جاءت الدورة37 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بمثابة تحد للتأكيد علي قدرة مصر علي تنظيم مهرجان دولي يضاهي المهرجانات الأخري, فعلي الرغم ما شهدته الدورة من سلبيات عدة أعترفت بها رئيس المهرجان خلال حوارالمصارحة الأول لها عقب انتهاء الدورة إلا أنها أكدت أنها ستدرس السلبيات والأخطاء التي تعرض لها المهرجان لتفاديها في الدورات المقبلة, كما تناولت أزمة غياب النجوم مرجعة ذلك إلي حادث الطائرة الروسية الذي أثر بشكل سلبي علي المهرجان بالإضافة الي شركات التأمين التي منعت نجومها من السفر, وبالنسبة للنجوم المصريين قالت ان أزمة تغيير العناوين كانت سببا أساسيا في عدم وصول الدعوات لهم. كما كشفت خلال الحوار عن نيتها تقديم كشف حساب خلال10 أيام لما تم انفاقه لكي يعرف الرأي العام ما علينا وما لنا, مشيرة إلي أنها ستسعي في الدورات القادمة لتنظيم العروض بحيث لا تكون كلها بدار الأوبرا نظرا لضيق المساحة لتتقاسم دور العرض السينمائية بوسط المدينة والمهندسين ومدينة نصر عروض المهرجان مما سيساهم في جعل المهرجان أكثر شعبية. ماهي الجهود التي بذلتها إدارة المهرجان لخروجه بهذا الشكل؟ كانت مسئولية كبيرة تضافرت فيها جهود المسئولين من الداخلية وأمن الاوبرا ووزارة الثقابة, حيث حرصنا علي عقد عديد من الاجتماعات لتنظيم كافة الامور مثل السجادة الحمراء وكيفية استقبال الضيوف الاجانب, خاصة أننا كنا نريد عدم حدوث اي أمر يضر بلدنا او صورة المهرجان, لنضاهي في ذلك المهرجانات العالمية حيث اتذكر خلال حضوري احدي دورات مهرجان كان ووقع حادث وجدت قتها تضاعف الاجراءات الامنية, ولذلك كان علينا التحمل لنتجنب وقوع اشياء تترك اثرا سيئا. ما تعليقك حول غياب النجوم في الختام ووكذلك غياب النجوب الشباب في الحفلين؟ لقد بذلنا جهود كبيرة فيما يخص دعوة الفنانين والسينمائيين بكل اعمارهم وقاعدة بيانات تضم العناوين والتليفونات القديمة والجديدة لكل شخص ولكننا في النهاية كنا محددويين بمساحة المسرح الكبير بالاوبرا الذي اقيم به حفل الافتتاح والختام وهو مكون من1080 مقعد فقط وبالتالي فلن استطيع ارسال دعوات ضعف العدد المسموح به لانني لن أسمح بأن يكون لدي شخص دعوة ولا يجد مقعد خالي لهذا التزمت بالعدد المسموح به, كما اعتذر لكل شخص لم يصله دعوة, خاصة أن الشركة التي تولت طبع الدعوات اعادت لنا بعض المرتجعات فمثلا الفنان احمد حلمي حينما وصلت دعودته لمنزله في قيل انه غير متواجد هنا وذهب للمهندسين وفي النهاية اكتشفنا انه في جرانه وكذلك الأمربالنسبة لعدد كبير من الفنانين غيروا عنوانيهم ولم يخبروا احدا بها, وسأنظر في هذه المسألة حتي نتفاداها في الدورات القادمة, كما سندرس كل السلبيات واسباب وقوعها لتفاديها. ما تعليقك علي ما كتبته الفنانة هنا شيحة وغضبها من الموظفة التي اتصلت بها يوم الافتتاح ظهرا وطالبتها بالحضور لاستلام دعوتها وان هذا السبب الذي يدفع الفنانين لحضور المهرجانات الدولية؟ اعتذر للفنانة هنا شيحة فهي بالفعل انسانة جميلة وأعتذر لاي فنان اخر لم تصله الدعوة أو وصلت متأخرة فمسألة الدعوات مشكلة مزمنة وسأتوصل لحل لمكان اوسع لاقامة حفل الافتتاح والختام كما يجب علي الفنانين ان يتواصلوا معنا ويخبرونا بعناوين منازلهم وارقام تليفوناتهم حتي نتواصل معهم في المهرجانات الكبيرة, خاصة أنني راسلت عدد كبير منهم علي الايميلات ليخبروني هل بقدورهم الحضور ام لا والتأكيد علي ولكن احدا لم يستجيب الا نادرا. لاحظت أن الأزمة الأساسية للمهرجان تكمن في ضيق المساحة وعدم الحضور وهما أمران مهمان لأي مهرجان دولي؟ نعم ولا أخفي عليك أن أمنيتي ان يكون العرض الاول للأفلام في الاوبرا, بينما العرض الثاني في دور عرض اخري بمدينة نصر ووسط البلد والمهندسين والسادس من اكتوبر, ليتم توسيع نطاق المهرجان في كل انحاء البلد بدلا من ان يتكدس الجميع في الاوبرا فقط, ليصبح المهرجان شعبي, خاصة أن قاعات العرض في الاوبرا تصل مساحتها ل300 مقعد او200 مقعد ماعدا صالة المسرح الكبير وهو ما يجعلني اعمل في اطار محدود, وبالتالي فتوزيع الافلام سيتيح لكثير من الجمهور مشاهدة الافلام والتعايش مع الحدث. ابدي البعض استياءه من حضور ممثلو السفارات لتسلم الجائزات بدلا من النجوم في حفل الختام فما تعليقك؟ لقد كنت بالفعل مقيده نتيجة الظروف الامنية بسبب حادث الطائرة الروسية قبل المهرجان بأسبوع وكان هذا سببا لاعتذار بعض الضيوف وكان الممكن ان يتعرض المهرجان لأزمة كبيرة, ولكن رغم كل ذلك جاءت الاعتذارات محدودة, وهناك بعض الضيوف جاءوا إلي مصر, ولكنهم عادوا إلي بلدهم, مثل صناع الفيلم الحائز علي جائزة الهرم الذهبي البحر الابيض المتوسط فكان العرض الاول له في فعاليات المهرجان وطرح في نفس وقت ختام المهرجان بمدينة نيويوك فكان لابد من تواجد المنتج والمخرج وابطال الفيلم والموزعين هناك لاستقبال العرض, وهذا سبب اعتذارهم عن تسلم الجائزة اما بالنسبة للفيلم الفرنسي فكان المخرج من المفترض ان يحضر واكد علي حضوره ولكن حادث الطائرةوتحذير وزارة الخارجية بفرنسا رعاياها من السفر لمناطق معينة كان له انعاكسات كثيرة وكان هناك نجوم اخرون سيحضروا ولكن شركة التأمين التي تقوم بالتأمين عليهم رفضت حضورهم وهذا خارج عن ارادتنا وبالتالي اقمنا المهرجان في ظروف صعبة وحقق نجاح لا بأس به والسلبيات التي حدثت ساتجاوزها في الدورات القادمة. ما هي أخطاء الدورة37 من وجهة نظرك؟ بالطبع كانت هناك أخطاء مثل الدعوات والمطبوعات وعددها وكان يوجد اخطاء بداخلها, وايضا مشكلة عرض الفيلم المصري الثمن وصورته السيئة رغم انني لم اعرفها وقت حدوثها ولكنني علمت بها مؤخرا, وهذه ليست مسئوليتي, ولكنها مسئولية المهندس عز الدين غنيم خبير الدي في دي في مصر الذي اشرف علي ماكينات العرض وسوف تتم محاسبته لمعرفة الاسباب وراء ذلك واقدم اعتذاري لكل صناع الفيلم الذين استاءوا مما حدث وهذا أمر خارج عن ارادتي لان كل شخص مسئول عن اختصاصه مثل فيلم لورانس العرب للراحل عمر الشريف حينما خيرنا المسئولين بين نسختينk4 اوk2 ولم اعرف الفرق واستعنت بالمهندس المسئول وقالي لي ان اجهزتناk2 وعلي اساس ذلك تم ارسال النسخة وبالتالي استعنت بالمهندسين في كل المعلومات التقنية ليكونوا مسئولين عنها, ولكن في النهاية انا شخص مسئول عن مهرجان كامل واي شخص من المتخصصين إذا خطأ فستكون مسئوليتي أيضا ولابد من اصلاحها, كما كان يوجد مشكلة اثناء عرض فيلم العار في المسرح المكشوف حيث قطع عرضه قبل انتهائه بخمس دقائق وبعدما تم ابلاغي برر المسئول ذلك