معذرة للدكتور جلال أمين. المتتبع لما يحدث في أمريكا وما يحثف في انتخاباتها المبدأية هذه المرة حتي الآن يدرك معني هذا السؤال. الذي يحدث هناك فوق التصورالبشري والمعهود. لا يكاد يمر يوم هناك إلا ويسمع العالم كله شيئا كريها تعافه النفوس خصوصا من المرشح الجمهوري دونالد ترامب, الذي وجد نفسه في استثارة الناخبين العنصريين هناك. في أسبوع واحد هناك, ترك ترامب تراثا كبيرا من بث الكراهية, عبر التعالي والعنصرية الكريهة من خلال فجاحة وفظاظة لم يبلغ معشارها أحد من قبله. لم يتورع الرجل عن ممارسة كل الكذب والدجل والفجور لتوصيل رسالته الي عطشي عنصريين يحبون ما يقوله لهم من أمورجلل غير قابلة للتصديق, منها: في مساء الجمعة, الماضية19 فبراير وفي ختام حملته الإنتخابية في ولاية كارولينا الجنوبية, وأمام حشد من مؤيديه, وبعد أن نقد منافسه اللدود المرشح تيد كروز وأقذع له القول لأنه يعارض التعذيب بالإغراق في الماء الذي تمارسه أمريكا في معتقلي جوانتانامو لإجبارهم علي الاعترافات, بدأ في حكاية قصة لمستمعيه عن طريقة التعامل مع المسلمين يجب أن تتبع. بدأ ترامب حكايته المشهورة والتي يتناقلها قبله الجناح اليميني الأمريكي البغيض لتكون إهانة جارحة للمسلمين, قائلا: في أثناء الحرب ضد إرهاب المسلمين في الفلبين في أوائل القرن العشرين, حدث أن الجنرال بيرشنج والذي كان يقاتل المقاومة المسلمة هناك, أمسك بخمسين إرهابيا منهم, وقرر أن يلقنهم والمسلمين في كل مكان, درسا قاسيا. استدعي الجنرال خمسين رجلا من رجاله وجعل كل واحد منهم يغمس طلقة بندقيته في دم خنزير مذبوح, وتم قتل49 منهم بتلك الطلقات, وترك واحدا ليذهب الي قومه ليخبرهم بما حدث بعد روايته تلك أمام مشجعيه أضاف ترامب: لا بد أن نكون أقوياء مثل جنرال بيرشنج, إذا أردنا أن نستعيد وطننا القوي مرة أخري وقبلها بيوم كان لترامب حكاية أخري مشابهة في إهانتها وفجاجتها. في يوم الخميس الثامن عشر من فبراير ذكر بابا الفاتيكان معلقا علي تصريحات دونالد ترامب المتكررة أنه سيبني سورا فاصل علي طول الحدود الأمريكية المكسكية, وأنه سيجعل الحكومة المكسيكية تدفع التكاليف. قال البابا فرانسيس, عقب زيارته للمكسيك استغرقت ستة أيام, وفي مؤتمر صحفي. عندما سأل عن الجسر الذي ينادي به المرشح الجمهوري دونالد ترامب, وهل يجوز أن ينتخب كاثوليكي أمريكي المرشح دونالد ترامب, قال مجيبا:الإنسان الذي يفكر فقط في بناء الحوائط الفاصلة في أي مكان, ولا يبني جسور التواصل, هو شخص ليس مسيحيا. هذا ليس نصا من الكتاب المقدس. أما قولك أن أنصح ناخبا أن يقوم بالتصويت لمرشح ما, أو ألا يقوم, فأنا لن أتدخل في ذلك الأمر, وأقول فقط إن هذا الشخص ليس مسيحيا إذا ما قال أشياء كتلك. لا بد أن ننظرفيما ما قال وإن كان يقصده, ولا بد أن نحسن الظن . بمجرد سماع ذلك جاء رد دونالد ترامب وكان قاسيا, ووصف كلام البابا بأنه عارعليه وأن رئيس الكنيسة الكاثوليكية يستخدم كوسيلة من قبل الحكومة المكسكية, وأنه لا يدرك حجم الدمار الذي يسببه المهاجرون غير القانونيين للولايات المتحدة. حقيقة أن ترامب بروتستانتي وليس كاثوليكيا, ولكن وصفه لقداسة بابا الفاتيكان هكذا لا يمكن أن يكون مقبولا لدي الكاثوليك وغير الكاثوليك, ويخالف ما درج عليه الناس من احترام الرموز الدينية الكبيرة, خصوصا من هم في مقام بابا الفاتيكان. لم يحدث مثل هذا الأمر من قبل, وسيكون له أثر بالغ عند كل الكاثوليكيين في العالم. المدهش في الأمر أن مذيعا في قناة فوكس الإخبارية المحافظة الموالية لترامب, طلب من البابا أن يعتذر لترامب ويسأله المغفرة نتيجة تصريحه هذا!!!! إن ترامب كما وصفه المفكر ناعوم تشومسكي: خطر علي الجنس البشري الجامعة البريطانية في مصر