رغم اتفاقية السلام المنعقدة بيننا وبين الكيان الصهيوني المغتصب للأراضي الفلسطينية, ورغم كل محاولات التطبيع, ستظل إسرائيل هي عدونا الأول, وكما تحرص الدولة العبرية علي تدريس وتعليم الطلاب في مدارسها أن العرب هم أعداؤهم, فإننا يجب ألا ننسي, ولابد علينا أن نذكر أبناءنا وبناتنا دوما أن إسرائيل هي عدونا الأول. وجرائم إسرائيل لم تتوقف عند قتل وتشريد الفلسطينيين,وتجريف الأراضي الفلسطينية, ومحاولة هدم المسجد الأقصي, وإنما تمتد جرائمها ضد المصريين والعرب عامة. وفي مقدمة هذه الجرائم ضد المصريين, ما أشرت إليه الأسبوع الماضي, وهي جريمة قتل الأسري المصريين, ليس في سجونها, ولكن أيضا علي امتداد أراضي سيناء, التي تعج بالمقابر الجماعية التي ستظل شاهدا حيا علي هذه الجريمة, التي يجب أن تدفع إسرائيل ثمنها, والتي يجب ألا تتكاسل حكومتنا عن مقاضاة إسرائيل بشأنها في كافة المحافل الدولية. ولا أدري سببا لتجاهل الحكومات المصرية المتعاقبة منذ مبارك علي إثارة هذه القضية, وفتح ملفات جرائم إسرائيل, التي لا تترك فرصة لمقاضاة العرب إلا واغتنمتها, فهي حريصة علي استنزاف العرب حتي آخر قطرة في دمهم, بينما نحن نترك كل فرصة عمدا للمطالبة بحقوقنا. وأطالب السيد عمرو موسي, الذي كان أحد شهود جرائم إسرائيل, وكلف وزارة الخارجية عندما كان وزيرا لخارجية مصر بإعداد ملف شامل عن الأسري المصريين الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية بعد أسرهم, وقد أشار إلي ذلك في تصريحات صحفية له في2000/9/21, ويومها قال إن هذا الملف سيعرض علي الرأي العام المصري ولم يعرض الملف الذي وعد به. وهنا لابد أن أشير إلي أن هناك دعوي قضائية رقم7961 لسنة55 قضائية متداولة أمام الدائرة الأولي بالقضاء الإداري منذ2001/6/13 ضد رئيس الحكومة المصرية بشأن مخالفته الدستور المصري في قضية الأسري المصريين أقامها15 أسيرا مصريا. كما أن المحامي وحيد الأقصري محامي الأسري المصريين كان قد تقدم إلي النائب العام ببلاغ في2000/7/4 للتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الأسري المصريين مدعوما بشريط وثائقي يصور قتلهم للأسري المصريين, إلا أن النائب العام وقتها قد حفظ البلاغ.. لماذا ولصالح من.. لا أدري؟! كما أن المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان والذي كان يرأسه الدكتور بطرس غالي( المتزوج من شقيقة زوجة إسحاق رابين) هو أيضا كان قد تجاهل قضية مقتل الأسري المصريين وجرائم الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين منذ نشأته وحتي الآن. وكان الخبير الاستراتيجي اللواء صلاح سليم قد أكد أن قتل إسرائيل للأسري ليس مقصورا علي ال250 جنديا الذين اشار اليهم الفيلم الوثائقي الاسرائيلي( روح شاكيد), مشيرا إلي ما كشفته الصحافة الاسرائيلية عام1995 عن قتل إسرائيل ل49 من عمال المناجم المصريين والسودانيين في سيناء, وكشفهم عن وجود مقابر جماعية للأسري المصريين في وادي ميدان جنوب مستشفي رأس سدر, ومقبرة الحسن في بئر سبع بإسرائيل مدفون فيها رفات100 ضابط وجندي مصري, وكذا المقابر الجماعية للأسري المصريين في منطقة القصبة ومعسكر البرازيل, وكذا مقابر متناثرة علي طريق القصيمة, بالإضافة إلي مذبحة( نخيل) وكذا مجزرة مزرعة الموز عام1956 بالقرب من منطقة الحسنة والتي نفذها أرييل شارون داخل احدي الوحدات الطبية وقتل فيها24 جنديا مصريا جريحا بالإضافة للطبيب والممرضتين.. وفي مقالنا القادم نواصل سجل إسرائيل الإجرامي. [email protected]