بأن النسخة القادمة من المركز القومي للسينما كان بها خطأ فوجهت لهم عتاب بانه يجب مراجعتها والتأكد منها وايضا الندوات التي عقبت الافلام الدولية كان التنسيق فيها ليس سليما مثل فيلم مادونا فبطلته من كوريا وجاءت بصعوبة وكان معها مترجمة وبذلنا مجهودا كبيرا لكي توافق علي الحضور فوجئ ان الامن قاموا باحراجهم وبالتالي لن اصمت عن ذلك واي شخص اخل بمسئوليته سوف يتم محاسبته ومشاكل مركز الابداع والاشخاص المسئولة عن الصالات من المفترض ان يقوموا بعمل تقرير كامل عن كل التجاوزات. رأي عدد من النقاد مستوي أفلام المسابقة الرسمية أقل من أفلام المسابقات الأخري فما تعليقك؟ هذه المشكلة ترجع الي مستوي المهرجان دوليا, أما بالنسبة للافلام المقدمة في العروض الخاصة ومهرجان المهرجانات كان من الصعب عرضها في المسابقة الرسمية لعرضها من قبل, وهذا شرط في اللائحة ان تكون افلام المسابقة الرسمية اول عرض لها, كما أن هناك معاناه نتعرض لها بسبب انعقاد مهرجان برلين قبلنا بشهرين حيث يتسابق المنتجون لحجز افلامهم للعرض, لاسيما أن برلين تمتلك سوق سينمائي كبير بينما نحن لا نملك سوق مثلهم, وبالتالي فعندما تتحول السينما في القاهرة الي صناعة وتجارة بشكل حقيقي سيحدث تحول جذري في نوعية الافلام المعروضة,أما الافلام التي نجلبها حاليا نعاني من أجل الحصول عليها لاننا لا نعطي جوائز مالية أو فرص تسويق, ولهذا فما الدافع الذي يجذب الموزعين. هل بالفعل كانت هناك ازمات مع الرقابة علي افلام المسابقة الرسمية؟ لا يوجد اي ازمات واجهتنا مع الرقابة فالمهرجان كل الحاضرين فيه كبار واي مشهد في الافلام متوظف لخدمة الموضوع الذي يقدمه فلن نذهب لمشاهدة فيلم بورنو فالفيلم يضم احداث كثيرة وهذه اللقطات تتخللها فقط وهذا للكبار فقط وهذا مكتوب علي التذاكر وفي احتفالية فرح خان اكتشفت ان بعض الحاضرين كانوا مع اطفالهم فلم ادقق في ذلك لانها كانت احتفالية رقص وغناء فقط. وما رأيك في تفضيل بعض المخرجين المصريين للمشاركة بأفلامهم في مهرجانات أخري غير القاهرة مثل دبي وقرطاج؟ () لابد ان نعرف شيئا هاما وهو ان المهرجانات الدولية مثل دبي لديهم صندوق لدعم مشاريع الافلام وضمن شروطهم ان يكون الفيلم عرض اول في مهرجانهم, وأتمني ان يتواجد في مهرجان القاهرة صندوق لدعم الافلام بميزانية مرصودة بانتظام حتي نجلب اكبر عدد من الافلام المصرية والدولية كعرض اول, خاصة أنه يكون مبني علي تعاقد ويلزم المخرجين بالتنفيذ. هل تري ان انتهاء التذاكر في نصف المهرجان دليل علي الحضور الجماهيري وإضافة لميزانيته؟ بالفعل قمنا بطبع كمية معينة من دفاتر الطلبة وعندما انتهت طلبنا اعداد اخري ولكن المطبعة رفضت لضيق الوقت وفي ذات الوقت سأرصد الكمية المباعة لانها مسجلة بايصالات لكي اري كم تكلفت وهل اضافت للميزانية ام لا وسأجهز تقرير مجمع وسأعلنه خلال الفترة القادمة. هل كانت ميزانية المهرجان كافية لتقديم هذه الدورة؟ الميزانية كانت بشكل تقديري9 مليون جنيه وفي حدود المبالغ المتاحة فلم اضع في الحسبان مسألة تجهيز الصالات وايجار المعدات والدي في دي فهذه العملية فرضت علينا للمرة الثانية علي التوالي ولكي نستطيع العمل بطريقة مرنة نحتاج الي ميزانية اكبر ولكن بالرغم من الميزانية المحدودة صنعنا اشياء جيدة كالسجادة الحمراء والافتتاح والختام الذين كانوا مشرفين لمصر واحتفالية فرح خان وعمر الشريف وخلال10 أيام سأقدم كشف حساب لما تم انفاقه لكي اعرف ما علينا وما لنا لان المهرجان تحمل كثير من التكاليف كالبرامج الموازية والمطبوعات وورشة الفيلم. لاقت الافلام المصرية هجوما كبيرا بسبب مستواها بالاضافة لما تردد حول استعانة السبكي ببودي جارد لتنظيم الحضور؟ أولا السبكي لم يجلب بودي جارد لتنظيم قاعة المسرح كما تردد حيث انني لن اسمح لاحد من المنتجين ان يحضر معه بودي جاردو ما طلبته أن يحضر ريجيسر او مدير الانتاج ينظم جلوس فريق العمل في الصفوف المحجوزة لهم, وبالنسبة للبودي جارد فقد كانوا مكلفين من قبل المسئولين عن السجادة الحمراء وليس لي علاقة بهم, والدليل علي ذلك أنني في يوم الافتتاح فوجئت بالامن يمنعني ويوسف شريف رزق الله من الدخول وحاولنا الدخول من البوابات الاخري بهدف استقبال الضيوف ولكن لم يستجب احد لنا حتي قمت باجراء مكالمة للشخص المسئول عن السجادة الحمراء محمد منير لكي اتمكن من الدخول وبالفعل هو الذي صرح للامن بدخولنا, مما يدل علي انني ليس لي علاقة بالامن فهم ينفذوا التعليمات فقط, كما أنني من المقرر أن اناقش السلبيات في تنظيم الامن خاصة بعد الشكاوي التي تلقتها لكي نتفادي اي اخطاء اخري. أما بالنسبة لما حدث في فيلم الليلة الكبيرة من تدافع ادي الي كسر ابواب المسرح وبالتالي كان يجب ان يكون الامن اكثر حرصا الذي التزم كثيرا في عرض فيلم من ضهر راجل لتفادي ما حدث في المرة الاولي, وقد اقترح البعض بعمل بار كود للتذاكر ولكنه يحتاج الي منظومة متكاملة والعديد من الاجهزة الغير متاحة في الاوبرا. البعض يري ان اختيار مروان حامد وداليا البحيري لا يتوافق مع لجنة تحكيم دولية لقلة خبرتهم الفنية؟ بالعكس فأنا أراه تجديد للافكار والاختيارات ومروان حامد له قيمة فنية كبيرة وايضا داليا البحيري ولماذا نريد ان يظل جيل محدد هو المتواجد في لجان التحكيم وأعتقد أن المزج بين الشباب والكبار يخلق فكرا مختلفا. تذاكر الطيران لباريس التي فاز بها المواطنين سببت جدلا للجمهور خاصة أن التأشيرات ممنوعة للطوارئ؟ مسألة الحصول علي تذاكر كان الهدف منها فكرة تشجيع المواطنين العاديين علي المشاركة بالمهرجان, أما بالنسبة للتأشيرات فالفائزة نحمده قالت انها ليس لديها باسبور وولكنها تستطيع السفر وقت ما تريد وبعد انتهاء الطوارئ لان التذاكر ممتدة وليس لها وقت معين. هل كان لنجل عمر الشريف علاقة بتكريم كلوديا كاردينالي وماسبب تكريم فرح خان؟ لا لم يكن له علاقة فقد تم التواصل مع طارق نجل عمر الشريف بشكل منفصل تماما وبعيدا عن كلوديا التي عرضنا عليها أيضا, وعندما وافقت فكرنا في اقامة تكريم لها لان مشوارها الفني يستحق ذلك وليس فقط بسبب عمر, اما فرح خان فهي مخرجة هندية كبيرة وهذا فتح افاق جديدة للمهرجان وكان حضورها مميزا لنا والعام القادم اتفقنا ان تحضر النجم العالمي شاروخان حيث تجهز لفيلم جديد بينهما, كما أن هذا مهرجان دولي لابد من التنويع فيه. هل بالفعل المهرجان سيقوم بتكريم للكاتب المغربي مصطفي المسناوي الذي وافته المنية الدورة القادمة؟ لن يكون تكريما حيث افكر مع ادارة المهرجان في اقامة شئ يليق به ولكن لم استقر علي شيء.