رأت بعض صحف الولاياتالمتحدة الصادرة الإثنين أن المقترح الأمريكي بفتح قنوات للاتصال المباشر بين واشنطن وبيونج يانج يمثل ليونة ملحوظة من جانب الإدارة الأمريكية لتخفيف حدة التوتر بشبه الجزيرة الكورية. فقد أوضحت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعلن, خلال زيارته الأخيرة إلى اليابان, استعداده للمشاركة في محادثات مباشرة مع كوريا الشمالية ترمي إلى تقليل التوتر بشمال شرق آسيا, إذا ما أبدت بيونج يانج موافقتها على التحرك تجاه التخلص من ترسانتها من الأسلحة النووية.
ومع ذلك , ذكرت الصحيفة أنه في ضوء مطالبة كوريا الشمالية بنزع تسليحها , تبدو فرص المقترح الأمريكي للنجاح محدودة, لا سيما عقب رفض القيادة الشمالية مقترحا مشابها طرحته كوريا الجنوبية واعتبرته "خدعة ماكرة".
وأشارت الصحيفة إلى أن مقترح كيري للتفاوض مع الزعيم الكوري الشمالي كيم كونج أون حول البرنامج النووي لبلاده والعقوبات المفروضة عليها بسببه , بجانب بحث سبل تدفق المساعدات للشعب في الشطر الشمالي تتزامن مع استعداد واشنطن وسول وطوكيو لاحتمالات أن تنشر بيونج يانج صاروخا جديدا متوسط المدى للاحتفال بذكرى مؤسس البلاد وجد الزعيم الحالي كيم إيل سونج.
وتناولت (وول ستريت جورنال) الأمريكية تعهد كيري في طوكيو بالتزام إدارة الرئيس باراك أوباما بإعادة التوازن لرؤيتها تجاه آسيا عقب عقد من الحروب في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي, حيث قال "إنه بينما يتشكك البعض بالتزام الولاياتالمتحدة تجاه هذه المنطقة , أود أن أوضح أن الرئيس أوباما اتخذ التزاما استراتيجيا بإعادة التوازن لمصالحنا واستثماراتنا في آسيا".
وتعليقا على زيارة كيري للصين قبل توجهه إلى اليابان, نقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين قولهم "إن الولاياتالمتحدة أرادت استكشاف ومعرفة طبيعة تصرفات الزعيم الكوري الشمالي في الصين, فالحزب الشيوعي الصيني لطالما انخرط على مدار عقود مع عائلة كيم, فيما لعبت الشركات الصينية أدوارا بارزة في تطوير أنظمة الصواريخ الكورية الشمالية وأسلحتها النووية".
من جانبها, ذكرت مجلة (تايم) أنه بينما دعت الصين لإجراء محادثات مع كوريا الشمالية من دون شروط مسبقة, يخشى حلفاء واشنطن في كوريا الجنوبية واليابان من مكافأة بيونج يانج على عدائها الظاهر لهما وقيامها بتوسيع دائرة لا نهاية لها من التوتر, وذلك من خلال إجراء محادثات فاشلة قد تطول الأزمة.
وقالت المجلة - في تعليق على موقعها الإلكتروني - إن النواب الجمهوريين بمجلس الشيوخ الأمريكي يدعمون بشكل كبير سياسات إدارة أوباما حول كوريا الشمالية , حيث أكد السيناتور الجمهوري ماركو روبيو فلا دعمه لزيارة كيري إلى الصين, وأعرب عن أمله في بذل المزيد من الجهود لحث بكين على الاهتمام بالقضية.
وأشارت إلى أن كوريا الشمالية أصدرت يوم أمس بيانا يؤكد الصعوبات التي تقف في طريق إجراء مفاوضات مباشرة معها, عندما أعلنت لجنتها لإعادة التوحيد السلمي لكوريا أن الحكومة المركزية في بيونج يانج لا تنتوي التشاور مع الجارة الجنوبية ما لم تتخلى عما أسمته بإجراءات المواجهة التي تتبعها.
وكانت كوريا الشمالية قد هددت مؤخرا بضرب أهداف أمريكية وكورية جنوبية احتجاجا على قيامهما بإجراء مناورات عسكرية مشتركة بجانب قرار الأممالمتحدة بفرض عقوبات جديدة عليها بسبب تجربها الصاروخية الأخيرة في شهر فبراير 2013.