يحكي أن.. في أحد بلاد الجوار المامبوزي أن قام الشعب المستكين والمستهان بثورة ضد نظام ديكتاتوري ظالم انتهك كافة حقوق الشعب الطيب السياسية والتعليمية والاقتصادية وتطور الأمر الي استحواذ الطبقة الحاكمة علي معظم مقدرات الشعب والوطن, فنجحوا في ثورتهم ظاهريا وقالوا إن الحكم للشعب, فانتخبوا نوابا عنهم يمثلونهم أمام حكومة من كبار الموظفين لا تمثلهم.. كبار الموظفين الذين ترقوا إلي وزراء بعد خلع رؤسائهم وتقديمهم للمحاكمة, فأتت المفاجأة في النواب الجدد والذين اتضح أنهم جوعي للسلطة والنفوذ والمال والشهرة, فأذاقوا شعبهم جوعا وامتهانا وانكسارا أمام جيرانهم من الدول الناطقة بالمامبوزية, فتمردوا عليهم وسلموهم تسليم أهالي للكيان العسكري الذي يتألف من كافة طبقات الشعب ويشعر بمأساتهم ومعاناتهم وهو القادر علي حماية أراضيهم من هجمات المعتدين والمخربين لما له من تاريخ حافل بالوطنية والإيثار, وانتخبوا من بينهم من ارتأوه أهلا لقيادة البلاد من ظلمات الفساد إلي نور الحضارة والتقدم. لم تنته الحكاية.. فقد كان لزاما علي الشعب انتخاب ممثلين له في مجلس نيابي ينوب عن الشعب في تشريع قوانين تنظم الحياة أو إصلاح تشريعات أفسدت حياة سابقة, في هذه الأثناء, لم ينس رموز النظام الأول أن له الحق والميراث في السيطرة علي مقدرات الأمور, ولم ينسوا كذلك أن لهم اليد الطولي في الاقتصاد والإعلام, فأطلقوا رجالاتهم وأبواقهم معلنين أن النجاة تأتي علي أيدي أشخاص بعينهم, فأفلحوا في ذلك علي اعتبار أن ما أفسدوه سابقا في تعليم أفراد الشعب وتحديد وتجميد ثقافته كان سببا رئيسيا في انتخاب شخصيات ما أنزل الله بها من سلطان سوي أنها أراجوزات وماريونت تتحرك وتتحدث بما يريده أسيادهم ويتحدثونه. كانت النتيجة أن اختار الشعب المامبوزي الطيب نوابه ممن اعتقد حسب ثقافته المتواضعة أنهم يمتلكون رغبة صادقة في تمثيل الشعب وتشريع قوانينه لإصلاح أحواله وعياله, واستقر تحت قبة المجلس الموقر العديد والعديد من الشخصيات التافهة والمسطحة والمجوفة والمفرغةوالمصدرة من أباطرة السياسات القديمة, المذهل أنهم كما يحدث في الأساطير القديمة صدقوا أنفسهم كنواب حقيقيين وبدأوا نزاعاتهم وصراعاتهم علي منصب رئاسة المجلس الموقر, وفاضت الصحف ووسائل الإعلام بتصريحاتهم الجهبذيةحول قيادتهم لثورتين عارمتين وأنهم المؤيدون من الشعب.. المبعوثون من الله.. والملهمون بالوطنية الجارفة,بخلاف ما قام به بعض الأعضاء الجدد من تأسيسه لتيار نيابي يدعم الدولة اسما و ظاهرا ويبطن التطبيل للحكومة ولقراراتها غافلا عن رغبة من انتخبهم في مراقبة الأداء الحكومي وتقويمه وتصحيحه.. فأصبح لزاما علي كافة طوائف وطبقات الشعب المامبوزي انتظار ما ستسفر عنه جلسات المجلس القادم من مساخر ومدعاة للضحك والتنكيت. حمي الله مامبوزيا الشقيقةونسأله أن يعافي برلماننا القادم من مصير مشابه, وألا يعرضنا لخيبة آمال الشعب المامبوزي, فصحتنا لا تحتمل المزيد من هذا الهراء. [email protected]