ليكن حديثنا خالصا ومباشرا وصريحا من أجل دماء الشهداء الذين كانوا السبب الأول والرئيسي لانتباه الغالبية العظمي من المصريين لحقيقة ما يجري في ميدان التحرير, وجاءت دموع وائل غنيم عقب الافراج عنه وتأكيده بأنه ليس بطلا وأنه حزين علي زملائه لتكون واحدة من المحطات الفارقة لكسب التأييد الشعبي الجارف وحسم الموقف لصالح الثورة والمطالب المشروعة التي حظيت بدورها بتأييد قواتنا المسلحة الباسلة حين أوضحت ومنذ بيانها الأول أنها مع المطالب المشروعة للشعب وللشرعية التي يختارها. إنها الحقائق التي يسجلها التاريخ وتضيف صفحة ناصعة للسجل المشرف للمؤسسة العسكرية المصرية صاحبة انتصارات أكتوبر المجيدة, والدرع المتين والحصن الحصين الحامي للوطن ولمصالح البلاد العليا. لماذا اذن أتحدث عن وائل غنيم ورفاقه ؟ وسط السيل الهائل من التعليقات التي أعقبت الاعلان عن بداية العهد الجديد وانتصار الثورة, كانت كلمات غنيم من وجهة نظري الأفضل والأكثر تعبيرا عن مشاعر المصريين في تلك اللحظة التي ستظل محفورة في الوجدان الوطني, قال: حمد الله علي السلامة يا مصر, وهذا يعني ادراكه ويقينه هو ورفاقه المخاطر التي أحاطت بتلك اللحظة, وأن الظروف القائمة ساعتها كانت تحمل كل الاحتمالات المرعبة والغامضة الا أن مصر المحروسة بعناية الله ويقظة الجيش وبسالة شعبها والشباب في المقدمة حالت دون الانزلاق نحو النفق المظلم الذي كنا نخشاه جميعا. وتوالت لقاءات غنيم ورفاقه عبر الفضائيات وكلها دارت حول المستقبل اللائق بمصر وسط العالم المتقدم, واستمعنا الي أفكار ومبادرات خلاقة من شأنها أن تزيدنا ثقة في نقاء أبناء الثورة بعيدا عن أي علامات استفهام أحاطت بظروف بدايتها, وكانت مشاهد تنظيف ميدان التحرير اشارة جديدة علي مفاهيم وقيم يجب أن تسود لبناء مصر التي نريدها. والآن وليس غدا ننتظر دورا ميدانيا واعلاميا من شباب الثورة للمساهمة بالرأي والتحرك العملي للدعوة الي الهدوء حتي تتاح الفرصة لاجراء الاصلاحات المطلوبة والمنشودة, وهذا واجب لن يتأخر غنيم ورفاقه عنه.