أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن تحقيق التنمية يعد التحدي الرئيسي الذي نجابهه جميعا ويستدعي منا تطوير آليات العمل الأفريقي المشترك والأخذ بنموذج التكامل والاندماج الإقليمي خاصة في ضوء الارتباط الوثيق بين متطلبات التنمية الاقتصادية في أفريقيا والحاجة إلي تنفيذ مشروعات إقليمية عملاقة في مجالات عدة بما في ذلك البنية الأساسية, فضلا عن تعزيز تنافسية أسواقنا الوطنية بما يزيد من قدرتها علي جذب الاستثمارات والنفاذ إلي الأسواق الدولية أخذا في الاعتبار التحديات المتزايدة التي يواجهها الاقتصاد العالمي. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الرئيس السيسي في افتتاح أعمال منتدي الاستثمار في أفريقيا2016 أمس بقاعة المؤتمرات بمدنية شرم الشيخ. ونبه الرئيس السيسي إلي أهمية محور تنمية القدرات البشرية في عملنا المشترك وإيلاء الاهتمام الكافي بالشباب الأفريقي الذي يشكل عماد حاضر القارة وأساس مستقبلها ويتعين الاستثمار فيه بزيادة الاهتمام بالتعليم وتطويره علي نحو يتيح للشباب اكتساب المهارات اللازمة للانخراط بكفاءة في سوق العمل ورفع معدلات الإنتاجية والنمو وكذا التركيز علي التحول إلي مجتمعات المعرفة بتطوير مجالات البحث والابتكار كركيزة أساسية للانطلاق إلي المستقبل. ودعا السيسي في كلمته الأشقاء من القادة الأفارقة وكذلك مجتمعا الأعمال الأفريقي والدولي والشركاء في التنمية إلي أن نضع سويا اللبنات الأولي لإطلاق العديد من المشروعات والمبادرات التنموية وفق إطار يراعي التوازن المطلوب بين الطموحات المشروعة لأبناء القارة في غد أفضل وبين تطلع شركائنا في التنمية إلي حوافز وعوائد تفتح آفاقا أرحب لمزيد من الاستثمارات وتدفقات رؤوس الأموال. وأضاف اتصالا بأجندة2063 التي قمنا بإقرارها جميعا كرؤية أفريقيا لتحقيق التنمية الشاملة جاءت دعوتنا لعقد هذا المنتدي لدفع التجارة والاستثمار في قارتنا بما يعزز من وضعية أفريقيا في الاقتصاد العالمي. وأشار الرئيس الي ما حققته مصر علي صعيد تفعيل مبادئ التعاون والتكامل الأفريقي حيث سارعت الشركات المصرية إلي الاستثمار في الأسواق الأفريقية ليبلغ حجم الاستثمارات المصرية في دول القارة أكثر من8 مليارات دولار كما وصل حجم تجارتنا مع أشقائنا الأفارقة إلي5 مليارات دولار ونستهدف مضاعفته خلال الأعوام الخمسة القادمة. ..ويشيد بجهود الكوميسا في تعزيز الاندماج الإقليمي بإفريقيا أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالجهود التي تبذلها الكوميسا من أجل تعزيز التعاون والاندماج الإقليمي في أفريقيا لاسيما فيما يتعلق بدورها الهام في إطلاق اتفاقية التجارة الحرة بين التكتلات الأفريقية الثلاثة كأكبر تكتل تجاري في القارة. جاء ذلك خلال اجتماع عقده الرئيس أمس مع سنديسو نجوينيا سكرتير عام الكوميسا, علي هامش أعمال منتدي أفريقيا2016 في شرم الشيخ بحضور وزراء الخارجية, والاستثمار, والتعاون الدولي, والتجارة والصناعة. وأشار الرئيس إلي متابعة ودعم مصر لأنشطة الكوميسا في مختلف المحافل الإقليمية والدولية, وحرصها علي تعزيز التعاون معها وتقديم كافة أشكال المساعدة والدعم الفني بما يساعد علي تعزيز التجارة البينية والتعاون بين دول القارة وتعظيم الاستفادة من مواردها وإمكانياتها الضخمة. وأعرب الرئيس عن تقديره لمشاركة الكوميسا في مراقبة الانتخابات البرلمانية الأخيرة في مصر, بما يعكس أهمية البعدين السياسي والاجتماعي في أنشطة الكوميسا. وافاد السفير علاء يوسف المتحدث الرئاسي أن سكرتير عام الكوميسا أعرب عن تقديره لجهود الرئيس السيسي في دعم جهود التنمية في القارة الأفريقية وتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين دولها, مبينا أن مصر باتت العاصمة السياسية والاقتصادية لأفريقيا في ضوء استضافتها للعديد من الفعاليات الأفريقية الهامة, لاسيما وأن تنظيم مصر لمنتدي أفريقيا2016 يأتي بعد أشهر قليلة من استضافتها لقمة التكتلات الأفريقية الاقتصادية, الأمر الذي يعكس التزام مصر وحرصها علي تعزيز آليات التكامل والاندماج الإقليمي في القارة ودفع مسيرة التنمية بها. وثمن سكرتير عام الكوميسا دور الرئيس وجهوده في الدفاع عن مصالح القارة فيما يتعلق بقضايا تغير المناخ, منوها إلي أهمية دور مصر المحوري في دفع حركة الاستثمار كجسر رئيسي للتواصل بين أفريقيا وأوروبا وآسيا. وأضاف السفير يوسف أن اللقاء تناول سبل دفع وتطوير مجالات التعاون المتعددة بين مصر والكوميسا, لاسيما في ضوء ما توفره المشروعات العملاقة الجاري تنفيذها في مصر, وعلي رأسها مشروع تنمية منطقة قناة السويس, من فرص واعدة لجذب الاستثمارات الأجنبية الي مصر ودول القارة, والاستفادة من الامكانات الضخمة التي تتمتع بها القارة. وبين المتحدث الرئاسي أن الاجتماع شهد تباحثا حول مشروعات التعاون في مجالي البنية التحتية والأمن الغذائي, بالإضافة إلي مشروع الخط الملاحي النهري بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط والذي تتبناه مصر في إطار المبادرة الرئاسية للبنية التحتية في الاتحاد الإفريقي.