أكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الاختبار النووي الجديد الذي أجرته كوريا الشمالية يثير القلق بشأن مدي التقدم الذي أحرزته بيونج يانج في هذا المجال, وتساؤلات حول مدي فاعلية سياسة الولاياتالمتحدة في آسيا. وقالت الصحيفة, في تقرير أوردته في نسختها الالكترونية أمس, إن الاختبار الرابع للأسلحة النووية الكورية الشمالية دق ناقوس الخطر داخل الولاياتالمتحدة والدول الحليفة لها, وجدد المخاوف بشأن التقدم الذي تحققه بيونج يانج, كما انه يسلط الاضواء دبلوماسيا مجددا علي كوريا الشمالية. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلي إدانة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الاول لاعلان كوريا الشمالية انها فجرت قنبلة هيدروجينية, وهي جهاز حراري بقوة تدميرية أكبر بكثير من القنبلة النووية التقليدية, ولكن حتي لو ثبت أنها أضعف مما زعمت كوريا الشمالية, فإن الاختبار يشير إلي مواصلة بيونج يانج تطوير برنامجها النووي. ونوهت بأن أوباما, ورغم وجود محور دبلوماسي يرمي إلي زيادة نفوذ الولاياتالمتحدة في آسيا, شهد إجراء كوريا الشمالية لثلاثة من اختباراتها النووية الأربعة خلال الفترة التي قضاها في منصبه. وأشارت إلي أن الدولة الشيوعية المعزولة كانت تقاوم الضغط الدبلوماسي لفترة طويلة, رغم العقوبات الدولية التي نجم عنها تفاقم الفقر المدقع هناك. ورأت وول ستريت جورنال أن الانفجار يؤكد الأهمية الاستراتيجية والتعقيدات التي تتصف بها علاقة الولاياتالمتحدة مع الصين, فرغم جهود واشنطن في الآونة الأخيرة لمواجهة النفوذ الصيني في المنطقة, باتت الولاياتالمتحدة في أمس الحاجة اليه لمعالجة استمرار تصنيع القنبلة النووية لكوريا الشمالية. وأشارت الصحيفة إلي أن استفزازات بيونج يانج تأتي مع غيرها من الأمور عالية المخاطر أمام أوباما فيما يخص تحديات الأمن القومي الأمريكي في بداية العام الأخير من فترة رئاسته, بما في ذلك التوتر بين إيران والمملكة العربية السعودية, وتهديد التوسع من تنظيم داعش الإرهابي, والصراع المتفاقم في سوريا والعلاقات التصادمية مع روسيا. ولفتت إلي أن الاختبار الذي تمثله كوريا الشمالية سرعان ما تحول إلي تربة خصبة لمنتقدي استراتيجية أوباما الدولية, الذين يرون الاختبار انعكاسا لضعف أوباما في مواجهة خصوم أمريكا, كما انه يؤكد أيضا أن الرئيس الأمريكي المقبل سيرث حافظة متخمة بالأزمات السياسة الخارجية. وقال روبرت دالي, مدير معهد كيسنجر لشئون الصينوالولاياتالمتحدة في مركز ويلسون في واشنطن, انه في مواجهة بيئة دولية متزايدة التعقيدات وحالة عدم اليقين والمخاطر, فإن السؤال بالنسبة للولايات المتحدة هو ما إذا كانت لا تزال قادرة علي لعب الدور الاستراتيجي الذي اكتسبته بعد الحرب العالمية الثانية وتوسع في نهاية الحرب الباردة. وأضاف أن التحديات المحلية والسياسية والاقتصادية التي أمامنا, وصعود دول أخري, يتطلب منا إعادة لتقييم الأهداف وقدراتنا العالمية. ولفتت الصحيفة إلي أن المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست, صرح بأنه بينما لم تحقق سياسة اوباما في ردع بيونج يانج نجاحا حتي الآن, فقد نجح الرئيس الامريكي في فرض عزلة علي كوريا الشمالية أكثر من اي وقت مضي وفي اتخاذ المجتمع الدولي موقفا موحدا ضدها اكثر من ذي قبل. غير أن منتقدي أوباما يختلفون مع هذا الامر, فقد وصف فيكتور تشا, الذي كان مديرا للشئون الآسيوية في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش, الامر بأنه وصمة عار كبيرة للمحور الخاص بآسيا, مضيفا إن ذلك سيترك للإدارة المقبلة, والمشكلة ستكون أسوأ أضعافا مضاعفة. وعلي نفس السياق, قال خبراء في السياسة الخارجية إن أوباما لديه خيارات قليلة للرد علي كوريا الشمالية, التي أصبحت بالفعل البلد الأكثر عزلة في العالم, حيث بإمكان الولاياتالمتحدة فرض عقوبات جديدة, بموجب أمر تنفيذي وقعه أوباما قبل عام بتوسيع سلطته في فرض العقوبات بعد الهجوم الإلكتروني من جانب بيونج يانج المزعوم علي شركة سوني بيكتشرز انترتينمنت. وأضاف الخبراء أن الإدارة الامريكية قد تدفع أيضا بمزيد من التعاون العسكري مع اليابان وكوريا الجنوبية وتطور الجهود حول الدفاع الصاروخي الإقليمي, فضلا عن أن المسؤولين الامريكيين يمكنهم بدء المناقشات حول التخطيط لحالات الطوارئ في المنطقة مع الصينوروسيا وكوريا الجنوبية واليابان.