لم يكن يبيع الوهم عندما طالب الشعب المصري بعدم الكلام كثيرا عن الأداء الفني أمام نيجيريا والتركيز فقط في الإحتفال بالفوز علي النسور الخضر وحصد تأشيرة التأهل إلي نهائيات كأس الأمم الأفريقية لأول مرة منذ7 سنوات بعد غياب3 بطولات قارية متتالية. كوبر وقتها كان يبحث عن صناعة البسمة في وجوه المصريين حيث أصبح مصريا أكثر من اللازم علي حد وصفه لنفسه في أحاديثه مع أصدقائه. لم يعد عمله في المنتخب سبوبة أو تجربة بل تحد حقيقي في حياته الكروية لشعب يشعر إنه شعبه يعشق الإقتراب منه والتواصل معه ويقلده في الكثير من التصرفات ويرغب في إسعاده. نحن أمام مدرب محترم أكتسب حب الملايين في مصر سريعا بعدما حقق لهم حلما غاب لأكثر من7 سنوات ليس هو التأهل إلي نهائيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة في الجابون2017 ولكن الإحتفال بالفوز علي فريق أفريقي قوي هو نيجيريا1/ صفر وقبلها مباشرة التعادل معه في كادونا1/.1 والتقدم إلي التصنيف الأول بين منتخبات أفريقيا والأهم هو إنهاء عقدة السقوط المدوي أمام كبار القارة السمراء بعد انتكاسات تاريخية رسمية ومحلية مثل الخسارة من غانا6/1 والخسارة من كوت ديفوار2/4 والسنغال صفر/2 و1/0والخسارة أمام تونس. وترصد الأهرام المسائي في التقارير التالية كل أسرار هيكتور كوبر سواء كيف أصبح عاشقا لمصر وأحلامه فيها ولماذا يلاحقه شبح رجل النهايات السعيدة وحلمه في الوصول إلي كأس العالم وقصته مع موائد الرحمن وأيضا أسرته وعلاقته مع زوجته وأبنائه وأهم أصدقائه. 1 - يعشق موائد الرحمن .. والمونديال هديته للفقراء لسنوات طويلة كان المعتاد دائما إن المدرب الأجنبي وخاصة في المنتخب المصري رجل يعمل من منطلق السبوبة يتواجد في أوقات التجمعات ويخوض المباريات الرسمية والودية ثم يطير إلي بلاده مباشرة تاركا مهمة جمع المعلومات إلي المساعدين المصريين. ولكن هيكتور كوبر كان وجها مختلفا تماما هو مقيم دائما في مصر لا يسافر إلا في الأعياد الدينية فقط حال عدم وجود ارتباطات كروية للمنتخب ويعشق بشدة عمله ويتعامل مع وظيفته كمدرب للمنتخب المصري باحترام شديد, وبالتحري من أصدقائه المصريين هنا عن شخصيته وسر بقائه وجدنا إننا أمام رجل يتعلم من المجتمع المصري وحريص علي التواصل معه, فمن المفاجأت التي يفجرها أصدقاؤه ومن بينهم محمود فايز مساعد المدير الفني إنه يعشق بشدة شهر رمضان المبارك في مصر وخاصة موائد الرحمن التي سأل عنها عندما شاهدها لأول مرة وعلم أنها تقام من أجل الفقراء الصائمين من ميسوري الحال, وهو ما دفعه للتواصل مع أصدقائه مثل ألدو صديق عمره في الأرجنتين لإقامتها للفقراء مستقبلا عندما يعود للإستقرار في بلاده واكد إنها تساهم في رسم البسمة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يشارك في تكاليف ذبح العجول التي ينتهجها الجهاز الفني للمنتخب قبل أي مباراة يخوضها ويحرص علي متابعة الذبح والإطمئنان علي إن اللحوم تم توزيعها علي الفقراء. 