إدارة الأزمات: أي أزمة في حاجة دائمة الي ثلاث مراحل علي شكل هرمي تحدد كيف تدار الأزمة.. أولها توافر المعلومات ثم عنصر الوقت السريع وبعدها تأتي عملية أخذ القرار وباصرار.. المعلومات هنا تأتي الآن بعد ظهور فكرة الذرة الاجتماعية وهي علم العلوم الحديثة التي تجمع بين البيئة والجغرافيا والتاريخ والفيزياء والكيمياء وكل علوم الحساب بما فيها الرياضة البحتة بل الرسم وفنون الخرائط.. والطب والدواء والطب النفسي. إذن العلم الحديث الذي خرج به العالم الحالي هو فكر جماعي.. وفي هذا برع جهاز الكمبيوتر والانترنت في تجميع هذه المعلومات ليخرج لنا بعد أن يستعجل الانسان بالنتائج المطلوب معرفتها! إن الذرة الاجتماعية ترسم صورة للسلوك الانساني وهي فعلا خطوة نحو سعادة البشر.. وهي تمدنا بأساس للبدء في فهم الفيزياء الاجتماعية. * كيف نبدأ في ذلك.. إن حلم الاقتصاد التقليدي هو المجال الأول الأشد أرضية وصلابة في هذا المجال. * نحن نجرب شيئا ثم نتعلم ونتكيف.. نتعلم بمعني إننا نكتسب خبرة.. ونتكيف بمعني إننا نغير في اسلوب عملنا لنحصل علي أفضل النتائج.. العالم يمكن إدراكه وحده لا بتأمل وعلي الناس استمرارهم في التكيف دائما وعلي طول الطريق. * مع رجال الاقتصاد الذين يبحثون عن رؤية المستقبل.. يقولون قد يكون النظام الاقتصادي.. والأسواق بالتحديد.. مما يستعصي علي التكهن أصلا.. ولا شيء آخر.. أو ربما كان السبب الوحيد هو ان العلم لم يتقدم بما فيه الكفاية لبلوغ مستوي الأحكام التي يصبح عندها التنبؤ ممكنا.. إن الأرقام المنهمرة عبر الحاسب الالكتروني توحي بهذا التفسير.. وهذه الأرقام تعبر عن ارتفاع معدل التعامل الأجنبي بين الدولار الأمريكي والين الياباني وانخفاضه.. إنه قبيل ظهور أي سعر جديد يتكهن الحاسب الالكتروني باحتمال ارتفاع المعدل أو إنخفاضه.. في معظم الأوقات يصدق الحاسب.. ونسأل ماهو السر ؟ الإجابة واضحة.. إنه الفهم العميق لفيزياء السوق التي استغلها الرجل الفاهم.. الذكي.. النشيط بنجاح لصنع معلومات تستكشف الطرق التي لا يستطيع أي من الآخرين أن يراها! ؟ * أليس كل ذلك مايجعل الأثرياء الأذكياء أكثر ثراء.. ويزداد الفقراء فقرا..!! * في موضوع التقدم الاقتصادي.. من الحضارات الغربية الي الشرق الأقصي.. من أكثر المجتمعات تقدما حتي أكثر المجتمعات بدائية.. فإن التفاعلات الإنسانية أخيرا. بدأت في وضع نهاية لنظرية المصلحة الذاتية.. إذ هذه النظرية لا تصلح لتفاعلاتنا مع الآخرين.. لماذا؟ لأنها الجشع بعينه.. لأن الإيثار الإنساني الصادق هو أكبر الحلول الاقتصادية لبلوغ الاثراء بكل أنواعه وأشكاله. لقد عرف الناس أنه لا يوجد في هذا الرأي أي غموض.. لأنه من أنبل الصفات البشرية عندما تبرز قدرتنا علي التضحية.. لكي تزيد سعادة الآخرين أو لكي تتحسن صحتهم.. أن من الناس من يقفزون في نهر عاصف لانقاذ أطفال تجرفهم أمواجه.. بل وهناك كم من الناس يظنون أن الإيثار وأنكار الذات مجرد حماقات..!! إن نظرية المباراة الحديثة هي الدعامة الأساسية لعلم الاقتصاد الرياضي وهي التي تتنبأ باخفاق الكائنات التي لا تخدم سوي مصالحها واخفاقها دائما في التعاون مع بعضها. هذه هي أصول الذرة الاجتماعية باختصار.. السؤال الأول هل تعمل بمفردك مستقلا أم بمشاركة في العمل مع آخرين؟.. والسؤال الثاني: هل التعاون والعمل بروح الفريق.. فإن عمل الأفراد من هؤلاء الناس معا.. فيه الطاقة الاحتمالية لزيادة فرص الأرباح علي هؤلاء الأفراد!! وسيظل السؤال كيف يتفاعل الناس معا ثم كيف نستعين بكل مانملك.. بالرياضيات والحاسب الالكتروني.. بل وأي شيء لكي نعرف أيا من الطرق يرجح أن تعمل وأي العواقب هي التي يمكن أن تصدر عنها.. هذه هي الكيفية التي يعمل بها العمل كله.. وهذا القول هو قول المفكرين الاجتماعيين العظام طوال العمر يختتم مارك لوكان بحثه المبهر بأن التعاون هو الحل بين الغني والفقر.. وأن المشكلة الأساسية في فهم العالم الاجتماعي تكمن في فهم أصل التنظيم الاجتماعي.. وأن يكون العلم الاجتماعي ممتزجا مع علوم الفيزياء والرياضيات التي يتكون منها العالم.. وخاصة علوم الذرات والتي تؤدي الي أشكال لا نهائية في العالم من حولنا والي مواد من جميع الأنواع من أوراق الشمس والثلوج المتساقطة وحتي النجوم.. والثقوب السوداء.. كلما زاد ما نعرفه عن أهمية التنظيم والهيمنة زادت بنفس القدر رؤيتنا لها في كل مكان ذلك لأنه يتزايد يوما بعد يوم فنتأكد بأن كل القوانين الطبيعية التي نعرف عنها شيئا لها أصول جماعية متفاعلة من ذرات.. إن علم الطبيعة يؤكد ان الكل.. أكبر من مجموع أجزائه والحياة كلها ظاهرة طبيعية. { فعلا القرن الحادي والعشرون يخبئ لنا مفاجآت.. قد تغير كل المفاهيم العلمية.. ولكن هل ذلك يعني إلغاء ظلم الانسان للانسان!