ملامحها المصرية العريقة الفرعونية الممتزجة بمفردات الشخصية الصعيدية زادت من قوتها وأثقلت خطوتها, ومع عشقها للفن جعلته رسالتها وآمنت بان النجومية ستأتي لا محال فهي نتاج طبيعي للموهبة والدراسة والعطاء, فكانت سوسن بدر صاحبة أهم الأدوار علي الشاشة السينمائية أمام كبار النجوم فخطفت الأنظار من مخرجين وكتاب ومبدعين والاهم المشاهدين.. ولدت عملاقة الموهبة لها بصمتها, أصبحت نجمة وفنانة من أشهر الفنانات علي مستوي الوطن العربي, وتطالعنا كل عام بأعمال جديدة وتفاجئنا بأدوارها المركبة لأنها السهل الممتنع. وعن الجديد الذي تقدمه ورأيها في نوعية الأعمال الفنية وخاصة في المرحلة الحالية, الي جانب صورة المرأة في الأعمال الفنية وغيرها من الموضوعات كان لنا معها هذا الحوار.. أحب جميع أدواري وأعشق الفن.. ونور الشريف أستاذي هل هي مجرد صدفة أنك صاحبة أشهر أدوار المرأة الصعيدية ؟ أفخر بأنني في الحقيقة من أصل صعيدي بل كما يقولون من الصعيد الجواني وبطبيعة المرأة الصعيدية وقوة شخصيتها واعتزازها وصلابة رأيها وإيمانها بقضيتها أيا كانت بسيطة أو عميقة كل هذه المفردات شكلت شخصية سوسن بدر وانعكست علي خطواتي في الطريق الذي اخترته وتحديت الجميع والظروف حتي نفسي وأسعد كثيرا حينما يتم اختياري لمسلسل يتناول حياة الصعيد وأقدم من خلاله شخصية المرأة الصعيدية لأنها جزء مني وإن اختلفت بالطبع وفقا للنسيج الدرامي للعمل, وبلاشك الأدوار الصعيدية يتم ترشيحي لها دون ترتيب من ناحيتي مثلها مثل أي عمل فني ولكن أمام تميزي فيها يتكرر الترشيح في أعمال مختلفة ولا أرفض حينما أجد العمل جيدا والدور متميزا. هل كثرة تقديمك لشخصية المرأة الصعيدية وضعك في قالب نمطي والأزمة التي يفرضها التكرار ؟ لا طبعا لأنني فكل عمل أقدم من خلاله المرأة الصعيدية أقدم شخصية محتلفة تماما تفرضها أحداث ونسيج درامي مختلف وعلي سبيل المثال دوري في مسلسل الرحايا أمام الراحل نور الشريف اختلف تماما عن شخصية المرأة الصعيدية المكافحة في مسلسل الوالدة باشا التي حضرت الي مصر مع زوجها ثم توفي وعكفت علي تربيتهم وغيرها من الأعمال والمسلسلات الصعيدية وفي كل مرة أنا صعيدية ولكن لنموذج مختلف.. لأنني في الأساس فنانة أقدم كل الأدوار أدرس مفردات الشخصية شكلا ومضمونا وأحس الشخصية وأتعايش معها وفقا للنسيج الدرامي وأضيف لها من خبراتي ومخزون ثقافتي ودراستي وقراءاتي واحتكاكي بالمجتمع.. أنا امرأة مصرية صعيدية بدرجة فنانة ففي الوقت الذي قدمت الرحايا سبقه ثلاثة أجزاء من مسلسل الدالي مع النجم نور الشريف ولكن هذه المرة قدمت شخصية سيدة الأعمال الناجحة وعضو مجلس الشعب وأيضا تنتمي لجذور صعيدية. هل كنت محظوظة منذ اللحظة الأولي لدخولك عالم الفن بتعاملك مع عمالقة الفن سواء مخرجين أو كتاب أو ممثلين ؟ لا أنكر ذلك.. أنا فعلا محظوظة باكتشاف المخرج الكبير شادي عبد السلام لي وتقديمه لي في بداية طريقي ومحظوظة حينما اختارني أستاذي النجم الراحل نور الشريف للمشاركة في فيلم حبيبي دائما مع المخرج الكبير حسين كمال ويعتبر الفيلم من أشهر الأفلام في السينما المصرية, كما تعاونت مع الفنان عادل إمام في مسلسل أحلام الفتي الطائر كل هذه الأعمال وفي بداية مشواري الفني لم تساهم فقط في انطلاقي بل أختصر من مشواري خطوات واسعة وأصعد علي سلم الشهرة درجات, وهي بلا شك كان لها دور كبير في ثقل موهبتي واكتساب خبرات أهلتني للمشاركة في أفلام عالمية والحصول علي جوائز ومنها الفيلم الفرنسي الأبواب المغلقة ثم توالت الأعمال مع كل هؤلاء العمالقة إضافة الي سندريللا الشاشة سعاد حسني وعلي مدار أكثر من ثلاثة عقود فنية قدمت أعمالا تعتبر علامات فارقة في تاريخ الفن سواء سينما أو تليفزيون أو مسرح. ماهي الجائزة التي نتوقف عنها وتمثل معني خاصا لديك ؟ بصراحة تسعدني الجوائز من جميع المهرجانات أو الجهات المعنية بالثقافة والفن واحرص علي اقتنائها في مكتبتي الخاصة وأتباهي بها لأنها تعكس تقديرا لعطاء الفنان ولكن هناك جائزة اصطحبها معي لأنه في قلبي وهي التي تدفعني للعمل المتميز وهي حب الجمهور التي حباني الله بها واتمني أن أحافظ علي هذه النعمة مثلما أنعم علي بنعمة موهبة الفن وأثقلتها بدراستي في معهد الفنون المصرية واجتهدت في اختياراتي التي احرص دائما أن تعبر عن قضايا مجتمعي. في رأيك ماهي الأعمال الفنية التي نحتاجها في المرحلة الراهنة وماهي الصورة التي يجب أن نقدمها كنماذج عن المرأة ؟ أنا مؤمنة بأن لكل مرحلة ووفقا للمتغيرات التي تطرأ علي المجتمع تكون هناك متطلبات خاصة بها وأيضا واجبات منوط بها القائمين علي الفن وصناعته, بمعني أن المرحلة الراهنة تتطلب منا تقديم الأعمال التي تحث علي القيم الإيجابية الجميلة وتعيد التأكيد علي روح الأصالة والانتماء بكل مفاهيمه أما المرأة فالمرأة المصرية تستحق أكثر من عمل بل عشرات الأعمال التي تجسد ملحمة عطائها وتضحياتها وقوتها وحبها لأسرتها الصغيرة وأسرتها الكبيرة الوطن.. الست المصرية بلا مبالغة نموذج يحتذي به علي مستوي العالم في العطاء والذكاء فهي ذكية وواعية يالفطرة وأصدق دليل علي قولي المرأة الصعيدية التي تجمع بين القوة والحنان والمرونة والتحدي. قدمت في مسلسل طريقي الذي عرض في رمضان الماضي شخصية امرأة أصيبت بالزهايمر وتم تقديمك بدون مكياج وفي أحيان أخري بمرحلة عمرية أكبر, ألم ينتابك التردد والتوتر ؟ لم أتردد ولو لحظة حينما قرأت العمل للسيناريست تامر حبيب وأنا عشقت الدور بتطور مراحله المختلفة وسعدت بالعمل كله لأن مسلسل طريقي حالة فنية متكاملة بكل مقاومات النجاح وبحسي الفتي وخبرتي أدركت ذلك ثم أدركت منذ اللحظة الأولي داخل اللوكيشن حينما عايشت التزام فريق العمل وتعاونهم وإصرارهم علي تقديم العمل علي أكمل صورة ثم فاجأتني شيرين كممثلة متميزة..