لم تسلم ريم البارودي من الأقلام النقدية التي وصفتها خلال حوارها بأنها هدامة.. لديها قناعة وحرص علي تقديم أدوار جادة تضيف إليها وتجعل المشاهد لا ينفر منها, و تؤمن أنه لا يوجد شيء اسمه إغراء في الفن, إنما هناك ممثل جيد يستطيع أن يقدم أي عمل بصورة لائقة. الأهرام المسائي حاورتها أثناء تصويرها أحد المشاهد ضمن أحداث الجزء الثالث من مسلسل شطرنج, إخراج محمد حمدي وتأليف حسام موسي. سألناها عن تطور دورها في الجزء الثالث من شطرنج.. قالت: هناك تحولات درامية في شخصية ميرفت متوقعة مزيدا من التشويق لدي الجمهور, لاسيما أنها تري أنها تقدم شخصية مركبة, تعيش ما بين الحب والكراهية, لا داعي لتفاصيل عن الشخصية لكن أؤكد أن الجزء الثالث أكثر تميزا في تحولات الشخصية, فهي في تصاعد عن الجزءين الأول والثاني, فهي شخصية غريبة لديها طموحات كما أن علاقة الحب بينها وبين فتحي نضال الشافعي تأخذ مسارات مختلفة طوال هذا الجزء. هل ثلاثة أجزاء لمسلسل واحد تحتاج لمجهود أكبر؟ بكل تأكيد, لكن دعني أصف نفسي بأنني ممثلة تذاكر جيدة, إن لم أذاكر سأشعر بهبوط مفاجئ في الأداء أو هكذا يخيل لي, وبسبب أن المسلسل ثلاثة أجزاء فهذا يجعلني أكثر تركيزا علي خلاف أي مسلسل آخر عبارة عن ثلاثين حلقة, كما أن الممثل في شطرنج مطلوب منه أن يكون ملما بجميع خيوط شخصيته حتي لا يتوه في دهاليز العمل, للحفاظ علي شكل الشخصية وطريقة حياتها وكلامها وعدم تداخل الأحداث مع بعضها البعض وهذا مرهق ذهنيا خاصة أنه يتم التصوير علي مدار فترات طويلة بخلاف المسلسل الرمضاني الذي قد لا يستغرق ما بين ثلاثة إلي ستة أشهر ولكن في شطرنج نقترب من ختام عامنا الثاني في العمل. هل مسلسلات الأجزاء مغامرة؟ ربما.. لكن في حالة عمل فني جيد بقيمة شطرنج لا تعتبر مغامرة, خاصة أنه مسلسل مليء بالأحداث والمستجدات الدرامية وعنصر التشويق حاضر في جميع حلقاته, والمشاهد لا يمكن أن يمل من العمل الجيد طالما لا يعتمد علي المط في الأحداث, والدليل أن المشاهدين عندما يتابعون مسلسلا في شهر رمضان ويرتبطون به يخرجون من الموسم وهم يتمنون لو أن له جزءا ثانيا أو ثالثا, ورغم التعب والإرهاق الذي أعانيه في تصوير دوري خلال المسلسل إلا أنني استمتع جدا بالعمل خلاله. صف لنا أوجه الاستمتاع في هذا العمل الشاق؟ لا أخفيك سرا أنني أردت خوض مثل هذه التجربة خاصة أن شركة الإنتاج من الشركات التي تحترم صناعة الفن, ولا تقدم سوي أعمال ذات قيمة حقيقية يلتف حولها الناس, كما أن كل فريق العمل أبطال لهم جمهورهم وأعمالهم ذات جماهيرية مرتفعة ولا أعتقد أنهم يغامرون عندما يجتمعون في مثل هذا المسلسل, وقد نشأت علاقات صداقة قوية بين الجميع, كما أنني أراقب كل فنان وطريقة أدائه واستعداده للدور مثل الفنان نضال الشافعي الذي يعد من أقرب الأصدقاء, أحب تفاصيله وطريقته في أداء أدواره وقدمت معه من قبل ما يقرب من خمسة أعمال, بالإضافة إلي الفنانة وفاء عامر وميس حمدان وحمزة العيلي, والمخرج محمد حمدي, حقيقة الأمر أنني أفتخر بالعمل معهم جميعا, ففريق العمل متجانس كليا ما يساهم في نجاح العمل, لأن جميع العوامل متوفرة. حققت جماهيرية كبيرة في مسلسل حدائق الشيطان ومن بعدها انطلاقة فنية في عالم دراما التليفزيون, ولكن لا تزال خطواتك في السينما بطيئة.. لماذا؟ في السينما كنت دائما أضحي, وكان من الممكن أن أقبل الظهور ضيفة شرف أو التنازل عن جزء من أجري لمجرد التواجد أو الظهور لذلك عندما قررت خوض تجربة السينما كنت حريصة فيما أقدمه, وحافظت علي خطواتي فيها وهي محسوبة للحفاظ علي القدر الذي وصلت إليه في الدراما, وقدمت حتي الآن في السينما خمسة أفلام اخترتهم عن قناعة تامة, أتعشم خلال الفترة المقبلة خوض السينما بإيقاع مختلف, رغم دراما التليفزيون في الصدارة الفنية علي الساحة حاليا, من حيث الانتعاشة الفنية بعد زيادة القنوات الفضائية, إلا أن هناك انتعاشة شهدتها الساحة السينمائية مؤخرا ربما تزيد فرص التواجد بشكل أفضل. هل يمكن أن تتواري نوعية الأفلام التجارية أمام تلك الانتعاشة؟ هناك تحول في الذوق العام أدي إلي أن كبار المنتجين خلال الفترة الماضية لم يقدموا أعمالا خوفا من الخسارة رغم أن ما يصفه البعض بأفلام التيك اواي أصبحت أعمالا تعبر عن ذوق جماهيري, وأرفض الهجوم علي أي منتج يقدم هذه النوعية لأن المنتج لا يملك أن يفرض أي عمل علي الناس, خاصة أن الناس لم تعد مقبلة علي أفلام الفكر أو الوجبات الدسمة, مع تجربة الثورات والمآسي التي تشهدها المنطقة, فلا يجب أن يكون كل عمل هدفه هو التوعية ولكن يمكن أن يكون هدف صانعوه هو التسلية, سواء كان في التليفزيون من خلال الست كوم, أو علي شاشة السينما بالأفلام الخفيفة أو الكوميدي. ماذا عن النقد في مشوارك الفني؟ أري أن النقد الفني حاليا يسير حسب الأهواء, ولا يوجد لدينا نقد بناء كما أن هناك نقادا لا يشاهدون الأعمال الفنية للتعبير عن وجهة نظر صحيحة أو مدروسة أو بشكل حقيقي, ولمثل هذا الناقد أقول له من أعطاك الحق في النقد وأنت لا تفعل شيئا سوي الجلوس خلف شاشة كمبيوتر دون تحري الدقة أو التواصل مع الفنان نفسه؟ أنا كفنانة لست مطالبة أيضا أن أعطيك وقتي عندما أكون مرتبطة بعمل فني من المفترض أنني مشغولة في قراءته والاستعداد له.