الدكتور شريف شاهين رئيس دار الكتب والوثائق القومية مثقف وأكاديمي بمعني أنه رئيس بخبرة علمية إدارية وأكاديمية واسعة لدار عريقة آن لها أن يتم تفعيلها بقوة لأداء دورها في تشكيل الوعي الثقافي وجعله قاطرة حقيقية للنهوض, فما أحوج الدولة الآن إلي الثقافة الواعية المبنية علي مصادر علمية حقيقية تتيح للباحثين وجميع المستفيدين خدمات فعلية راقية وسلسلة تواكب التطور المعرفي والتكنولوجي الذي يغمر العالم من حولنا بما يدفع في أن تواجه الدولة بل والوطن العربي بأكمله تحدياته الراهنة وأهمها الإرهاب وانحدار مستوي الوعي.. ولهذا كان الحوار معه. توليت عدة مناصب متخصصة قبل رئاسة دار الكتب, أي أنك علي علم بما تواجهه من تحديات, فما هي هذه التحديات؟ التحديات كثيرة وأهمها من وجهة نظري باعتبار التاريخ الطويل لهذه المؤسسة حيث أنشئت دار الكتب منذ1870 م الكتبخانةودار الوثائق منذ1828 م الدفترخانة هي المشكلات الإدارية التي لها جذور تاريخية, والفكر أو الثقافة التي تعمل بهما مؤسسة لها تاريخ قديم ووسيط وحديث ومعاصر, إضافة إلي القرارات والقوانين واللوائح التي تحتاج للتطوير, والمباني التاريخية وأخري عصرية, وأنظمة العمل التقليدية التي تعتمد بالدرجة الأولي علي الورق. ما هي هذه التحديات؟ المشروع هو أن تصبح دار الكتب مكتبة وطنية تؤدي كامل وظائفها وتقدم خدماتها للمجتمع المصري والعربي والعالمي مستثمرة في ذلك كل الأساليب التكنولوجية المناسبة والشائعة في القرن الحادي والعشرين, وأن تصبح دار الوثائق القومية بيت الخبرة القومي لإدارة الوثائق والأرشفة الإلكترونية, وهو ما يعني الحلول العصرية المتكاملة, وليس سد الثغرات أو المسكنات. * اذكر لنا ملامح هذه المشروعات الجديدة؟ بنية تكنولوجية للاتصالات والمعلومات عصرية; إستراتيجية للمحتوي الرقمي; تشريع إيداع للمصادر الإلكترونية; أنظمة عمل إلكترونية; أرشفة إلكترونية; ثقافة مؤسسة رقمية; حضور إلكتروني علي مدار الساعة طوال أيام الأسبوع; التواصل المجتمعي بكل أشكاله ومستوياته; تنمية بشرية مواكبة للنقلة الرقمية. ما مقدار ما تحقق بعد توليك المسئولية في ضمان نجاح دار الكتب في مساعدة الباحثين؟ القاعدة الأساسية للعمل بالهيئة هي إرضاء المستفيدين علي اختلاف احتياجاتهم المعلوماتية والبحثية وبأسهل الطرق ومن أي مكان وفي أي وقت....نحن مؤسسة خدمية بحثية متميزة برصيدها من مصادر المعرفة علي مستوي العالم; وهو ما نؤكده من خلال المشروعات القائمة بالفعل وما نسعي لتطويره من لوائح عمل وتشريعات منظمة ودورات تدريبية للتنمية البشرية. لديك مؤلفات مهمة في النشر المكتبي.. هل بدأت تطبيق رؤيتك أن هناك معوقات ما زالت تقف في الطريق؟ لا يمكن أبدا بوصفها بالمعوقات, لأنها تشمل حقوقا ينبغي العمل علي منحها للعاملين بالهيئة بالطرق الشرعية ومنها: تحقيق العدالة في المكافآت والحوافز المالية من خلال منظومة تتسم بالشفافية والمؤشرات المتفق عليها لقياس الأداء( الإنتاجية) وتحقيق التأمين الصحي اللازم للعاملين بمراكز الترميم ومخازن المقتنيات والمطبعة لما يتعرضون له من كيماويات سامة مسببة للأمراض الخبيثة بشكل مباشر والانتقال من ثقافة الخدمة والإنتاج بالمجان إلي ثقافة المقابل المالي وتحقيق الإيرادات للمؤسسة, وهو الأمر الصعب جدا نتيجة الموروث التاريخي للعبارة الثقافة بالمجان والهيئة الحكومية الخدمية التي لا تهدف إلي الربح والرد أننا لا نهدف إلي الربح بقدر ما نهدف إلي الحفاظ علي مستوي الخدمة والمنتج المقدم من خلال ضمان الموارد المالية اللازمة لذلك. دشنت نظاما لإدارة خدمة المواطنين الإلكترونية ما هو وكيف يمكن للمواطنين استخدامه؟ نحن بصدد التدشين الفعلي للنظام ويمكن استخدامه من داخل الهيئة عبر أجهزتها أو من خلال موقعه علي الإنترنت. * وماذا عن العلاقة مع المؤسسات العربية المماثلة في التعاون ومكافحة الإرهاب وما هي أبرز الخطوات التي تحققت؟ هناك مذكرات تعاون واتفاقيات تفاهم قائمة بالفعل بين الهيئة والمؤسسات المماثلة لها في معظم الدول العربية والأجنبية ولكنها لا تتعدي تبادل المطبوعات والزيارات وإقامة المعارض... ولا تصل إلي تطلعاتي. هل أوجدت حلولا لمسألة تسعير الخدمات المقدمة من الهيئة ومراكزها المختلفة وما هي؟ الحل هو تطبيق اللائحة الموحدة لتسعير الخدمات والمنتجات... وجار تجميع الرؤي المختلفة لتضمينها في لائحة واحدة جامعة موحدة. هل للهيئة دور في بوابة المعرفة التي أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وما هو هذا الدور؟ تم التواصل المباشر مع الدكتور طارق شوقي والدكتورة هدي أبو شادي المشرفين علي مشروع بنك المعرفة المصري, وتم الاتفاق علي إتاحة المحتوي من خلال أجهزة قاعة الاطلاع الرقمي بدار الكتب, وسوف تصبح هذه القاعة بمثابة مركز التوعية المجتمعية للبنك وإتاحة محتوياته. إلي جانب المشاركة بالمصادر والمقتنيات التراثية لدي الدار وإثراء المحتوي العربي للبنك بها. أخيرا: أعلنت عن خطة إستراتيجية من9 محاور ما هي وما أنجزت منها؟ تسير في خطوط متوازية وهو ما يجهدنا شخصيا ويجهد من يعمل معنا بالهيئة, ولكنني أؤكد رهاني علي الرغبة الحقيقية للعاملين بالهيئة علي الارتقاء بمؤسستهم.