يوم6 ديسمبر الماضي إحتفل أصدقاء الملحن والموسيقار حلمي بكر بعيد ميلاده وكان ذلك في منزله ولكن في اليوم الثاني كانت هناك مفاجأة تنتظر حلمي بكر في أحد استديوهات مبني ماسبيرو والذي يقدم فيه برنامجه عظمة يا فن الذي يحكي فيه ذكرياته مع الطرب الجميل واللحن الأصيل, فوجئ حلمي بكر عند دخوله إلي الاستديو بتورتة كبيرة وعليها شموع مضاءة وجمع كبير من العاملين بالاستديو ومعهم رئيس الفضائية المصرية ومقدمة البرنامج يغنون له أغنية عيد الميلاد وشاهد المتلفون وأنا منهم دموع حلمي بكر تنساب علي خديه فرحا وتقديرا لتكريمه والاحتفال ببلوغه السابعة والسبعين من العمر, وكانت مناسبة حكي من خلالها حلمي بكر العديد من ذكريات عمره الفنية وما قدمه للغناء من ألحان تربو علي الألف وخمسمائة إضافة إلي اكثر من خمسين مسرحية وضع لها موسيقاها التصويرية ولحن أغانيها, حلمي بكر يعيش حياته التي أدعو المولي عز وجل ان يبارك له فيها ويمتعه بالصحة والعافيه أقول عاش ويعيش حياته طولا وعرضا وبادر إلي التعرف عليه مئات المطربين والمطربات من الخليج إلي المحيط وغني له المئات من كل أنحاء العالم العربي وخلال صولاته وجولاته في عالم الطرب والغناء والتلحين لم يكن يهمه إلا الفن الصادق والألحان العذبة والأصوات الجميلة هي التي تسود سماء الطرب أما دون ذلك فهو الغث الذي لا يرتضيه حلمي ومنذ منتصف سبعينات القرن الماضي وهو برأس لجنة الاستماع بالاذاعة وله مواقفه الايجابية مع كل من يتقدم إلي إختيارات اللجنة ملحنا أو مطربا أذكر عندما كنت رئيسا للاذاعة أن لجنة الاستماع رفضت أغنية للراحلة صباح التي حضرت إلي مكتبي تشكو حلمي بكر ولجنته مندهشة ومتسائلة كيف ترفض اللجنة أغنية للشحرورة وعندما استمعت إلي وجهة نظر حلمي بكر وأيدته فقد شرح لصباح الأخطاء التلحينية للأغنية كما بين لها سوء الأداء عزفا وغناء مما لا يتناسب مع فنانة بحجم الشحرورة وهنا وقفت صباح وقبلت رأسه وشكرته ونفس الأمر حدث مع الملحن الكبير أحمد صدقي فقد دخل يرحمه الله إلي مكتبي معاتبا وشاكيا كيف ترفض اللجنة الحانا لأحمد صدقي وبنفس المنطق وبنفس التمكن العلمي كان رد حلمي بكر الذي إقتنع به أحمد صدقي وأذكر أنني هاتفته في شأن إجازة صوت كان يؤدي أغنيات في أحد المسلسلات الاذاعية ولكن حلمي بكر رفض بشدة قائلا سيادتك رئيس الإذاعة ولك أن تعتمد ما تشاء من الاصوات ولكني بصفتي رئيس اللجنة التي أوكلتها إختيار الأصوات وإجازتها كمطربين ومطربات مصنفين ومصنفات لا يمكنني إعتماد هذا الصوت الذي لا يعرف صاحبه ألف ياء الموسيقي ولو علي رقبتي وبالطبع وافقته علي رأيه, حلمي بكر لا يحصي عدد الحانه وعدد من اكتشفه من المطربين والمطربات فهم كثر إن اغنية عاللي جري كلمات محسن الخياط التي لحنها للمطربة التونسية عليا بلغ الذروة في عدد من تغنوا بالاغنية من مطربين ومطربات فقد بلغ عددهم48 مطربا ومطربة من المصنفين في كل أرجاء العالم العربي ونفس المطربة غنت من كلمات مصطفي الضمراني أغنية يا حبايب مصر قبل أن تنطلق حرب العبور المجيدة سنة73 بنحو شهرين فألهبت المشاعر واشعلت الحماس في القلوب ولا يزال لها نفس التأثير عندما تذاع في المناسبات الوطنية وكأنها ألقت ولحنت اليوم مع أن عمرها45 سنة, ولا ينسي حلمي بكر ان الاستاذ الشجاعي يرحمه الله هو الذي جعله يسلك طريق التلحين عندما استمع اليه يغني في برنامج الهواه فقال له يا ابني فيه مئات من المطربين لا يحتاج الحقل الغنائي الا للقليل منهم ولكننا في حاجة إلي ملحنين يبثرون حقل الغناء ويبعدون عنه الغث والنشاز من الأصوات ويقدمون الموسيقي التي تثير الشجن والجمال في النفوس والقلوب, وكان ما قاله الاستاذ الشجاعي مبدأ اتخذه حلمي بكر في مشواره الفني فهو مقاتل شرس ضد الغث من الاصوات وهو عدو مناضل يحارب بشدة مدعي الغناء, ويثيرها حربا شعواء حفاظا علي قدسية الغناء الجميل, حلمي بكر وهو في سن السابعة والسبعين يبدو في عنفوان الشباب وهو يكافح القبح من أجل غناء يسعد الناس ويهدهد قلوبهم إدعوا له معي بالصحة وطول العمر.