لست مع الذين يطالبون بتغيير اسم ميدان التحرير بعد أن اكتسب شهرة عالمية ستجعله مقصدا للقادمين الي مصر, والمطلوب اقامة نصب تذكاري للشهداء في الميدان, وبحيث تتاح الفرصة للزوار بوضع باقات الورود. لقد تحول ميدان التحرير عند المصريين الي واحد من الرموز التاريخية لما شهده من احداث لن يقتصر تأثيرها علي حاضر مصر ومستقبلها فقط وانما سيكون لها في المدي القريب تداعياتها علي المنطقة بأسرها وقد بدأ ذلك بالفعل ونحن نتابع ما يدور حولنا في البلدان المجاورة. ولكن يبقي التكريم الحقيقي للشهداء في السعي الجاد للوصول بمصر الي المكانة المرموقة والعالية التي دفعوا دماءهم من أجلها, وهي مسئولية علي الجميع تحملها وخاصة الشباب الذين أطلقوا الشرارة الأولي ثم أنضم اليهم الشعب بكافة طوائفه وأجياله ليكتب شهادة ميلاد حقبة جديدة تطوي صفحات لانريد أضاعة المزيد من الوقت في تفاصيلها باستثناء جرائم الفساد الثابتة بأدلة وبراهين حتي تظل الثورة نقية لاتشوبها أغراض دخيلة عليها لتصفية الحسابات والانتقام العشوائي. أعلم ان الدعوة قائمة للتوجه اليوم لميدان التحرير للاحتفاء بالشهداء وهذا يعني في تقديري أن يتسم المشهد بالهدوء والوقار احتراما لهؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم, وعلينا ان نقدم للعالم الذي سيتابع عبر الفضائيات نموذجا يعبر عن مصر الجديدة التي نتحدث عنها ونعمل من أجلها. والتاريخ وحده سيكون شاهدا علينا في هذه الأوقات الحاسمة ليذكر المدي الذي نسابق فيه الزمن لاستعادة الأمن والاستقرار حتي نعوض خسائر فادحة اصابت الاقتصاد في جوانب متعددة, وحتي ننطلق الي مرحلة العمل والبناء التي يجب الا تتأخر يوما واحدا. دعونا نكرم الشهداء بسلوك يعطي عنوانا جديدا لأجيال تتطلع لمستقبل افضل تنشده, وهي الآن قاب قوسين أو أدني لالتقاط اول الخيط ولتنسج من خلاله صورة مصر القادمة والقادرة والمتقدمة. والتفاؤل واجب, والثقة لامفر منها طالما كانت القراءة صحيحة لكل ما حدث علي أرض الكنانة.