يخرج مع أول خيط للنور يشق السماء مسبحا وناجيا لرب الرزق أن يرزقه قوت يومه وأود أولاده ويعود في آخر النهار متعبا وكالا من مشقة العمل واقفا علي قدميه ساعات طويلة ينادي علي بضاعته بائعا للملابس الجاهزة بالطرقات. لم يكن سيد يدرك ان الدنيا التي كان يحلم بها بيتا يضمه في حنان مع زوجته وأولاده ويحوي شقاواتهم وسنين عمرهم حتي يشبوا لن تعطيه ما يحلم دون أن يتجرع مرارتها وقسوة لياليها. في مطلع شبابه كانت فتوته تشعره أنه يملك الدنيا يضرب الأرض بأقدامه بقوة فيشقها عن رزقه ويحلم بابنة الحلال تشاركه دنياه حتي وجدها. كانت من أسرة بسيطة مثله شاركته حياته وكافحت معه وعاشا سعيدين بقليل الرزق قانعين هانئين وزادتهما الدنيا سعادة بعطاياها من الأولاد. .. وتحول البيت إلي كوم من اللحم وزاد الحمل ثقيلا علي كاهل سيد الذي بات يعمل ليل نهار بما يفوق طاقته حتي يتمكن من تدبير متطلبات أسرته. ورغم قسوة الظروف كان سعيدا أنه قادر علي تحمل المسئولية لم تعزه الدنيا لأحد. ولم تصبر عليه الدنيا طويلا فقد أقعدته الأقدار مريضا عاجزا غير قادر علي علي العمل والترزق لأولاده. وضاقت الدنيا أمام عينيه فلا هو قادر علي العمل ولا علي تدبير نفقات علاجه الباهظة. ولكنه لم يستسلم لظلمة اليأس الذي أحاطت به سياجا سميكا من الفقر وال عوز لخلق الله. قرر أن يطرق أبواب الرحمة لعل واحدا من أصحاب القلوب الرحيمة يرأف بحاله ويعينه علي ما ابتلته به الأقدار من فقر ومرض. حضر إلي الأهرام المسائي يشكو حاله.. قال سيد محمد حسن همام ستون عاما: أقيم في عزبة الهجانة منذ سنوات بعيدة أنا وأولادي وأعمل بائعا للملابس المستعملة ورغم ضيق الرزق والركود في الأسواق كانت الحياة ماشية ومستورة ولكن المرض أقعدني عن العمل وبا أولادي مهددون بالتشرد والضياع مما دفعني للتوجه إلي وزارة التضامن الاجتماعي وتقدمت بطلب للحصول علي معاش وبعد رحلة شاقة من البحث والصراع مع الروتين أعطوني350 جنيها لا تكفي قوت يومي ولا نفقات أولادي ولا حتي علاجي الشهري الذي يتجاوز ال150 جنيها فضلا عن ذلك أعانني بعض أهل الخير في عمل جراحة لاستئصال حصوة ولكن المرض يسكن صدري ويضيق نفسي من أقل مجهود. واستطرد الرجل قائلا: أحتاج لرخصة كشك أعيش منه بدلا من الفرش في الشوارع الذي بت عاجزا عنه..أناشد الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ القاهرة أن يتسع صدره لمأساتي ويوافق علي الطلب الذي قدمته للمحافظة برقم1168 بتاريخ201554 للحصول علي كشك اتعايش منه.