2 - عادل مع لاعبيه.. وإستبعاد مرسي وحازم ورمضان الدليل كلهم أبنائي ولكني عادل داخل الملعب.. أول رسالة توجه بها هيكتور كوبر إلي لاعبي المنتخب المصري عندما تولي المسئولية في مارس2015 عقب صدمة الخروج من التصفيات المؤهلة إلي نهائيات كأس الأمم الأفريقية خلفا لشوقي غريب في تجربة بالغة الصعوبة. ومن يتابع علاقة كوبر يجد إنه مدرب عادل لا يضع مشاعره تفرض نفسها علي إختياراته للفريق او وهو ما ظهر واضحا في الكثير من المناسبات. المعروف داخل المنتخب إن أكثر لاعب مقرب من هيكتور كوبر هو حازم امام الصغير كابتن الزمالك الذي يطلقون عليه كثيرا حازم كوبر خاصة وإن المدرب الأرجنتيني دائم التفاؤل به وشديد الإقتناع بموهبته وحضر حفل زفافه بنفسه, ولكنه لم يمنح حازم امام أولوية في اللعب أساسيا عندما غاب عن مباريات الزمالك بعد شفائه من الإصابة. نفس الأمر تعرض له لاعب آخر مدلل له بشدة وهو باسم مرسي هداف الزمالك في الموسم الماضي الذي كان هدافا للمنتخب الوطني وكان يصطحبه بجواره في كل مناسبة مثل فرح حازم امام او عندما قام بتعزيته في زيارة سريعة إلي طنطا عندما توفي والد باسم, وتم إبعاد باسم مرسي من المنتخب عندما تراجع مستواه وغاب عن المباريات المحلية. وعاقب كوبر لاعبه المدلل الثالث وأحد المقربين بشدة له وهو رمضان صبحي الذي منحه فرصة اللعب للمنتخب وهو في السابعة عشرة من عمره أمام تشاد في تصفيات أمم أفريقيا العام الماضي عندما قام بالوقوف علي الكرة مرة ثانية في مباراة الزمالك والاهلي في كأس السوبر. 3 - إبن البلد وأكلته المفضلة المحشي وورق العنب كوبر إبن بلد.. هكذا يصف محمود فايز مساعد المدير الفني للمنتخب الخواجة الأرجنتيني الذي يعمل معه مساعدا منذ سنوات طويلة. ويروي فايز عن كوبر إنه أصبح عاشقا للأكلات المصرية بشكل رهيب ويتناولها بإستمرار وبات زبونا دائما لمطاعم متخصصة في هذه الأكلات ويتصدر أكلاته المفضلة المحشي وورق العنف والملوخية التي يحرص علي تواجدها في المعسكرات الخارجية وتناولها بإستمرار. وليس هذا فحسب بل أصبح دائم الإعتياد علي تقليد توجيه عزومة للجهاز الفني واعضاء اتحاد الكرة من وقت إلي أخر مع كل فوز كما يجري في العادات والمناسبات السعيدة للمصريين. ويتحرك كوبر في مصر بشكل مستمر وكان سعيدا عندما وجد فتي صغير السن يقوم بتحيته بشكل خاص ويطالبه بكأس العالم والوصول لها وشعر إنه أصبح محط إهتمام وطموح الأطفال في مصر. وعن وقت فراغه يؤكد فايز إنه يعشق التواجد في أماكن الهواء الطلق ويحرص علي أن تكون جلساته وتنقلاته في فترات عديدة في مناطق التجمع الخامس والشيخ زايد ومنطقة السادس من أكتوبر بخلاف ممارسة لعبة الجولف في أوقات الفراغ التي لا يوجد فيها مباريات للدوري الممتاز. 