تعيش مدينة بني سويف الجديدة التابعة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة والقري المجاورة لها مأساة حقيقية بسبب مياه الصرف الصحي وصرف المصانع الذي يتسرب إلي أساسات معظم أبنية المدينة الجديدة فيما قاربت محطة محولات الكهرباء الرئيسية علي الغرق كحال العديد من القري مثل الأمل ومبارك التي يلجأ قاطنوها للمراكب للوصول إلي بيوتهم وذلك بسبب عدم تنفيذ الغابة الشجرية حتي الآن والتي كان من المقرر لها أن تستوعب مخلفات تلك المصانع وتستوعب صرفها المائي الهائل بعد معالجتها. ويعد استمرار الوضع دليلا علي فشل المحافظين المتعاقبين في حل تلك الأزمة المتأصلة علي مدار سنوات عديدة حيث لم تفلح محاولات شركة مياه الشرب والصرف الصحي في التعامل معها. ومن جانبه يقول منصور سليمان مزارع مقيم بقرية الأمل والمجاورة أيضا لمدينة بني سويف الجديدة.... لا نستطيع دخول القرية بسبب غمر مياه صرف المصانع والصرف الصحي لمدينة بني سويف الجديدة كل الطرقات والبيوت ولا يستطيع أحد أن يقوم ببناء سقف لبيته بسبب عدم ثبات التربة وتشقق الحوائط, وهرب قاطنو القرية ولم يبق سوي خمس أسر وتوجهنا بعدة شكاوي للمسئولين دون جدوي. ويضيف أحمد خالد( مزارع) أن محطة الصرف الصحي وأحواض المدينة الصناعية في منطقة مرتفعة عن الأراضي الزراعية مما سهل تسرب تلك المياه إليها وتبوير الزراعات وكشفت المعاينات التي قام بها مسئولو شركة المياه بالمحافظة عن تسرب مياه الصرف الصحي من المحطة في اتجاه الوادي المؤدي إلي هذه الأراضي مرورا بالطريق العام بني سويف الكريمات منذ سنوات طويلة مما أدي إلي تبوير مساحات شاسعة من الأراضي والآدهي من ذلك أن محطة الصرف الخاصة بتلك المصانع التي تصب علينا نار جهنم لم تقم الدولة بافتتاحها إلا في عام2005 بينما تلك المصانع تعمل من2002 دون صرف. ويؤكد محمد وهيب مهندس بأن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة عندما قامت بالتخطيط لمدن الصعيد والتي تقبع شرق النيل لم تقم بالتخطيط للتخلص الآمن من مياه الصرف الصحي بالتوازي مع كمية المياه المستهلكة من قبل قاطني تلك المدن الجديدة ولم تقم أيضا بإنشاء الغابة الشجرية التي كان من المقرر لها استيعاب المياة المعالجة من المحطة الوحيدة التي قاموا بإنشائها حيث أدي تسرب المياه إلي طفوحات عديدة وتسربات أرضية. ويضيف كامل محمود عامل- من سكان قرية محمد مبارك-... أن ما نعانيه لا يتحمله بشر, ففي البداية قام المسئولون بإنشاء أحواض محطة الغابة الشجرية للمنطقة الصناعية شرق النيل أعلي قرية الأمل, التي يبلغ عدد أحواضها16 حوضا, تملؤها مياه الصرف الصحي للمصانع بالكامل إلا أن المياه زحفت بعد أن فاضت وغمرت الأحواض والعنابر إلي أسفل القرية والقري المجاورة لتغرقها بأكملها ولتحول المنازل والشوارع إلي برك ومستنقعات ولم يقف الأمر عند هذا الحد فالمسئولون بشركة مياه الشرب والصرف الصحي ببني سويف منذ عدة أعوام لم يجدوا حلا لتلك المشكلة قاموا بتحويل مجري الصرف من المصانع والأحواض إلي مياه النيل, وبالفعل بدأ العمل وتم إسناد أعمال توصيل وحفر وتركيب المواسير إلي أحد المقاولين ولولا تدخل الأهالي والمسئولين بحماية البيئة والمسطحات المائية لتحول الأمر إلي كارثة كبري, وتلوثت مياه النيل بمياه الصرف وقامت شرطة المسطحات المائية بتحرير محضر إثبات حالة. وفي محطة محولات كهرباء شرق النيل والتي تقع في المنطقة الغارقة فحدث ولا حرج عن خطورة الوضع بعد غرق أبراج وأعمدة الضغط الغالي بمياه الصرف, وبعد أن أصبحت المياه علي مشارف محطة الكهرباء, حيث أكد العاملون بالمحطة أنه في حالة سقوط أحد الأبراج بعد تآكل المواد الخرسانية ستتحول المنطقة إلي دمار ليس له حدود, فالأبراج داخل المياه عبارة عن قنبلة موقوتة وبالفعل فإن هناك عمليات ترميم مستمرة للكتلة الخرسانية القائم عليها الأبراج لتصمد قليلا أمام عمليات التآكل التي لا تتوقف. ومن جانبه أكد المهندس شريف محمد حبيب محافظ بني سويف أنه قام بزيارة لمنطقة بياض العرب الصناعية للمتابعة الميدانية لتنفيذ الإجراءات الفنية الجاري اتخاذها للسيطرة علي تدفق المياه ومنع تسريبها من أحواض التركيب وأكد أيضا علي حرص الجهاز التنفيذي إيجاد حل لمشكلة الصرف الصحي والصناعي بالمنطقة وإصلاح المنظومة بأكملها من بداية الصرف إلي برك الأكسدة ثم محطة المعالجة إلي الغابة الشجرية, مشددا علي استكمال خط الطرد وتركيب طلمبة رفع وتركيب لوحة الكهرباء الخاصة بالتحكم في طلمبة الرفع.