جلس أحمد داخل أروقة غرفته يدخن سيجارته ينظر بعيون زائغة إلي دخانها المتطاير حوله تسيطر عليه حالة شديدة من الكآبة بعد ان فقد الامل في ايجاد أي فرصة عمل للانفاق علي نفسه وتحقيق حلمه في الزواج وتكوين اسرة صغيرة خاصة بعد أن وجد نفسه ينشأ وسط اسرة فقيرة لم يترك له والده ثروة أو مالا يعينه علي الحياة ومشقاتها وتذكر ايام صباه سريعا ومعاناته المستمرة في البحث عن عمل بعد هجره التعليم في مراحله المبكرة لمساعدة اسرته والتكفل بمصاريف اشقائه كانت هذه المشاهد تتوالي علي ذاكرته بسرعة حاول معها تغيير حاضره ومستقبله إلي الافضل بأي طريقه حتي ولو السير في طريق الاجرام املا في توفير المال اللازم للمعيشة والانفاق علي ملذاته المتزايدة خاصة بعد ان ادمن تعاطي الاقراص المخدرة. علي ايدي رفقاء السوء بمنطقته واصبح غير قادر علي توفير مصاريفها.. اعتمد الشاب في بداية تعاطيه للمواد المخدرة علي ما يوفره له اصدقاؤه الذين يسهر معهم طوال ساعات الليل يلتفون حول موائد المخدرات ويعود بعد انتهاء يومه مع بزوغ النهار حتي طالته السمعة السيئة واصبح جميع شباب المنطقة يرفضون التعامل معه خوفا من ان تطولهم سيرته بعد ان سجل في ارشيفه الجنائي عدة وقائع متنوعة فكر أحمد في طريق سريع لجلب الاموال للانفاق علي ادمانه مستغلا علاقاته التي استمدها من تعامله مع تجار الصنف بالمنطقة وبدأ في الحصول علي كميات قليلة من الاقراص من التجار علي ان يدفع ثمنها لاحقا بعد بيعها لاصدقائه من المدمنين وبدأت الاموال الحرام تجري بين يديه يتحصل علي كميات اكبر ويعاود ترويجها بين الشباب حتي اصبح منأكبر التجار خلال فترة وجيزة يتردد عليه المدمنون لشراء كيفهم لشهرته ببيعها ارخص ممن حوله.. كان من بين من يتعاملون معه من صغار التجار احد الشباب يدعي مصطفي الذي تتشابه معه ظروفه حيث كان يمده بكل ما يحتاجه من اقراص الترامادول ولم يكن يدري أن هذا الشاب سيكون من يكتب نهاية طريقه في عالم المخدرات بعد ان تمكن النقيب طارق مدحت معاون مباحث قسم بولاق أبو العلا من ضبط مصطفي29 سنه عاطل وبحوزته150 قرصا مخدرا ومبلغ170 جنيها وبسؤاله بمعرفة المقدم أحمد التحيوي رئيس المباحث عن مصدر تلك الاقراص اقر بتحصله عليها من احد التجار الكبار بمنطقة حوض الزهور ويدعي أحمد خميس.. وبتكثيف التحريات عن التاجر تبين انه يدعي احمد خميس عبد الحليم35 سنة عاطل ومقيم بمنطقة حوض الزهور ببولاق و سبق اتهامه في4 قضايا.. وبعرض المعلومات علي اللواء هشام العراقي مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة امر بتشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان محمود خلاف نائب مدير المباحث وعبدالعزيز خضر مدير ادارة المباحث الجنائية باشره العقيد حاتم البيباني مفتش مباحث فرقة الشمال ضم النقيبين طارق مدحت وأيمن عبدالحافظ معاوني مباحث القسم لضبط المتهم متلبسا.. وتبين من التحريات ان المتهم في طريقه لجلب كمية كبيرة من الاقراص المخدرة داخل سيارته النقل لتوزيعها علي صغار التجار بالمنطقة بعد ان اتخذها وكرا لممارسة نشاطه الاجرامي.. بعد تقنين الاجراءات وعقب استصدار اذن من النيابة وباعداد الاكمنة الثابتة والمتحركةفي الاماكن التي يتردد عليها وبالقرب من محل سكنه بمعرفة المقدم احمد التحيوي رئيس المباحث تمكن ضباط مباحث القسم من ضبطه اثناء استقلاله سيارة رقم م م ف316 نصف نقل وبحوزته2200 قرص ترامادول ومبلغ800 جنيه.. وبمواجهته اقر بحيازته المواد المخدرة بقصد الاتجار والمبلغ المالي من حصيلة تجارته المشبوهة.. تم تحرير محضر للمتهم وباخطار اللواء خالد عبدالعال مساعد اول الوزير لامن القاهرة امر باحالته للنيابة التي تولت التحقيق.