ما كنت أعتقد كثيرا في نظرية المؤامرة..كنت دائما أرجح أن الخطأ فينا,ونحن من يبتدع الأعذار,ونرمي بأخطائنا علي الآخر..ولكن الشواهد أصبحت تأخذ انتباهي وبدأت أميل إلي أن هناك من يريد أن يحمي نفسه من شرور قناعات خاطئة,أو أن يحمي نفسه من جنون دكتاتور أحمق يجلس فوق بحر من النفط, ويمتلك مفاتيح مغارة علي بابا,الكفيلة بحل أزماته الاقتصادية التي تتوالد في ظل الرخاء والراحة التي جعلوا لها وزارات بأسماء متنوعة. أحد أصدقائي من القوميين العرب له رأي يقول إن التطرف الإسلامي وليد غياب روح القومية العربية, يقول إن الزعيم عبدالناصر جمع العرب كلهم حول القومية العربية; جعلها هوية لهم,كانت تجمعهم مهما تغربوا, ثم تقلصت إن لم نقل سقطت برحيله..عندها صار شباب العرب من دون هوية حقيقية حاول بعض الزعماء خلق هوية المغرب العربي..أو الأفريقي..او الخليجي..ولكن لم يفلح أحد منهم. صار الشباب العربي من دون هوية, فأصبحوا صيدا سهلا لأولئك الذين أدلجوا الإسلام, وجعلوا منه هوية سياسية, صحيح أن الفكرة زرعتها أمريكا في أفغانستان, ولكن الذين قبلوا الدور هم الذين طوروها, وعادوا بها إلي مرحلة الجهاد والفتوحات الإسلامية المبكرة. وانقلب السحر علي الساحر! عندها تغيرت الخطط, ويخطيء من يقول إن التطرف الحالي صناعة غربية, صحيح أن نواته غربية بالفعل, ولكن تعديلات جينية, أثمرت فكرا لا علاقة له بالنواة. ولم يعد لدي الساحر سوي تطويع مقدراته وعلمه للتصدي لهذا الفكر الذي لا يرحم ولا يقف عند حد الموت. وبدأت العقول تفكر كيف تفرغ مغارات علي بابا من كنوزها وكيف تطور وسائل حربها. كانت حرب العراق هي البداية, ثم لحقها الربيع العربي. تفتق نوار الربيع في تونس, ثم سوريا, اليمن, تونس وليبيا, ولكنه فشل في مصر, ومن دون فلسفة معمقة في تفسير ذلك, السبب أن المتآمرين غفلوا عن تاريخ مصر الموغل في القدم, وعن خبرتهم الواسعة, عن علمهم وعلمائهم وحضارتهم العريقة, فمصر, باختصار شديد دولة مؤسسات عريقة وجيش قوي. انتبه الساحر إلي ذلك فأخذ يغير خططه, واتجه إلي الحرب الإعلامية والاقتصادية, وهي متنوعة آخرها خطة البعوضة المصرية لتكون ضربة تلحق بضربة الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء, فضربت موسم أعياد الميلاد السياحة. خطة البعوضة المصرية, معركة من معارك الحرب الاقتصادية المتخصصة في السياحة. البعوضة المصرية, توظف الآن, لضرب الموسم السياحي. لم تنجح تماما خطة الطائرة الروسية فألحقوا لها الزاعجة المصرية, وتسمي أيضا بعوضة الحمي الصفراء وهناك اسم آخر تناسوه تماما هو بعوضة حمي الضنك اليابانية, ألغوا التسمية من أجل عيون اليابان. كل ما في الأمر أن نعت هذه البعوضة اللعينة بالمصرية, اشتق من اسمها العلميAedesaeygpt ولا أحد علي وجه الدقة يعرف لماذا أقحمت مصر في التسمية. لقد ظهر فيروس( زيكا) في أمريكا الجنوبية, ولم تهتم الدوائر, خصوصا السياسية, إلا بالحشرة الناقلة له بعدما عرفوا اسمها العلمي. الذي قد يكون أساسه أن مكتشفها مصري الأصل, يعني مساهم فاعل في مكافحة الأوبئة! ما يزعجني فعلا, هو عدم اهتمام جيشنا الإلكتروني بمثل هذه المواضيع التافهة والقاتلة أيضا, لماذا لا يتقدم علماؤنا ويؤكدون للعالم أن البعوض, كل البعوض, ينقل العديد من الفيروسات؟ وأنه ليس هناك مسألة تخصص عند البعوض في نقل الأمراض, لقد انتقوا هذه البعوضة سيئة الحظ واتهموها بمصيبة( زيكا) من دون بقية الحشرات الطائرة, والزاحفة أيضا. فيا علماءنا الأجلاء تصدوا لهم, قبل أن يتهمونك بأنكم وراء خلقها, وأنكم تصنعونها في مصانع متخصصة, كتلك الضخمة, القائمة في صحاري نيفادا.