وقفت الفتاة العشرينية داخل مكتب تسوية الأسرة بمنطقة عين شمس شاردة الذهن تظهر عليها علامات الخوف والرهبة تحتضن طفلا رضيعا لا يتعدي خمسة أشهر بصوت متلعثم طلبت من مدير المكتب إثبات نسب طفلها وإثبات زواجها العرفي. بدأت الأم تروي مأساتها قائلة هربت من منزل اسرتي بإحدي قري محافظات الوجه البحري بعد محاولة إجباري علي الزواج بأحد الأشخاص الذي يكبرني بأكثر من عقد من الزمن, وركبت احد القطارات المتجهة الي القاهرة وبعدها تجولت بشوارعها أبحث عن ملجأ يأويني ويد تمتد لي, مكثت في العراء لمدة يومين كاملين أتسول الطعام والشراب. وحينها تعرفت علي بعض الاشخاص اصطحبوني إلي احد المنازل وتبين انهم يعملون في الدعارة وحاولوا استقطابي الي الطريق الحرام لكني غافلتهم وهربت من الشقة وتوجهت الي منطقة عين شمس حيث تعرفت علي أحد الاشخاص يعمل سايس إلا أنه كان له وجه آخر لم أدركه في وقتها. وبدأت أروي له قصتي وأظهر لي قدرا كبيرا من التعاطف كما اعترف لي أنه وقع في حبي من أول نظرة وعرض علي الزواج العرفي حتي تتحسن ظروفه المعيشية والمادية. وبعد تفكير قليل وافقت فأنا لا أعرف أحدا بالقاهرة وخوفا من العودة لمنزل أسرتي قررت الزواج منه عرفيا وعشت معه بغرفة اعلي سطح أحد العقارات وبعد عدة اشهر أنجبت طفلا صغيرا طلبت منه ان يكتبه باسمه ويستخرج له شهادة ميلاد إلا أنه رفض وتنصل مني وطردني ومزق العقد العرفي وتركني أواجه الدنيا بطفل لا ذنب له. وقتها علمت أن زوجي مسجل خطر فرض إتاوات ولم يستطع أحد من اهالي المنطقة إقناعه بالعدول عن موقفه. واضافت الزوجة انها توسلت اليه ان يستخرج شهادة ميلاد ويتزوجها رسميا ويعترف بالطفل إإلا أنه رفض. وخوفا منه قررت ترك المنطقة التي يقيم بها وعدت مرة أخري الي الشوارع أتسول لقمة العيش حتي أستطيع أن أنفق علي ابني الرضيع, واختتمت الزوجة كلامها بطلبها من مكتب الاسرة بقامة دعوي لإثبات زواجها لتسجيل الطفل.