أثارت سلسلة التفجيرات التي شهدتها فرنسا يوم الجمعة الماضي والتي راح ضحيتها130 شخصا وأصيب350 آخرون, حالة من الذهول لدي القادة والساسة في فرنسا خاصة بعد ان اعلن تنظيم داعش الارهابي مسئوليته عن الحادث, وهو ما دفع الصحف الأجنبية إلي التساؤل هل غير التنظيم الارهابي استراتيجيته الهجومية؟. واجابت صحيفة ذي اتلانتيك الأمريكية عن هذا التساؤل مؤكدة ان داعش يمكنه ان يقول لتنظيم القاعدة الإرهابي باي باي بعد ان حقق شهرة وتفوقا إرهابيا اكثر بكثير, وأكدت ان التنظيم اراد من وراء تلك الهجمات ان يؤكد للعالم انه قادر علي تهديد قلب أوروبا, خاصة أنه بعد وقوع تلك الهجمات خرجت وسائل الإعلام الفرنسية والأجنبية لتؤكد مسئولية تنظيم القاعدة عن الهجمات, نظرا لأن التخطيط والتنفيذ كانوا علي اعلي مستوي وهو ما يذكرنا بهجمات11 سبتمبر وهجمات مدريد2004 ومترو لندن2005, كلها كوارث إرهابية تورطت فيها عناصر القاعدة. وقال إنهم خرجوا بعد ذلك ليؤكدوا ان داعش وراء تلك الهجمات الإرهابية, وهو ما يؤكد ان جيل القاعدة قد ولي وها هو العالم يعاني من ويلات جيل إرهابي جديد خرج من رحم الفوضي وعدم الاستقرار وهو الأمر الذي أكده مايكل تشيرتوف وزير الامن القومي الأمريكي السابق الذي اكد ان اوروبا في انتظار ما هو اسوأ خاصة ان الأجهزة الاستخباراتية والأمنية لم تستطع جمع المعلومات الكافية عن هؤلاء الاشخاص المنتشرين في كثير من البلدان العربية والأجنبية اذ ان عددهم بات يفوق اعداد رجال الأمن. ومن المخيف ان هجمات باريس تؤكد ان التنظيم بدأ نوعا جديدا من الحرب التي تعتمد علي مخطط الهجمات, وهو ما اكده التنظيم امس اذ اشار الي انه يعد لسلسلة هجمات جديدة تضرب قلب واشنطن ودول التحالف الدولي, وهو ما ينذر بوصول حرب الشرق الأوسط الي قلب أمريكا والقارة الأوروبية التي بدأت تلتهب من نيران تلك الحرب العمياء. ومن جانبه أكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية( سي آي ايه) جون برينان امس ان داعش يحضر علي الأرجح لعمليات اخري مشابهة لاعتداءات باريس الأخيرة. ولم يدرك التنظيم الإرهابي ان اللاجئين والمهاجرين في تلك البلدان الأوروبية هم من يدفعون ثمن تلك الهجمات خاصة وان كثيرا من دول أوروبا بدأت ان تفرض قيودا كبيرة علي استقبالها لهؤلاء اللاجئين اعتقادا منها ان الإرهابيين يندسون بينهم, وهو ما حذرت منه المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بعد الهجمات, رافضة الدعوات الاوروبية لأغلاق الحدود امام اللاجئين. وبالفعل رفضت ولاياتان أمريكيتان امس استضافة اللاجئين السوريين, خوفا من تكرار سيناريو اعتداءات باريس. وفي هذا السياق اكدت صحيفة الاندبندنت البريطانية ان جواز السفر السوري الذي عثر عليه بالقرب من اشلاء أحد الانتحاريين في استاد فرنسا قد يكون قد وضع قربه عن قصد.