برنامج سياسة الهجرة، الذي كشف عنه مؤخرًا، دونالد ترامب، المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية، جاء ليكون بمثابة "هدية عيد ميلاد مبكرة" للناخبين الأمريكيين المتعطشين إلى سياسات هجرة أكثر تقييدًا، بحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية، التي توقعت أنه سيمثل أيضًا "كابوسًا" لقادة الحزب الجمهوري الذين يسعون لجذب الناخبين اللاتينيين. واعتبرت الوكالة، أن البرنامج عبارة عن رسالة رسمية شاملة ضد السياسات الموالية للهجرة في الولاياتالمتحدة التي وضعها السياسيون الذين يدعمون، بعبارة ترامب "العفو، العمالة الرخيصة، والحدود المفتوحة"، و"رعاة الشركات الذين يديرون كلا الحزبين". وأوضحت أن نظريته الأساسية هي أن المهاجرين يضرون الأمريكيين والاقتصاد الأمريكي، لافتة إلى أنها ورقة ترامب السياسية الأولى، وجاءت بشكل ملائم حول القضية التي جعلته في صدارة مرشحي الحزب الجمهوري الساعين للترشح للانتخابات الرئاسية. وكتب ترامب في ورقة خطته إن "إصلاح حقيقي لقوانين الهجرة يضع الأولوية لاحتياجات الأشخاص الذين يعملون لأول مرة، وليس المانحين الأثرياء كثيري الترحال"، مضيفًا: "نحن البلد الوحيد في العالم الذي يعطي نظام الهجرة فيه الأولوية لاحتياجات الدول الأخرى على احتياجاتنا.. نحن لن نستغل بعد الآن". ورأت "الوكالة" أن الخطة تهاجم الهجرة الشرعية وغير الشرعية من جميع الزوايا، ولا تترك أي خيار باستثناء الترحيل الجماعي لنحو 11 مليون مهاجر غير شرعي في الولاياتالمتحدة". وقال ترامب في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأمريكية: "يجب عليهم أن يرحلوا"، وهذا سيتكلف حوالي 400 إلى 600 مليار دولار دولار للحفاظ، وفقًا لتقديرات مجموعة "منتدى العمل الأمريكي" المحافظة، كما ينهي "المواطنة المكتسبة بحق الولادة" الذي ينص عليه التعديل ال14 من الدستور الأمريكي. وأضاف "سنترك الأسر معا و عليهم أن يرحلوا، علينا إرساء قواعد جديدة تمامًا .. هل نملك بلدًا أم لا نملك؟". وأبدى ترامب، وهو نفسه نجل وحفيد مهاجرين، رغبته في التراجع عن قرارات الرئيس باراك أوباما التي أبطأت وتيرة طرد المهاجرين غير الشرعيين، كما يريد إلغاء الحقوق المرتبطة بالولادة على الأراضي الأمريكية. وأبقى الملياردير والمقدم السابق لبرامج تلفزيون الواقع على الغموض بشأن التفاصيل العملية لهذه التصريحات، ولم يوضح أيضًا إلى أين سيتم طرد المهاجرين الذين ليس لهم مكان يقصدونه. وينظر الكثير من المراقبين الأمريكيين إلى تصريحات ترامب (69 عامًا) باعتبارها تمييزية، وكان أدلى في يونيو بتصريحات عنيفة ضد المكسيك. وكان ترامب قطب العقارات والشخصية التلفزيونية الذي تصدر استطلاعات الرأي بين 17 مرشحًا، يتنافسون على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة، قد أثار جدالًا بتصريحاته المستفزة بشأن الهجرة غير القانونية، بما في ذلك وصفه بعض المهاجرين غير الموثقين من المكسيك بأنهم "مجرمون ومغتصبون".