هو مرض يصيب الآثار ويدمرها في صمت وصبر, إنه الإهمال لعنة الله عليه, الأثر ليس مجرد حجر وزخارف وأخشاب, بل كائن حي إذا تعرض للهجر والإهمال انتهي واندثر أحد نماذج الإهمال هو ذلك السبيل العثماني الرائع الواقع في شارع حمام الصبغة المتفرع من شارع البطلية القريب من الجامع الأزهر, السبيل بلا لافتة تدل عليه أو توضح اسمه أو تاريخه, لافتات معلقة علي الشبابيك وقمامة أمام بابه المغلق, إنه سبيل القاضي زين العابدين بن علي الذي أنشئ في القرن السابع عشر, وتم ترميمه بتكلفة كبيرة والكشف عن صهريج الماء الخاص به بواسطة غواصين محترفين ولكن للأسف تم إغلاقه وطواه النسيان, إذا لم يكن كل واحد منا حارسا علي آثارنا ومحافظا عليها مع الاهتمام الواجب من الجهات المختصة, فلن تفلح أي طريقة في إنقاذها.