إن الصحف والمجلات الدينية التي تصدر عن مشيخة الأزهر ومؤسسات الصحف القوميةوالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية,وإذاعة القرآن الكريم,والبرامج الدينية المتنوعة في القنوات التلفزيونية الكثيرة لتلقي الضوء علي كثير من القضايا الفكرية والدينية, وتناقشها مناقشة علمية جادة وبخاصة ما يتصل منها بمواجهة الفكر المتطرف. ويرجع نجاح تلك الوسائل الإعلامية المختلفة في تحقيق أهدافها إلي أنها تنتهج نهجا دينيا خالصا, بعيدا عن التجاذبات الجزبية, وأنها لا تتبع جماعة دينية أو فصيلا سياسيا, فهي تتبع مؤسسة الأزهر, أعرق مؤسسة دينية, أو تتبع وزارة الأوقاف, أو تتبع مؤسسة قومية كدار التحرير أو أخبار اليوم. وكذلك يتصدي الأزهر للفكر المتطرف بعقد اللقاءات المتنوعة في شتي محافظات جمهورية مصر العربية بواسطة أبرز علمائه من أساتذة جامعة الأزهر, وعن طريق فروع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بالمحافظات, وعن طريق فروع رواق الفكر والثقافة التابع للجامع الازهر بالقاهرة. وإننا ندعو لجميع وسائل الإعلام الديني المعتدلة بالثبات, ونطلب من القائمين عليها أن يفسحوا المجال واسعا أمام المتخصصين دون سواهم; لقول الله تعالي: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون كما نحثهم علي ألا يفتحوا الباب أمام غير المؤهلين, وغير المتخصصين أن يعبثوا بعقول المجتمع, وأمنه الفكري حتي نستطيع تجفيف منابع التطرف, والفتوي بغير علم. إن واجبنا أن نحمي الأزهر من الذين يريدون أن ينالوا منه, ومن علمائه حتي لا يتمكنوا من تحويل مرجعية المسلمين إلي وجهات أخري, ولكن سوف يستمر الأزهر في مكانته العالية, وفي القيام بمسئوليته الكبري عن حماية الإسلام, وسوف يحميه الله تعالي كي يستمر في مواجهة أعداء الحضارة الداعين إلي انغلاق العقول, وقمع حرية الفكر, ورفض التجديد في الفكر الديني, وهم الذين تسببوا في تخلف الدول الإسلامية عن مسايرة الحضارة العالمية. رئيس قطاع أصول الدين بكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر