تتواتر الأدلة ويتفق المتخصصون علي أن كوكبنا يمر بمنعطف من التغيرات المناخية التي ربما تؤثر علي مستقبل الأرض وتغيره إلي الأبد, وتجعل العالم مكانا أكثر خطورة وتهديدا للبشر, فلقد تضاعف معدل الكوارث الطبيعية الناجمة عن الفيضانات والعواصف والاحتباس الحراري. وشهدت السنوات العشرة الأولي من القرن الحادي والعشرين نحو3496 كارثة طبيعية تنوعت بين الفيضانات والعواصف والجفاف وموجات الحرارة, نتج عنها خسائر بشرية هائلة( أكثر من نصف مليون إنسان قتلوا نتيجة موجات الجفاف في إثيوبيا وموزمبيق والصومال والسودان خلال ثمانينيات القرن الماضي, وفي روسيا قتل أكثر من55000 شخص نتيجة لموجة حارة في عام2010), وكبدت الاقتصاد العالمي خسائر بلغت نحو864 مليار دولار. وغالبية الآثار الناجمة عن التغير الحراري تعاني منها الدول الفقيرة وذات الدخل المنخفض بشكل مباشر, أما الدول المتقدمة فتتمثل معاناتها في استيعاب موجات النزوح المتوقعة لملايين البشر المضارين الذين اضطروا أو سيضطرون لهجر مواطنهم التقليدية بحثا عن حياة مستقرة وآمنة, وللمفارقة فإن كثيرا من هذه التغيرات المناخية, خاصة الاحتباس الحراري, نتيجة لأنشطة بشرية صناعية تقوم بها الدول المتقدمة وعلي رأسها الولاياتالمتحدة, وتتأثر بها الدول الفقيرة غير المسئولة عنها, وهو ما يثير التساؤلات حول العدالة المناخية, ودور هذه الدول المتقدمة في علاج أسبابها وتعويض ضحاياها, ويلقي عليها مسئولية تاريخية في الحفاظ علي كوكب الأرض موطنا لكل البشر. ومن هنا اهتمت الأممالمتحدة بقضية التغيرات المناخية, فاعتمدت الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ في عام1992, ووقع عليها195 طرفا, واعتمد بروتوكول كيوتو عام1997 لتطبيق الاتفاقية, ودخل حيز النفاذ في عام2005, ومن أهم أهدافه تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة والحد منها, وهي الغازات الناتجة عن النشاط الصناعي للدول المتقدمة وتتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري. وعقدت في29 و30 نوفمبر الماضي الدورة الحادية والعشرون لمؤتمر الأطراف في باريس,وحضرها أكثر من150 رئيس دولة وحكومة علي مستوي العالم,وقد حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يرأس لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ,كما ترأس مصر مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة,وهو ما وضع علي عاتق الرئيس السيسي ومصر مسئولية التعبير عن مصالح القارة السمراء ورؤيتها إزاء مختلف موضوعات وقضايا تغير المناخ, وألقي كلمة إفريقيا أمام رؤساء الدول والحكومات الحاضرين,أكد فيها ضرورة تحمل الدول المتقدمة النصيب الأكبر من أعباء مكافحة التغير المناخي,وضرورة التركيز علي دعم وتعزيز قدرات الدول النامية والفقيرة علي التكيف مع هذه التغيرات,وتوفير التمويل والدعم الفني والتكنولوجيا الحديثة,كما أشار الرئيس إلي ضرورة دعم الطاقة المتجددة في إفريقيا,وعلي رأسها الجهود المصرية في هذا المجال. وشهدت زيارة الرئيس لفرنسا نشاطا دبلوماسيا مكثفا واستثمارا للعلاقات المتميزة مع باريس فقد التقي الرئيس نظيره الفرنسي, ورئيس وزراء فرنسا مانويل فالس, ووزير الداخلية, وعددا من رؤساء الدول, وأكدت هذه المشاركة دور مصر الرائد إقليميا وقاريا ودوليا. ** كان أسبوعا حافلا,الأسبوع الماضي شهد حادثتين,واحدة في الإسماعيلية ضحيتها طبيب بيطري, والثانية في الأقصر قلب الصعيد,والرابط بين الحدثتين هو أن الضحيتين وقعا نتيجة عنف من بعض ضباط الشرطة,وحظيتا بتغطية إعلامية مكثفة,ونحن نقدر عمل الشرطة وتضحياتهم خلال الأعوام الخمسة منذ اندلعت أعمال الفوضي نتيجة ما يسمي بالخريف العربي,وحسنا فعل المسئولون بتحويل الضابطين للتحقيق,وعلينا أن ننتظر نتيجة التحقيقات معهما,ونحن نثق في قضائنا ونزاهته,وإذا ثبت خطؤهما فليأخذا عقابهما بالقانون,فلا أحد فوق القانون كما صرح اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية, وهو تصريح يستحق عليه التحية,فنحن نثق في أن جهاز الشرطة جهاز وطني,يحمل علي عاتقه مسئولية تحقيق الأمن والأمان للوطن والمواطن, وتحيا مصر.