المصريون ضربوا أخماسا في أسداس:ماذا حدث للعلاقات المصرية- الروسية ؟.. بعد فترة برود طال أوانها عادت روسيا إلي المياه الدافئة لاعتبارات لها علاقة بمصالحها ومصالح سوريا ومصالح مصر.. روسيا كانت تكافح هناك ضد الولاياتالمتحدة والغرب بشكل عام علي حدودها وبالتحديد في أوكرانيا التي تحولت إلي ساحة للصراع بين الأطراف الدولية.. روسيا في ظل بوتين أسرعت وحسمت مسألة القرم لأنها النافذة الوحيدة لها علي البحر الأسود ثم انتقلت إلي أوكرانيا حيث فرضت الأمر الواقع ثم لكي تنافس علي رقعة النفط والغاز وجدت الفرصة سانحة هناك في سوريا فذهبت أكدت وجودها العسكري في ظل تراجع الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط ولجوءها إلي سياسة الإدارة الإقليمية بالوكالة بعد تعهد الرئيس الأمريكي أوباما بعدم التورط العسكري في الشرق الأوسط وسحب القوات الأمريكية من العراق. بعد مباحثات2+2 دخلنا في مرحلة إزاحة الإخوان وعناصرهم التدميرية من النظام السياسي. ثم تطورت العلاقات المصرية الروسية ووصلت إلي ذروتها بلقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي بوتين حتي وصلت إلي ذروتها بتعهد روسي بدعم الجيش المصري والتعاون في مجال إنشاء محطة الضبعة لتوليد الطاقة النووية والاتفاق علي المسار السلمي لحل الأزمة السورية إلي أن فوجئنا بسقوط طائرة الركاب الروسية فوق سيناء وتواتر أحاديث كثيرة عن عمل إرهابي له علاقة بداعش وكثرت التحليلات التي أوصلتنا إلي محاولات أجهزة مخابرات غربية إفساد العلاقات المصرية الروسية لوقف تقدم الروس في الملف السوري والشرق الأوسط بشكل عام بعد إحرازهم لنتائج ملموسة في قصف تنظيم الدولة الإسلامية مما خلق شكوكا حول النوايا الحقيقية للولايات المتحدة والغرب فيما يتعلق بالتنظيمات الإرهابية في العراقوسوريا. المشهد الآن تعقد تماما عقب الهجوم الإرهابي المتعدد علي العاصمة الفرنسية باريس. لماذا إذن قررت موسكو فجأة منع رحلات مصر للطيران الي روسيا؟ ولماذا حدث ذلك التدهور السريع في العلاقات؟ وهل سينعكس ذلك علي حركة السياحة الروسية إلي شرم الشيخ والغردقة؟ وهل قوام العلاقة قائم فقط علي السياحة؟ هل حدثت تفاهمات روسية أمريكية جديدة لها انعكاسات سلبية علي العلاقات المصرية الروسية؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها عند الحديث عن العلاقات بين البلدين لكن الثابت في العلاقة بين الطرفين ما يلي: أولا:أن هناك مصلحة روسية مصرية في المضي قدما بالعلاقات إلي الأمام.. العلاقات بين مصر وروسيا تمتلئ بالايجابيات منذ زمن عبد الناصر ولم تتعرض لفترات توتر باستثناء ما حدث أوائل السبعينيات مع الرئيس السادات. ثانيا:مصر خاضت حرب أكتوبر بالسلاح الروسي وانتصرت بفضل شجاعة وتخطيط المصريين. ثالثا:أن علاقات ومصالح الشعوب ممتدة وبالتالي تغير التحالفات لا يمكن أن يتم بهذه السرعة الشديدة. رابعا:مصر وهي تبني تحالفاتها الدولية في حاجة إلي تدعيم موقفها الداخلي بإجراء إصلاح شامل للاقتصاد وتعزيز قدرات المصريين علي الانتاج والتصدير والاهتمام بالتعليم والصحة فهذا من شأنه تعزيز الوضع التفاوضي لمصر مع القوي الدولية. خامسا:النظام الدولي يتعرض لحالة من السيولة غير مسبوقة بسبب الإرهاب ويهدد بنشوب حرب من نوع جديد يختلف عن الحروب النظامية أو حتي قتال حرب العصابات. في وسط هذا الخضم علي مصر أن تبلور إستراتيجية جديدة تقوم علي تقديرات مواقف جديدة تسعي الي تحقيق المصالح المصرية سواء في علاقاتها مع روسيا أو بقية الدول الفاعلة في النظام الدولي.