عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعا أمس مع أعضاء مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, وبحضور أعضاء المجلس. وصرح السفيرعلاء يوسف المتحدث الرئاسي بأن الرئيس رحب بالعلماء الأجلاء, منوها إلي دورهم الذي يكتسب أهمية مضاعفة في المرحلة الراهنة لنشر الصورة الحقيقية للدين الإسلامي بسماحته ووسطيته واعتداله, ومواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها. وهو الأمر الذي يضع مسئولية علي عاتق علماء الدين باعتبارهم المسئولين بشكل مباشر عن التعريف بصحيح الدين ونشر الوعي والتنوير بين جموع المسلمين ومواجهة الفكر المتطرف والمغلوط. وأشاد الرئيس بدور الأزهر الشريف الفاعل في التعريف بالقيم الإسلامية السمحة باعتباره منبرا للاعتدال والوسطية في العالم الإسلامي. من جانبه, ذكر فضيلة الإمام الأكبر أنه يتعين الفصل التام بين الإسلام ومبادئه وثقافته وحضارته, وبين قلة قليلة لا تمثل جموع المسلمين المسالمين المنفتحين علي الشعوب في مختلف أنحاء العالم, منوها إلي ضرورة مواجهة الفكر الإرهابي من خلال منظومة متكاملة, تشارك فيها كل قطاعات الدولة وفئات المجتمع, بالإضافة إلي تجديد الخطاب الديني ليصبح معبرا عن حقيقة الإسلام وشريعته. وأكد فضيلة الدكتور الطيب, أن الواقع الراهن يحتم تجنب الفرقة والانقسام ويفرض وحدة المسلمين وتصديهم مجتمعين لدعاوي التطرف والإرهاب. وأكد اعضاء المجلس علي أهمية تصويب الخطاب الديني بما يحافظ علي ثوابت العقيدة ويضمن التصدي لأي فكر مغلوط يشوه الإسلام وينال من سماحته, منوهين إلي أن التجديد يعد آلية ناجحة لتحقيق هذا الهدف باعتماد وسائل الحوار البناءة وبمراعاة للظروف المجتمعية. وأضاف المتحدث الرئاسي أن الرئيس أوضح أن دعم مصر للأزهر الشريف يعد أمرا أساسيا وحيويا, مشددا علي أهمية تعظيم دوره في عدم اختزال الدين في مفاهيم ضيقة, ومن بينها اختزال مفهوم الجهاد والذي يشمل جهاد النفس والجهاد في العمل إلي غير ذلك من المعاني الحقيقية لهذا المفهوم. كما أشار الرئيس إلي أن الواقع الحالي يفرض علي المسلمين جميعا تعظيم مساحات التفاهم والتلاقي فيما بينهم في مواجهة كافة محاولات إلصاق الإرهاب والتطرف بالدين ذاته دون الالتفات إلي أن الممارسات الفكرية الخاطئة لبعض الأفراد والجماعات هي السبب الحقيقي وراء التطرف والإرهاب. وشدد الرئيس علي أن الإسلام يحترم حرية العقيدة والعبادة لجميع البشر, مؤكدا علي أهمية الموعظة الحسنة لإحداث التفاهم المنشود لصالح البناء وعمارة الأرض, وتحقيق التعارف والتعاون بين مختلف الشعوب والثقافات في مناخ إيجابي تسوده قيم التسامح والرحمة.