غضب مثل غضبه قاد أمما إلي الهلاك بتلك الكلمات عبر المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية ميت رومني عن رأيه في شخصية منافسه في السباق إلي البيت الابيض دونالد ترامب الذي اثار الكثير من الجدل حوله بسبب زلات لسانه وتصرفاته التي وصفوها بالساذجة والحمقاء احيانا خاصة وانه دائما ما يخاطب الشعب الامريكي بعقلية طفل لايتجاوز ال10 سنوات وهو ما دفع حزبه إلي محاربته ومحاولة عرقلة وصوله إلي البيت الابيض خوفا من عواقب قراراته الهوجاء. وزادت زلات لسان ترامب بشكل كبير خلال الفترة الماضية وكان آخرها مطالبته لليابان بامتلاك سلاح نووي للدفاع عن نفسها من تهديدات كوريا الشمالية لان واشنطن لم تستطع تحمل المزيد من التكاليف بل وتعهد انه في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية انه سيسحب القوات الامريكية من اليابان الا اذا قدمت تلك الدولة الاسيوية المزيد من المساهمات لواشنطن مقابل تواجدها العسكري هناك لحمايتها مشددا علي ضرورة النظر في التحالف مع اليابان وهو ما اثار موجة غضب عارمة في طوكيو. كما حاول ترامب استفزاز روسيا من خلال نشره شريط فيديو ترويجي لحملته الانتخابية يظهر فيه الرئيس فلاديمير بوتين وهو يطرح خصمه أرضا في لعبة الجودو وظهرت أيضا كلينتون التي فشلت في التعامل مع بوتين الذي صوره الفيديو علي أنه شيطان يضحك في النهاية وهو الامر الذي أدانه الكرملين رافضا استخدام صورة الرئيس الروسي او اي شيئا يتعلق بروسيا في الحملة الانتخابية الامريكية. ونالت زلات لسان ترامب من حلف شمال الأطلنطي الناتو الذي وصفه بالحلف العتيق الذي عفا عليه الزمن وبات عاجزا عن مكافحة الإرهاب متعهدا بأنه إذا أصبح رئيسا سيعيد النظر في عضوية أمريكا في الحلف وهو ما اثار الكثير من الانتقادات ضده, ورد عليه الجنرال جو دانفورد رئيس أركان الجيوش الأمريكية مؤكدا انه طالما هناك مصالح مشتركة وتحديات امنية تربط واشنطن بالدول الاوروبية فلابد وان يكون هناك حلف يجمعهم,كما أشار وزير الدفاع اشتون كارتر إلي دور الحلف في أفغانستان عام.2003 وفي حال فوز المرشح في الانتخابات سينجح في إثارة الكثير من الأزمات بين واشنطن وحلفائها حتي منافسيها في المنطقة, إذ أنه أكد في تصريح مثير للجدل انه يمكنه تدمير الصين في دقيقتين فقط وانه سيبني جدارا كبيرا جنوبأمريكا علي الحدود مع المكسيك لمنع تدفق المهاجرين وان المكسيك من ستتكلف المصاريف وهو ما اشعل المظاهرات في المكسيك التي خرج شبابها حاملا لافتات كتبوا عليها الموت لترامب. وأكدت صحيفة واشنطن بوست أنه رغم الحرب الطائشة التي يشنها ترامب علي الصينوالمكسيك, ومهاجمته الشركات الأمريكية التي تنتج بعض بضائعها في الخارج, إلا أن شركاته وشركات ابنته إيفانكا تصنع معظم ماركاتها في الخارج وخاصة الصينوالمكسيك, فكيف لك ان تفعل الشئ ونقيضه. ويبدو أن تاريخ ترامب يكشف عنصريته وكرهه للسود في أمريكا وهو ما أشارت إليه صحيفة الجارديان البريطانية تحت عنوان عنصرية ترامب, مشيرة إلي أن المرشح مارس التمييز العنصري ضد مستأجرين سود بعد ان رفض تأجيرهم مسكنا لانهم من ذوي البشرة السمراء في وقت كان ينعم ترامب ووالده بثروة كبيرة في مجال العقارات والإسكان. ولم يعتبر ترامب دعواته لمنع دخول المسلمين أمريكا زلة لسان بل رفض أن يعتذر واصر علي موقفه فوصف الساسة الأمريكيين بموسوليني أمريكا الجديد. وطالت زلات لسان ترامب السعودية خلال حواره الأخير مع صحيفة نيويورك تايمز الامريكية والذي اشار خلاله إلي سياسة مقاطعة البترول من السعودية ودول خليجية أخري, وطالب الخليج بدفع فواتير لواشنطن مقابل محاربتها لتنظيم داعش الإرهابي. ويبدو أن المرشح الذي تراه الأمريكيات علي درجة عالية من الجمال يفتقد إلي فن المغازلة إذ أنه خسر قاعدة كبيرة من النساء بعد سلسلة التصريحات النارية التي اطلقها ضدهم ففي البداية وصفهم بالكلاب والخنازير السمينة المثيرة للاشمئزاز, وذلك بعدما حاصرته احدي المذيعات في مناظرة من مناظراته. كما أن مدير حملته الانتخابية اعتدي علي صحفية بالضرب لمجرد محاولتها تويجه سؤال إلي ترامب وهو الامر الذي تحقق فيه الشرطة حتي الان. وتراجع ترامب أمس عن التصريحات التي اطلقها الاربعاء وطالب فيها بمعاقبة النساء اللاتي يتعرضن للاجهاض وهو ما أثار حفيظة الأمريكيات لذا برر موقفه علي مواقع التواصل الاجتماعي مؤكدا أن العقاب لابد ان يطبق علي من يجري العملية فقط. وأكدت الصحيفة الأمريكية ان ترامب استطاع ان يثير الانقسامات داخل الحزب الجمهوري الذي اكد ان سياسات ترامب الطائشة تهدد مكانة الحزب, مؤكدة أن قادة الحزب باتوا عاجزين عن التصدي لترامب.