رياضة ألعاب القوي هي أم الرياضات وأيقونة الدورات العالمية والأوليمبية, وهي الرياضة التي تعد الجسم إعدادا كاملا من حيث المرونة واللياقة والسرعة والرشاقة ولذلك شعرت بسعادة غامرة وأنا أقرأ كتابا عن هذه الرياضة وضعه البطل سيف الله شاهين متعدد الهوايات الرياضة, فهو بطل مصري سابقا في رمي المطرقة, وبطل الجمهورية في الملاكمة, وكذلك بطل الجمهورية في رياضة الشراع, ولكن معشوقته من بين هذه الرياضات هي ألعاب القوي وشارك البطل طبيب الأسنان الناقد ورئيس القسم الرياضي بمجلة صباح الخير علي خضر الذي سبق له أن كتب كتابا جميلا عن ساحر الكرة عبد الكريم صقر, وقد رأي المؤلفان وهما علي حق أن تاريخ ألعاب القوي المصرية يستحق الجمع والرصد حتي لا تنطوي أسماء وتنمي بطولات حققها أجيال من أبناء مصر, وكتبوا سطورا مضيئة في سجل الرياضة المصرية, ألعاب القوي فعلا تستحق الجهد الكبير الذي بذله المؤلفان لإخراج هذا الكتاب إلي المكتبات والساحة الرياضية, فهي رياضة ذات جذور عميقة في التاريخ المصري, وكانت لها شعبيتها عند قدماء المصريين الذين اهتموا بها اهتماما كبيرا حتي إنه كان علي الفرعون قبل أن يعتلي العرش أن يؤدي سباقا في الجري, وأنهم اهتموا أيضا بجمال أجسامهم وكمالها, ولعل جدران المعابد وما عليها من رسوم ونقوش تبرز حب المصريين القدماء للرياضة عامة ولألعاب القوي بصفة خاصة, وتظهر تناسق أجسامهم واعتدال قوامهم, وقل إن تجد مصريا قديما جسمه مليء بالشحم واللحم, والكتاب يحوي كل كبيرة وصغيرة عن ألقاب القوي بدءا من مسابقات الجري والمشي ومرورا بمسابقات قفز الحواجز واجتياز الموانع والوثب بأنواعه وانتهاء بالرمي للرمح والمطرقة ودفع الجلة, كما يضم سجلا حافلا لأبطال مصر في هذه الرياضة علي مدي قرن من الزمان بدءا من بولاناكي اليونان الأصل العاشق لمصر حيث ولد ونشأ ومارس الرياضة في ملاعب الإسكندرية, وهو صاحب الريادة الذي أنشأ اتحاد ألعاب القوي سنة1910, ومرورا بأجيال قد لا يعرفها أحد الآن بحكم أن ثقافتنا الرياضية مقصورة علي كرة القدم, مثلا من يعرف منا شيئا عن عباس خيري الذي مثل مصر في دورة أنفرس الأوليمبية1920, وشارك في سباق200 متر جري, وكذلك من منا يعرف شيئا عن علي محجوب الذي شارك في سباق خمسة آلاف متر, وبالطبع لا يوجد من يعرف شيئا عن محمد السيد الذي شارك في سباق1500 متر في دورة باريس1924 أو جورج فهوم الذي شارك في سباق100 حري في دورة برلين1936, وعلي هذا المنوال يسجل المؤلفان أمجاد أبطال العاب القوي الذين شاركوا في دورات البحر المتوسط والدورات العربية والإفريقية والأرقام والأزمنة التي حققوها وصولا إلي الجيل الحالي, الذي من المؤمل أن نري أبطاله وهم يحققون حلم الوقوف علي منصات التتويج في ريوريجا نيرو حيث الدورة الأوليمبية سنة2016, مثل بطل الرمح إيهاب عبد الرحمن. الكتاب زاخر بقصص الكفاح من أجل كسر جزء من الثانية في سباقات الجري أو تخطي عدة سنتيمترات في القفز بالزانة أو بخطي بضعة أمتار في الوثب, وغير ذلك من معاناة لاعبي ألعاب القوي في سبيل تحدي الزمن والمسافة والارتفاع الكتاب ذكرني بسنوات عديدة عاصرت فيها أبطالا عظاما من لاعبي العاب القوي, محمود عبد الكريم بطل الماراثون, ناجي أسعد بطل الجلة, عز الدين منيب مختار بطل الرمح.. جمال الشربيني بطل الزانة وتلميذه أشرف بكير, وحسن نصيف بطل الوثب العالي, ومصطفي منيب الذي مثلنا في سباق100 متر في دورة روما1960, والغطاس الكبير علاء عنبة بطل الزانة, ورياض شرارة بطل سباقات, وشيخ معلقي ألعاب القوي بالاذاعة, ويوسف زين بطل الجري وآخرون لا تعيهم الذاكرة احتشدوا في هذا الكتاب الذي يسد نقصا كبيرا في المكتبة الرياضية.