يبدو أن شعار( الأمريكيون دون تمييز) الذي ترفعه الولاياتالمتحدةالأمريكية أصبح جزءا من الماضي فعلي الرغم من أن المواطنة حق مكتسب لجميع المواطنين الذين ولدوا علي أرض أمريكا أصبح هذا المبدأ يتعرض للهجوم رغم أنه المبدأ الدستوري الأساسي للبلاد. فلأكثر من مائة عام كان هناك اجماع قانوني علي حق المواطنة وهو يعطي من خلال ذلك الجنسية للأشخاص الذين ولدوا علي أراضي الولاياتالمتحدة ويخضعون لسلطاتها, ولكن في الآونة الأخيرة أعرب المرشحون الجمهوريون للرئاسة بما في ذلك دونالد ترامب وتيد كروز عن شكوكهم إزاء تطبيق مبدأ المواطنة علي أبناء المهاجرين غير الشرعيين الذين ولدوا في أمريكا ورفضت ولاية تكساس الأمريكية أخيرا شهادات ميلاد لهؤلاء الأطفال وهكذا تم حرمانهم من التعامل معهم كمواطنين أمريكيين. ومن جانبها أكدت صحيفة( واشنطن تايمز) أن المواطنة حق مكتسب ومبدأ دستوري أمريكي وجزء من هوية هذا الشعب, ومن ثم فإن الهجوم عليه هو هجوم علي الهوية الأمريكية. وذكرت الصحيفة أن ما يحدث الآن يأتي في إطار الخوف وادعاءات حماية الأمن الوطني الأمريكي وها نحن نلحق الأذي بأشخاص أبرياء بسبب مخاوف لا أساس لها من الصحة. وذكرت الصحيفة أن هذا الدافع هو المسئول عن أبشع الأحداث في تاريخنا, مشيرة إلي أنه خلال الحرب العالمية الثانية قررت الحكومة الأمريكية إعطاء حق المواطنة لليابانيين الأمريكيين وقتها ثار الجنرال جون ديويت قائلا خلال تصريحات لصحيفة( لوس أنجلوس تايمز) أن( الأفعي هي الأفعي أينما فقس البيض), وذلك في إشارة لليابانيين, موضحا أنهم من عرقية مختلفة ولا يمكن أن يكونوا أمريكيين حقيقيين واضطر وقتها ما يقرب من100 ألف ياباني لمغادرة منازلهم واحتجزوا في معسكرات في المناطق الداخلية من البلاد. وأضافت الصحيفة انه ليس من المستغرب أن نشهد الهجمات علي ميزة المواطنة في الفصول البشعة من التاريخ الأمريكي. ونقلت الصحيفة عن كيرميت روزفلت أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة بنسلفانيا وحفيد الرئيس الأمريكي الراحل تيودور روزفلت أن الولاياتالمتحدة لديها إرث من العبودية قائلا: العبيد يعيشون بيننا ولدوا علي الأراضي الأمريكية لكنهم ظلوا غرباء دائما. وفي قضية دريد سكوت أصدرت المحكمة العليا الأمريكية حكما مفاده أن العبيد وأحفادهم حتي ولو كانوا أحرار لا يمكن ان يكونوا أبدا مواطني الولاياتالمتحدة مشددة علي انهم ليس لديهم الحقوق التي ينبغي ان يحترمها الرجل الأبيض!