واذاكان طلب مني المخرج محمد شاكر أن أظهر بوجه قبيح وليس كبيرا كنت وافقت طالما الدور يتطلب ذلك.. فالفنان حتي يصل الي وجدان المشاهد ويصدقه لابد من من البداية ان يحس الشخصية التي يقدمها ويتعايش معها شكلا ومضمونا حتي يجذ المشاهد ويصدقه. ما أحب الأعمال الفنية إلي قلبك, والمحطة التي نتوقف عندها؟ أحب جميع أدواري وأعتزبها وفي كل عمل أشعر بأنني أمثل للمرة الأولي أقلق وأنتظر رد فعل جمهوري واسهد بنجاحي وتميز العمل ثم اعود وادخل مرحلة القلق في اختيار عمل جديد ومن عمل لآخر سلسلة هي محطات هي مشواري..ولكن هناك مسلسلا لايمكن أن يفوت بذاكرتي هو المسلسل الكوميدي الشهير عايزة أتجوز أمام هند صبري إخراج رامي إمام لأنني اضطررت لتصوير إحدي الحلقات بعد ساعات من وفاة والدي وكان التأجيل مستحيلا وبالفعل التزمت بالحضور ونجح العمل بشكل غير مسبوق. بعد مشوار ومحطات صنعت تاريخ ونجومية مازلت تشاركين في أعمال البطولة الجماعية وليست المطلقة, فما تعليقك ؟ من أنجح الأعمال وأكثرها قوة هي أعمال البطولة الجماعية ليس فقط لأنها تجذب المشاهد لوجود أكثر من نجوم أو لأنها تكسر الملل لوجود أكثر من حدث وخيط درامي يتنوع مع تعدد وتنوع الشخصيات ولكن لأن الفنان يتباري في منافسة فنية مع فريق متعاون له هدف واحد وهو خروج العمل بشكل متميز فيصبح كل منهم نجوم وبطل في دوره.. وتغير التفكير النمطي كما تغير تفكير المشاهد والفنان لايقيس أهمية دوره بالمساحة ولكن الأهم بتأثيره وكيف يجعل منه إضافة للعمل. ما الجديد الذي تقدمينه ؟ بمناسبة الاحتفالات بالمرأة المصرية وعيد الأم واليوم العالمي أقدم حاليا شخصية السيدة هدي شعراوي كنموذج مشرف للست المصرية من خلال المسلسل الإذاعي حسن الحياة للكاتب محمد نبيل وهو مسلسل يقدم متوالية درامية عن أبرز الشخصيات للمرأة المصرية نماذج النجاح خلال مائة عام بداية من القرن الماضي وما أحوجنا لمثل هذه الأعمال التي تبرز تاريخ المرأة المصرية, أما للشاشة الرمضانية أشارك في بطولة عملين الأول ولد فضة للمخرج أحمد شفيق بطولة عمرو سعد تأليف عبد الرحيم كمال وأقدم نموذجا جديدا للمرأة الصعيدية المكافحة, ومسلسل جراند اوتيل للسيناريست تامر حبيب والمخرج محمد شاكر. ما الأمنية التي تحلم بها سوسن بدر لها بصفة خاصة, وللمرأة المصرية بصفة عامة ؟ علي المستوي الشخصي أتمني أن أظل أقدم أعمالا فنية تنال إعجاب جمهور وتعبر عن هموم وآمال وطني وتمس قضايا ومشاكل مجتمعي وأتمني أن أكون قادرة علي العطاء حتي آخر نفس في صدري. أما بالنسبة للمرأة المصرية أقدم لها كل التحية والتقدير علي عطائها في كافة مناحي الحياة وعلي كل الأصعدة فهي نموذج للعطاء والتضحية والإبداع وهي صور مشرفة وما أثبتته في الفترة السابقة في مشاركتها السياسية وماتقدمه حاليا من تضحيات فهي أم الشهداء الأبرار وهي أم الأبطال البواسل وهي المرأة الناجحة في كل مجال وأتمني أن نقدم لها اعمال تعكس مكانتها.