مرت ساعات علي الحادث, وابتعلت دوامة الحياة الجميع في مشاغلهم لكن السؤال ظل محلقا في ضاحية العمرانية ومنها إلي باقي مناطق الجيزة: بأي ذنب ذهبت روح الطالب سدي بلا ذنب اقترفه؟!. خرج ساهر يسعي علي لقمة عيشه يسد بها رمق ذويه مستغلا عمله كسائق توك توك اعتاد ساهر برغم كونه طالبا مازال يدرس, العمل لظروف اسرته السيئة, حيث كان يخرج مبكرا من منزله باطراف العمرانية بعد ان يقبل يد والدته طالبا منها الدعاء له بالرزق الوفير وان يبعد عنه الله شر الطريق. وفي اليوم الموعود خرج الشاب كعادته بعد تهيئة التوك توك وانطلق باحثا عن الرزق.. ساعات قليلة كانت متبقية لساهر قبل عودته لمنزله منهيا يومه الشاق يأنس ببقية يومه مع والدته وأشقائه الذين تكفل بتحمل نفقاتهم.. عقارب الساعة تقترب من الثامنة مساء كان ساهر يمر بالقرب من نزلة العمرانية وتحديدا محطة مترو ساقية مكي أشار له عندها4 شبان في منتصف عقدهم الثاني طالبين منه ان يقلهم لشارع مستشفي الصدر وفي أثناء الطريق طالبوه بترك التوك توك والعودة لأهله سالما وإلا سيموت.. تمسك ساهر بمصدر رزق أهله وزاد عنه بكل قوته لكن الأشرار انطلقت من جهتهم طلقة من الخلف وتركوه يصارع الموت. أمرت نيابة شمال الجيزة الكلية بإشراف المستشار احمد البقلي المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة الكلية بسرعة ضبط وإحضار4 عاطلين كونوا فيما بينهم عصابة لسرقة المواطنين بالإكراه وسرقة التكاتك بمنطقة العمرانية بالجيزة, بعدما حاولوا سرقة سائق توك توك وقاموا بإطلاق النار عليه وتمكن من الهرب منهم حتي وصل إلي منزله مصاب بطلق ناري في ظهره وعقب نقله إلي المستشفي توفي عقب وصوله مستشفي قصر العيني. وقدكشفت تحقيقات المستشار محمد أبو زينة عن قيام4 شباب جار تحديد هويتهم باستيقاف توك توك بغرض السرقة و لكن السائق اول لم يتوقف لهم ووقف لهم سائق آخر وكان ذلك تحديدا عند سلم محطة مترو ساقية مكي باتجاه نزلة العمرانية وطلبوا منه توصيلهم لشارع مستشفي الصدر علي أن يسير بهم من طريق آخر وركب احدهم بجانب السائق و الثلاثة الآخرون في الخلف وأسفل سور المترو بدأوا في الاعتداء عليه بالضرب بغرض سرقة التوك توك ولكن المجني عليه قاومهم و عندما لم يتمكنوا منه قام أحدهم ممن يجلسون في الخلف بإطلاق النار في كرسي المجني عليه من الخلف فاخترقت الطلقة الكرسي و استقرت في ظهره, وكشفت تحقيقات النيابة من أن المتهمين سيد عنتر20 سنة, ومحمود محمود19 سنة, وفادي رياض. وأضافت تحقيقات المستشار أحمد عبد الحكيم وكيل نيابة العمرانية أن الجناة لاذوا بالفرار واستطاع المجني عليه ساهر حامد22 سنة أن يصل إلي منزله واستغاث بأهله وجيرانه الذين أخذوه إلي مستشفي أم المصريين وتم تحويله إلي مستشفي القصر العيني وتوفي عقب دخوله المستشفي. وأوضحت التحقيقات أن المجني عليه تمكن من سرد الحادثة لخاله ربيع عبد الظاهر قبل الوفاة بلحظات واستمعت النيابة من أقوال سائق التوك توك أول وأمرت النيابة بدفن الجثة عقب تشريحها لبيان سبب الوفاة.