(ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون),49 سورة النحل] فأجناس الكون التي يعرفها الإنسان أربعة: إما جماد, فإذا وجدت خاصية النمو كان النبات, وإذا وجدت خاصية الحركة والحس كان الحيوان, فإذا وجدت خاصية الفكر كان الانسان, وإذا وجدت خاصية العلم الذاتي النوراني كان الملك.. هذه هي الأجناس التي نعرفها. فليس في كون الله شيء يستطيع الخروج عن مرادات الله, لأنه ما خرج عن مرادات الله الشرعية في التكليف إلا بما أعطاه الله من اختيار, وإلا لو لم يعطه الاختيار لما استطاع التمرد, كما في المرادات الكونية التي لا اختيار فيها. لذلك نقول للكافر الذي تمرد علي الحق سبحانه: تمرد إذا أصابك مرض, وقل: لن أمرض, تمرد علي الفقر وقل: لن أفتقر.. وما دمت لا تقدر وسوف تخضع راغما فلتخضع راضيا وتكسب الأمر, وتنتهي مشكلة حياتك, وتستقبل حياة أخري أنظف من هذه الحياة. وقوله تعالي:, من دابة...] هو كل ما يدب علي الأرض, والدب علي الأرض معنا الحركة والمشي.. وقوله:, والملائكة...] أي: أن الملائكة لا يقال لها دابة, لأن الله جعل سعيها في الأمور بأجنحة فقال تعالي:( أولي أجنحة مثني وثلاث ورباع..], فاطر:1]. وينهي الحق سبحانه الآية بقوله:( وهم لا يستكبرون) أي: أن الملائكة الذين هم أعلي شيء في خلق الله لا يستكبرون, لأن علوهم في الخلق من نورانية وكذا وكذا لا يعطيهم إدلالا علي خالقهم سبحانه, لأن الذي أعطاهم هذا التكريم هو الله سبحانه وتعالي.