برك من مياه الصرف الصحي. وأكوام من القمامة, وحشرات وذباب.. مشهد إنتشرمؤخرا بمختلف مدن وقري محافظة الفيوم, حتي أن الأحياء الراقية لم تسلم منها.. في ظل معاناة أهالي الفيوم مع الصرف الصحي المستمرة منذ سنوات عديدة, حيث تنعدم الخدمة في عدة قري بشكل تام, فيما تعاني مدن وقري أخري بالمحافظة من غياب الصيانة عن بعض محطات الصرف.. وتهالك الأخري. واشتكي المواطنون من تجاهل شركة الصرف الصحي لمدينة الفيوم شفط مياه الصرف حتي بعدإصلاح الأعطال في الشبكات التي أصبحت متهالكة تماما, وحمل الأهالي الشركة, المسئولية مؤكدين أنه في حالة الاتصال بالشركة لوجود أعطال يتعاملون بلا مبالاة حيث يأتي العامل ليقوم بتسليك بالوعات الصرف الصحي ولا يتصل بالشركة لترسل سيارة كسح لشفط المياه, حتي تحولت الشوارع إلي برك من المياه القذرة. وتتجسد الصورة بالمناطق العشوائية حيث يعاني أهالي مساكن السكة الحديد, وعزبة فرحات, بمنطقة التعاونيات ب كيمان فارس, من غرق شوارعهم ومساكنهم بالصرف الصحي. وسط تجاهل تام لشكواهم المستمرة. يؤكد محمد سعيد, أحد أهالي حي التعاونيات, إن الصرف الصحي يغطي شوارع الحي علي بعد أمتار من مبني حي الجامعة, وتقدم الأهالي بالعديد من الشكاوي إلي الحي والوحدة المحلية للمدينة ولم يستجيب أحد. وأضاف إبراهيم عبد الحميد, إن الكارثة الأكبر في موقف إبشواي بحي الصوفي تحول إلي مستنقع من مياه الصرف والسيارات تقف وسط مياه الصرف الصحي وقال وليد محمود:( إحنا قاعدين في شقة مأجرينها ب500 جنيه ومش عارفين نقعد بسبب المجاري. وشكينا كتير للحي وماحدش بيسأل فينا, والمجاري دخلت جوه البيت وحيطان الشقق بقت بتنقط ميه علينا, والفرش غرقان مية, وإحنا تعبنا) وأشار محمود حسن, من سكان حي لطف الله, إن مياه الصرف الصحي تطفح بشكل أسبوعي بأحد الشوارع الرئيسية بالحي الذي يعتبر أرقي أحياء الفيوم, وهذا الشارع يصل لمبني الرقابة الإدارية ونادي محافظة الفيوم, وإستراحة المحافظة, مشيرا إلي أن المسئولين قد يتركون مياه الصرف بالشارع لأيام دون أن يحركوا ساكنا و تعاني بعض من قري المحافظة من إنعدام تام لخدمات الصرف الصحي مما أصاب الأهالي بحالة شديدة من الغضب, ووصفوا حياتهم بالبدائية وحياة أدغال أفريقيا.. فهناك عشرات القري بمراكز يوسف الصديق, وسنورس, وابشواي. واطسا, وطامية. وتسيطر علي أهالي قرية دفنو, أحد أكبر قري مركز إطسا بمحافظة الفيوم, والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من50 ألف نسمة حالة من الاستياء بسبب الإهمال الشديد وتدني خدمات شبكات الصرف الصحي. التي أغرقت شوارعها وتسببت في انتشار الأمراض والأوبئة. وقالت أم مصطفي, ربة منزل: تعاني القرية من هذه المشكلة منذ سنوات.. وأضافت متعجبة: أرسلنا العديد من الشكاوي إلي المسؤلين والتي لم نتلق أي رد. ويعيش أهالي قرية الزاوية الخضراء التي تبعد أقل من كيلو متر عن مركز سنورس هذه المأساة وتحولت حياتهم إلي جحيم مستمر بسبب انعدام الخدمة. وأكد أحمد موسي. من أبناءالقرية, أنهم يستخدمون ترعة القرية لتصريف مخلفات منازلهم, مما يؤدي لتلوث المياه المخصصة لري الأراضي. مؤكدا أن المنازل أصبحت عائمة علي برك مياه صرف صحي, ولم تعد قادرة علي تحمل كل هذه الكميات من المياه. وطالب أهالي القريتين, بسرعة تدخل المسئولين, لإنهاء أزمة مياه الشرب وتوصيل شبكة الصرف الصحي. و أشارت تقاريرالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي, إن نسبة تغطية خدمة الصرف الصحي بالفيوم تبلغ42% من عدد السكان في46 قرية, في حين تبلغ عدد القري المحرومة88 قرية, ويجري العمل حاليا في34 قرية, مشيرا إلي أن تكلفة المحطات الجاري تنفيذها والتوسعات المقترحة تبلغ أكثر من ملياري جنيه. و أصدر المستشار وائل محمد مكرم, محافظ الفيوم,تكليفات للمسئولين بإعداد تقرير تفصيلي يتضمن حصر محطات الصرف الجاهزة للإفتتاح وأسباب عدم إفتتاحها, وإعداد مقايسة تقديرية لإحلال وتجديد شبكات مياة الشرب والصرف الصحي في مدينة الفيوم, خاصة في المناطق الشعبية والتي تحتاج لإحلال وصيانة للبدء في تنفيذ الأعمال فورا وحل المشكلة جذريا. وأوضح المحافظ أن هناك محاولات لتدبير مبلغ8,2 مليار جنية لتوصيل خدمات الصرف الصحي ل88 قرية بمختلف أنحاء المحافظة لحل مشكلة الصرف الصحي بها نهائيا.