أحلام اليقظة بالتخلص من الدور المصري عربيا واقليميا لم تقتصر علي قادة طهران ومرشدهم الأعلي الذي سارع شوقي بالكشف عن مشاعره ازاء مايحدث في مصر باعتباره مستوحي من الثورة الايرانية حسب تعبيره. وكذلك بعض المواقف المتوقعة من اطراف وقوي معروفة, ولكن الشماتة امتدت بطبيعة الحال الي اسرائيل حيث أعلن وزير خارجيتها ليبرمان ان القوة العربية آخذة في الضعف, ولن يتبقي في المنطقة سوي ثلاث قوي رئيسية هي ايران وتركيا واسرائيل.. حسب تعبيره أيضا. ونستطيع ان نضيف في هذا السياق تصريحات سابقة لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو في بداية الاحداث توقع فيها ان تعيش مصر حالة من الفوضي لعدة سنوات قادمة. والوصف الصحيح لتلك المواقف والتصريحات هوأنها امنيات سبق وتكررت عقب هزيمة يونيو عام1967 حينما ركزت الحملات الشرسة علي ان مصر تحتاج لعقود من الزمن قبل ان تفيق مما حدث, ولكن سنوات قليلة لاتذكر كانت كفيلة بتحقيق الانتصار العظيم في اكتوبر عام1973 وانهيار خط بارليف تحت اقدام خير اجناد الارض وهو الذي قالواعنه ان القنبلة النووية وحدها هي التي تستطيع اختراقه. والحقيقة الناصعة التي ستفرض نفسها علي العالم وعلي الاسرائيليين وغيرهم ان مصر ستخرج من هذه الاحداث وهي أكثر قوة وعزيمة وتأثيرا في محيطها الاقليمي والدولي. مصر الدولة والشعب بجميع أطيافه ورموزه وتياراته السياسية تعيش بالفعل تجربة فريدة من نوعها ولكن القاسم المشترك بين الجميع يظل الابتعاد عن النفق المظلم والاسراع في انجاز الاصلاحات الشاملة التي تطلق الطاقات نحو التنمية الحقيقية والمستقبل المنشود. ومن حقق العبور الاول لن يخفق في الثاني.. وسوف نري. muradezzelarab@hotmailcom