4 - رجل النهايات غير السعيدة.. وتاريخه في الشامبيونز أسطوري في مشواره التدريبي يبقي لهيكتور كوبر لقب يعد عقدته الوحيدة في عالم التدريب وهو رجل النهايات غير السعيدة في القارة العجوز. من يتابع مسيرته في أوروبا يجد إنه صاحب رقم قياسي في الكرة الأوروبية وتحديدا في بطولات الأندية بوصفه أول مدرب ينجح في الوصول إلي المباراة النهائية3 مرات متتالية دون الحصول علي اللقب. حدث ذلك في تجربته مع فالنسيا الذي قاده في عام1999, ونجح في الوصول معه إلي نهائي دوري أبطال أوروبا عام2000 وخسر أمام ريال مدريد ثم نجح في الوصول إلي المباراة النهائية من جديد عام2001 وخسر اللقب أمام بايرن ميونيخ الألماني. ويملك هيكتور كوبر نهائيا ثالثا وهو نهائي كأس الأندية الأوروبية أبطال الكئوس الذي نجح في بلوغه مع فريقه ريال مايوركا الإسباني عام1999 في تجربة مثيرة ولكنه خسر المباراة النهائية أمام لاتسيو الإيطالي. أي إنه كان ضيفا دائما علي نهائي البطولة الأهم دوري الأبطال وأيضا ثاني أكبر البطولات قبل تعديل مسماها كأس الأندية أبطال الكئوس في3 مناسبات وهو رقم قياسي كبير. كما خسر كوبر لقب الدوري الإيطالي مع أنترناسيونالي في الجولة الأخيرة مرة وخسر لقب بطل كأس اليونان برفقة أريس أمام باناثينايكوس. 5 - من واقع سيرته الذاتية.. أفضل خواجة في مصر بعيدا عن رجل النهايات السعيدة, نحن أمام أهم سيرة ذاتية عرفتها الكرة المصرية علي الإطلاق لمدير فني أجنبي جاء للعمل في بلاد الفراعنة. مشكلة كوبر الوحيدة أنه لم يكن مديرا فنيا للأهلي أو الزمالك وإلا كان الإهتمام به كبيرا وبما حققه في مسيرته التدريبية. من يتابع مسيرته التدريبية علي مدار24 عاما, يجد إنه يأمل في أن يكون عام2017 اليوبيل الفضي في مسيرته التدريبية حاسما من خلال الحصول علي بطاقة التأهل إلي نهائيات كأس العالم المقبلة في روسيا2018 وتخطي التصفيات الأفريقية الصعبة. وأبرز إنجازات هيكتور كوبر التدريبية الحصول علي لقب بطل الدوري الإرجنتيني مع هوركان وكذلك الفوز ببطولة كوبا كونيمبول وهي بطولة قارية كبيرة مع لانوس الأرجنتيني, وحقق لقب كأس السوبر الإسباني مع ريال مايوركا ومع فالنسيا مرتين, كما نال وصافة الدوري الإيطالي مع أنترناسيونالي الإيطالي مرة. وتولي هيكتور كوبر عبر مسيرته التدريبية قيادة عدة فرق كبري من بينها أنترناسيونالي وبارما في إيطاليا وفالنسيا ومايوركا وريال بيتيس في إسبانيا وأريس اليوناني وأوردو سبورت التركي والوصل الإماراتي بخلاف العمل مديرا فنيا في تجربة غير موفقة مع منتخب جورجيا. 6 - زوج مخلص ل سينثيا.. وأب قوي لسنتياجو وإيميلا وأجوستينا في حياته الشخصية زوج مخلص وأب عظيم هكذا تراه أسرته التي تحملت معه مشقة الهجرة من الأرجنتين والإنتقال نهائيا إلي أوروبا في النصف الثاني من التسعينيات من أجل تحقيق أحلامه التدريبية. وتعد سينثيا كوبر هي الشخص الأكثر تأثيرا في حياة كوبر, فهو زوج مخلص يحرص علي منحها وقتا في حياته رغم عمله الكبير, وسماع آرائها ولكن بدون أن تدخل فني مثل رصد ردود افعال الجماهير وكذلك قراءة الصحف