أقام المحامي إبراهيم السلاموني، دعوى قضائية بمحكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، للمطالبة بإصدار حكم قضائي، بإلغاء وقف تنفيذ القرار السلبى بعدم مطالبة الكيان الصهيونى بالتعويضات عن فترة الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، سواء فيما يخص استغلالها آبار البترول ومناجم الفحم، حتى سرقتهم للآثار المصرية. واختصم السلاموني في دعواه، التي حملت رقم 59650 لسنة 68 قضائية، كلًا من رئيس جمهورية مصر العربية، ووزير الخارجية، ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان بصفتهم. وذكر مقيم الدعوى أن النكسة مر عليها 47 عامًا، التي انهزم فيها العرب جميعًا، واستردوا جزءاً من الأرض، ولم يستردوا حتى جزءاً من حقوق الأسرى، وبالرغم من أن بنود معاهدة السلام تسمح لمصر بالمطالبة بالتعويضات عن فترة الاحتلال الإسرائيلي لسيناء سواء فيما يخص استغلالها آبار البترول ومناجم الفحم وحتى سرقة الآثار المصرية، وكذا لقتلهم الأسرى المصريين والمدنيين، لافتا إلى الاتفاقيات الدولية كاتفاقية لاهاى 1907 وجنيف 1949 وكذا البروتوكولات الإضافية لجنيف تؤكد على عدم سقوط جرائم الحرب بالتقادم، حيث إن إسرائيل موقعة على اتفاقية جنيف لعام 1951 وأنها ملزمة بالقانون الدولي الذي لا يجيز سقوط جرائم الحرب بالتقادم. وأضاف: إلا أن الحكومات المصرية المتعاقبة لم تحرك ساكنا تجاه هذا الملف، فاللوم لا يقع على الحكومات وحدها بل على الرؤساء المتعاقبين على مصر ولا نستثنى منهم مقصر، وقد كانت القناة الإسرائيلية الأولى قد بثت فيلماً وثائقياً كشفت فيه عن قيام الجيش الإسرائيلي بقتل 250 جندياً مصرياً عقب انتهاء القتال عام 1967 في شبه جزيرة سيناء وداخل السجون الإسرائيلية، وتحدث الفيلم عن عدد كبير من الجنود الذين خدموا في صفوف الوحدة تحت قيادة ''بنيامين بن أليعازر'' وزير البنية التحتية الإسرائيلي، وأوضح عمليات القتل التي قاموا بها بدم بارد ضد جنود من وحدة الصاعقة، وهم في طريق انسحابهم للغرب داخل سيناء بعد توقف القتال، وتخلل الفيلم مقاطع مصورة تظهر إطلاق النار على الجنود المصريين، وهم رافعو الأيدي على الأرض بلا سلاح، وإنما عدد الأسرى المصريين الذين قتلتهم إسرائيل قد يتجاوز 5 آلاف جندي مصري. وأشارت الدعوى إلى ما أظهرته الصحافة الإسرائيلية عام 1995 عن قتل إسرائيل ل49 من عمال المناجم المصريين والسودانيين في سيناء، وكشفهم عن وجود مقابر جماعية للأسرى المصريين في وادى ميدان جنوب مستشفى رأس سدر، ومقبرة الحسن في بئر سبع بإسرائيل مدفون فيها رفات 100 ضابط وجندي مصري، وكذا المقابر الجماعية للأسرى المصريين في منطقة القصبة ومعسكر البرازيل، وكذا مقابر متناثرة على طريق القصيمة، بالإضافة إلى مذبحة (نخيل)، وكذا مجزرة مزرعة الموز عام 1956 بالقرب من منطقة الحسنة والتي نفذها أريل شارون داخل احد الوحدات الطبية وقتل فيها 24 جنديا مصريا جريحا، بالإضافة للطبيب والممرضتين، وأيضا هناك مجزرة أخرى وقعت في 7 يونيو 1967 بمنطقة فحم المغارة، حيث قتلت القوات الإسرائيلية حوالى 272 من المهندسين والعمال المصريين العاملين في هذا المنجم.