شهدت الملاعب المصرية لكرة القدم احداثا مؤسفة امس كان بطلها الاول الحكام الذين قلما تسمع لهم صوتا مفضلين العمل بمبدأ التزام الصمت خوفا من التعرض لهجوم إعلامي شديد علي خلفية بعض الاخطاء التي يرتكبونها في ادارة المباريات و بات موقفهم مهددا لإقامة العديد من مباريات الدوري في كل أقسامه. الاحداث الاخيرة التي شهدها التحكيم المصري تسببت في اندلاع ثورة مصغرة لبعض الحكام بعد ان بحت اصواتهم في المطالبة بمستحقاتهم المتأخرة لدي اتحاد الكرة وكثرة الوعود الزائفة التي حصلوا عليها من جمال علام رئيس اتحاد الكرة بصرف مستحقاتهم المتأخرة إضافة إلي سفر عصام عبد الفتاح عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة الحكام إلي دبي بعد إنهاء تعاقده مع الاتحاد الاماراتي للعمل هناك وان كان السبب الأهم هو مصرع ثلاثة حكام من الفيوم مساء السبت الماضي. بداية الشرارة كانت بحكام منطقة الجيزة الذين اعلنوا رفضهم ادارة اي مباريات علي مدي ثلاثة أيام حدادا علي أروح الحكام الثلاثة الذين لقوا مصرعهم في حادث أليم في اثناء العودة الي الفيوم بعد ادارة مباراة في الدرجة الثالثة بحلوان وانتقل الامر إلي مباريات الدوري حيث قام طاقم حكام مباراة مصر المقاصة والمقاولون العرب في الجولة الثامنة من الدوري بقيادة شريف حسن برفع صورة لثلاثي حكام الفيوم الراحل أحمد خميس وإيهاب عويس وأحمد جمال خفاجة. كما رفض طاقم تحكيم مباراة الاتحاد السكندري وطلائع الجيش بقيادة أحمد حمدي ومعاونيه سامي هلهل ومحمود عامر ومحمد إسماعيل الحكم الرابع النزول لإدارة المباراة إلا بعد الحصول علي مستحقاتهم المالية قبل إقامة المباراة رافضين كل محاولات مسئولي الناديين لاقامة المباراة وهو ما دفع مسئولي الفريقين للاتصال بجمال علام رئيس الاتحاد ووجيه أحمد المشرف علي لجنة الحكام للضغط علي الحكام الي ان رضخوا في النهاية لرغبة المسئولين و أداروا المباراة وعلم محرر الأهرام المسائي أن طاقم الحكام لمباراة إنبي و الإنتاج الحربي بقيادة محمد الصباح رفض الدخول إلي أرض الملعب وبدء المباراة قبل الحصول علي قيمة البدل الخاص بهم ودفع خالد مهدي مدير الكرة بنادي الإنتاج الحربي المبلغ من جيبه الخاص لطاقم التحكيم بعد أن اشترط علي أحمد مجاهد عضو اتحاد الكرة تسليمه ورقة موقعة بخط يده تفيد برد المبلغ لنادي الإنتاج الحربي وهو ما وافق عليه مجاهد لتنتهي الأزمة وتبدأ المباراة. وبدلا من محاولة امتصاص غضب الحكام من قبل مسئولي الجبلاية وتقدير الظروف التي يمرون بها بادر بعض اعضاء المجلس بالهجوم علي الحكام وفي مقدمتهم سيف زاهر عضو المجلس الذي هاجم الحكام بضراوة مؤكدا ان لجنة الحكام تدار بعشوائية حيث يوجد رئيس اللجنة حاليا في الإمارات للتعاقد علي رئاسة اللجنة هناك للتطوير واللجنة في مصر تدار بعشوائية. وحاول جمال علام احتواء الموقف خوفا من تحول الأمر إلي عصيان جماعي او ثورة بين الحكام حيث أعلن أنه سيتم اليوم صرف دفعة من مستحقات الحكام المتأخرة تصل قيمتها إلي مليون و40 ألف جنيه مابين القسم الأول والثاني وجزء من مستحقات القسم الثالث. وقال علام إن30 ديسمبر الحالي آخر موعد لصرف بدلات حكام القسم الأول, وذلك من أجل حل الأزمة المثارة حاليا بين حكام الدوري بسبب مستحقاتهم المتأخرة. وأضاف أنه تم صرف مليون و200 ألف جنيه أمس للحكام وذلك لحل الأزمة سريعا بصرف النظر عن لغة التهديد المثارة حاليا ضد مجلس الجبلاية. ومن المقرر أن يتم صرف443 ألف و600 جنيه للقسم الثالث, و250 ألفا للقسم الثاني و250 ألف للقسم الأول وسيتم صرف90 ألف جنيه لمراقبي مباريات القسم الثالث.