نفذت المملكة العربية السعودية حكم الإعدام في47 إرهابيا يوم السبت الماضي, وكان الإرهابيون قد أدينوا في هجمات علي تجمعات سكنية واستهداف رجال الأمن بغرض زعزعة الاستقرار في البلاد وضرب الاقتصاد, وأدانتهم محاكم شرعية وفق نظام القضاء في المملكة, وأشهر الذين نفذ فيهم الحكم هو القيادي الشيعي نمر باقر النمر, وهو رجل دين تلقي تعليمه في إيران ورغم أنه مولود في السعودية ويحمل جنسيتها فإن ولاءه للمراجع الشيعية في قم, ويلقي دعمها بغرض تحريض أبناء الطائفة الشيعية علي التمرد علي الحاكم ومهاجمة رجال الأمن والتظاهر وبث الفوضي في المنطقة الشرقية. وقد نفذت المملكة الحكم غير عابئة بردود الفعل المتوقعة من إيران ومن يدور في فلكها من قوي وميليشيات وأحزاب منتشرة في منطقة الخليج العربي واليمن والشام, ومثل تنفيذ الحكم رسالة بأن المملكة لن تتواني عن القصاص لضحايا العمليات الإرهابية التي تهدد أمن مواطنيها, وتؤثر سلبا علي اقتصادها ورفاهة أهلها. وجاء رد الفعل الإيراني متوقعا, فقد بدأت التصعيد ضد المملكة بالتصريحات النارية ثم تغاضت عن مهاجمة إيرانيين متطرفين لسفارة المملكة في طهران وعلي قنصليتها في مشهد, في مخالفة فجة للأعراف الدبلوماسية المستقرة في كل أنحاء العالم, وللاتفاقيات الدولية, وهو ما حدا بالمملكة إلي إجلاء بعثتها الدبلوماسية من إيران حرصا علي أرواحهم, وتبعت ذلك بطرد دبلوماسيي إيران من أراضيها وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الملالي في طهران, وحذت حذوها السودان والبحرين بقطع علاقتهما الدبلوماسية مع إيران, وقامت الإمارات بتخفيض مستوي تمثيلها الدبلوماسي, كما أدانت مصر وبلهجة واضحة الاعتداء غير المبرر علي سفارة المملكة وقنصليتها في إيران, وأدان مجلس الأمن أيضا هذه الاعتداءات, واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي التصريحات العدائية الإيرانية ضد المملكة, ومحاولة إيران التدخل في شئون المملكة الداخلية, حيث نفذت حكما قضائيا استوفي كل درجات التقاضي علي مواطنين سعوديين, فما شأن إيران بمثل هذه التصرفات والتي تخضع لسيادة المملكة علي مواطنيها. إن مثل هذه التصرفات الإيرانية, وحالة النزاع والتهديدات التي تتعرض لها دولة عربية عضو في الجامعة العربية, تستوجب إدراكنا لأهمية وجود قوة عربية مشتركة للدفاع عن الحق العربي ومطاردة الإرهابيين في الدول العربية, وكفانا ما حل بالأقطار العربية من دمار وخراب وقتل وتشريد للمواطنين الأبرياء علي امتداد أكثر من خمس سنوات, منذ وقعت الفتنة تحت مسمي الربيع العربي واستغلتها دول الشر والقوي الإقليمية المعادية ضد المواطن العربي الذي لم يحصد جراءها إلا الخراب والدمار. وأتمني كمواطن عربي من الجامعة العربية في اجتماعها غدا أن تتخذ قرارات قوية للحفاظ علي أراضيها ومواطنيها ضد الإرهاب, وضد من يقف وراءه من الدول الإرهابية بعد ثورة الخريف العربي والتي قتل فيها مئات الآلاف من مواطني الدول العربية, بالإضافة إلي ملايين المهجرين واللاجئين إلي الدول العربية التي لم يصبها هذا الخريف وإلي دول أوروبا. لقد كان لهذه الثورات تأثير سلبي علي الاقتصاد العربي, فقد تحولت ميزانيات الدول, والتي كانت مخصصة للإنفاق علي مشاريع البنية التحتية وتحقيق الرفاهية للمواطن, إلي شراء أسلحة تسبب المزيد من الدمار والقتل والتخريب, وأصبح الجوع والعري والتشرد من نصيب المواطن العربي الذي ضاع حلمه في حياة مستقرة آمنة وظروف موائمة ليربي أبناءه ويعلمهم ويضمن لهم مستقبلهم. وأتمني من المواطن العربي المغرر به أن يثوب إلي رشده, وأن يحافظ علي بلده وأسرته, وأن يدعم الدولة في جهودها لطرد الإرهاب من أرضه, لأنه لو استمر هذا العراك الدائر فلن يبقي شيئا من الوطن, وستقسم الدول العربية إلي دويلات طائفية متصارعة, وسيصب هذا في مصلحة الأعداء, في مصلحة أمريكا والكيان الصهيوني, والخاسر سيكون العرب وقضاياهم, وعلي رأسها القضية الفلسطينية, حفظ الله بلاد العرب آمنة مطمئنة, وتحيا مصر.