص إلي الأب الصعيدي وقدم مشهدا كاملا باللهجة الصعيدية دون إذن أحد سواء المخرج أو المصور أو سالمة ابنته وكانت هذه حالة إبداع ذاتي من الأب الذي هو أنا وبكل غضب الأب الصعيدي وبكل لهجته الصعيدية وكأنه عاد إلي أصله الصعيدي الحقيقي بصدق اللهجة وصدق الغضب لأب صعيدي يواجه ابنته بقوة الرفض وبشكل أبهر كل القائمين بتصوير المشهد وذهلت ابنته من تحول والدها إلي الأب الصعيدي الرافض باندماج تام طوال حواره الرافض لأسلوب حوار ابنته التي تعلن أنها تحب كريم وستتزوجه, وذهلت عندما تحول الأب الممثل لدور الأب إلي شخصية الأب الصعيدي بلهجته الصعيدية الذي تكلم بها طوال المشهد دون أي غلطة واختتم الأب الصعيدي المشهد الذي سيطر علي وجدانه والذي تحول فيه إلي الأب الصعيدي بمنتهي الصدق.. وأنهي المشهد بصفعة قوية من الأب الصعيدي الرافض لكل كلامها وسقطت ابنته نيللي علي الأرض.. وهنا صفق الجميع للمشهد والأب الصعيدي بجد. وأفاق الأب من هذا الاندماج الفني للشخصية الصعيدية التي سيطرت علي الممثل الذي هو أنا..وأسرعت إلي النجمة ابنتي نيللي وحملتها من الأرض وأنا أتأسف لها.. وللجميع لأنني كنت تحت تأثير شخصية الأب الصعيدي علي الممثل الذي هو أنا وصاح المخرج لي يا أستاذ.. أنت فعلا التمثيل ذاته وحقيقتة كما يقولون عليك!! وكان هذا المشهد المفاجأة درسا مهما لإمكانية كيفية تحول الممثل من مجرد حامل حوار يلقيه دون أي تغيير ولكنه كان درسا إلي الممثلين أن يسيطروا علي الشخصية التي يقدمونها.. ويغذيها بكثير من تغيير حقيقي من خلال الشخصية التي يقدمها.. ليصبح نجما مبدعا لأدواره التي يقدمها.. وتحتاج إلي إبداع الممثل الذي يصح بجد أن يطلق عليه لقب أنا التمثيل!! وإلي لقاء مع باقي المفاجآت!!