أكد محمد كريم أنه ضحى بثلاثة أفلام سينمائية، منها «المش مهندس حسن»، وعدد من المسلسلات التليفزيونية من أجل التفرغ ل«دكان شحاتة» وذلك بعدما قرأ دور «سالم» واقتنع بالشخصية وما تطرحه من قضايا كبرى، مثل ميراث الأنثى فى المجتمعات الشرقية، والاغتصاب الزوجى. وقال كريم: تعبت جدًا فى التحضير لدكان شحاتة وتصويره، رغم أنه سابع عمل سينمائى لى بعد «يوم الكرامة» و«التوربينى» و«حين ميسرة» و«الريس عمر حرب» و«قبلات مسروقة» و«أسد وأربع قطط»، لكن «دكان شحاتة» كان مختلفًا لأننى أظهر فى دور تشكل الشر فى داخل الشخصية بشكل تراكمى بسبب تفضيل الأب ل«شحاتة» عن باقى الأشقاء، وهذا تطلّب استعدادًا نفسيًا كبيرًا من أجل تقمص الشخصية، كما كنت أتحدث مع بواب منزلى «الصعيدى» لفترات طويلة حتى أستعير طريقته، كما حرصت على الاحتكاك بأهل محافظة المنيا حين سافرنا للتصوير هناك، حتى أعرف المزيد عن حياتهم وردود أفعالهم، وكل هذا أفادنى فى تقمص الشخصية. وأضاف: حين قرأت دور «سالم» شعرت بأنه الدور الذى أبحث عنه منذ بدأت مشوارى الفنى، وبعد عرض الفيلم حرصت على رصد ردود أفعال الجمهور وسعدت جدًا حين شعرت بمدى الكراهية لشخصية «سالم»، وشعرت وقتها بنجاحى فى تجسيد الشخصية، رغم أن هذا كلفنى الكثير وكدت أدخل فى أكثر من مشاجرة لأن تعاطف الجمهور مع «شحاتة» جعل بعضهم يقول لى بعد العرض: «حرام عليك ليه كده» فكنت أنزعج من ردود الأفعال، ثم أذكّرهم بأنه تمثيل. وقال: المفاجأة حدثت أول يوم تصوير حين قرر المخرج فجأة أن يكون حوار «سالم» باللهجة الصعيدية بعدما كنا متفقين أن يكون الأب «محمود حميدة» وحده المتحدث باللهجة الصعيدية، وحين قبلت الشخصية كنت متفقًا مع المخرج على أن يكون الحوار باللهجة القاهرية، لكن المخرج فاجأنى بطلبه تغيير اللهجة من القاهرية إلى الصعيدية، فنفذتها بطريقة واقعية، أى خليط بين القاهرى والصعيدى، ورغم أننى شعرت مع اللهجة الصعيدية بجهد مضاعف إلا أننا بعدما بدأنا التصوير تأكدت أن المخرج خدمنى خدمة عمرى لأن اللهجة زادت من صدق الشخصية فوصلت للناس وكرهوها كأننى شرير بجد بعيدا عن التمثيل. عن قضية الاغتصاب الزوجى التى طرحها من خلال اغتصاب» سالم» لزوجته «بيسة» قال كريم: «بيسة» لم تحب «سالم» لكنه يحبها، وحين كانت تمنع نفسها عنه كان يعتبر ذلك إهانة لكرامته ولرجولته فكان يضربها ويعنفها حتى تستسلم له ويغتصبها بوحشية، وقد سلطنا الضوء على هذا لأنه يحدث فى الواقع كثيرا، وتحاول بعض الجمعيات النسائية نبذه بتسليط الضوء عليه والبحث فى أسبابه، وأعتقد أن إظهار ذلك يعتبر خطوة على طريق مطالبة المجتمع بحقوق المرأة، وبالطريقة نفسها طرحنا قضية ميراث الأنثى فى مجتمعاتنا الشرقية حين وزّعنا ميراث أبينا وظلمنا أختنا، ولا يوجد بيت فى مصر- تقريبا- يخلو من مشاكل الميراث، وقد وضعنا هذه المشكلات فى «براويز»، وأظهرناها حتى نلفت نظر المسؤولين والمجتمع كله، لأننا- للأسف الشديد- لا نتحرك إلا بعد إثارة القضايا سينمائيًا أو إعلاميًا، وأبرز مثال قضية أطفال الشوارع التى لم ينتبه اليها أحد إلا بعد مناقشتها فى السينما والتليفزيون. كريم أكد أن مشهد النهاية الذى تم عرضه غير المشهد الذى كان متفقًا عليه، وقال: النهاية التى رأيناها غير التى اتفقت عليها، فقد كنت متفقًا مع خالد يوسف على ضرب شحاتة رصاصة واحدة، لكن المخرج أعاد تصوير المشهد 3 مرات، ووضع الإعادات الثلاث فى المشهد، وكأننى ضربت شحاتة 3 رصاصات، وكانت مفاجأة لى لأننى شعرت بأن الناس ستكرهنى فعلا بسبب كل هذه القسوة، لكن فى النهاية ارتضيت بها لأنها رؤية مخرج وبالتأكيد يرى مصلحة الفيلم أكثر منى. وأشار كريم إلى أنه تلقى أكثر من عرض بعد «دكان شحاتة» كلها بطولات لكنه لا يعتبر البطولة معيارًا أوحد لقبول أو رفض أى دور، وقال: لماذا أحرم نفسى من مشاركة السقا أو كريم عبدالعزيز أو أحمد حلمى فى أى عمل؟! هناك من لديهم عقدة البطولة المطلقة وينتظرون الفرصة، لكننى لست من هؤلاء.