ومتابعة ما ينشر عنه من وقت إلي آخر. ويعشق كوبر في زوجته نجاحها في إدارة المنزل وإعلاء شأن الشهادات الجامعية لأبناءهم الثلاثة, خاصة وإن ولده الوحيد سنتياجو لم يكن له عشق لإحتراف كرة القدم وهو إبنه الأكبر28 عاما والذي يهوي من صغره البيزنس وهو ما جعله يتجه بمساعدة كوبر وسينثيا إلي كليات إدارة الاعمال وتخرج فيها ويعمل حاليا في أحدي الشركات الكبري. وهناك إبنته إيميلا26 عاما فهي تعشق المحاماة وتخرجت في كلية الحقوق وتعمل في أحد المكاتب الكبري في إسبانيا فيما لاتزال أجوستينا23 عاما طالبة. ورغم وجود الأسرة في إسبانيا فترات طويلة وبقاءه في مصر إلا إن كوبر حريص علي التواصل معهم بشكل يومي الواحد تلو الآخر ويأتي بزوجته إلي القاهرة لزيارته أو السفر عند حصوله علي إجازات رسمية من اتحاد كرة القدم في الفترات التي لايوجد فيها إرتباطات. 7 - القراءة والعزف عشقه.. وكرة القدم مهنته قليل الكلام.. صارم للغاية.. يعشق القراءة.. والعزف هوايته.. هكذا هو هيكتور كوبر المدير الفني دائم الصراخ في لاعبي المنتخب الوطني داخل الملعب عندما يخلع عباءة التدريب ويتفرغ لحياته في المعسكرات أوخارجها من يتابع حياته الشخصية وما كان يكتب عنه خارج مصر قبل قدومه يجد إننا أمام رجل جاء إلي مصر من أجل الإنتصار فقط واراد ان يحول هزائمه السابقة الي نصر عن طريق المنتخب المصري فهو يريد ان يكون الفرعون الغربي الجديد في ارض الكنانة كما وصفه الصحفيفالديمار إجليسياس في مقال مطول منشور بجريدة(clarin) الاسبانية فمهمة كوبر في غاية الصعوبة فهو يقوم بتدريب منتخب وطني لا فريق في قائمة الدوري او الكاس وتعلق المصريين بلعبة كرة القدم وطبيعة المشجعين تختلف عن الجمهور الذي واجهه كوبر طوال حياته في الملاعب. يقول عنه المقربين انه لا يحب الحديث كثيرا فهو قليل الكلام ويبرر ذلك ان ليس في الدنيا ما يدعو الي البهجة فيوميا يتصفح الجرائد نقر اخبار الحوادث ووفيات ويرحل عنا الاقارب والاحبة وهو ما قاله صديق عمره الدو بوي فهو صديقه في الحياة والملاعب ايضا يقول الدو الذي لعب لمصلحة فريق روزاريو من عام1965 الي1974 طبقا لصحيفة(sevilla) الاسبانية: كنت انا وكوبر لا نكف عن الحديث والضحك حتي داخل الجامعة وكنانلعب الكرة داخل نادي الجامعة ايضا ومن هواياته العزف علي آلة الساكسافون وكذلك ممارسة لعبة الجولف. معسكر تنزانيا في الإسكندرية استقر الجهاز الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر علي إقامة المعسكر المقبل المقرر إقامته يوم26 أو27 مايو المقبل استعدادا لمواجهة تنزانيا يوم4 يونيو المقبل في التصفيات المؤهلة إلي أمم أفريقيا ببرج العرب كنوع من التفاؤل بعد الفوز علي نيجيريا في المباراة الأخيرة التي حسمت بطاقة التأهل إلي أمم أفريقيا بشكل كبير, واستبعد كوبر فكرة إقامة المعسكر في الإسماعيلية باعتبار أن اللاعبين اعتادوا علي معسكر الإسكندرية وبات يمثل مصدر تفاؤل لهم.