من قال إننا سنركع لغير الله يوما لا يعرف شيئا عن صلابة المصريين وتاريخهم المجيد في مواجهة الفتن والمؤامرات والمحن علي مدار التاريخ.. فكم تعرضت مصر الكنانة لأزمات قاسية ومزلزلة وكم جاء من مستعمر سعيا للسيطرة عليها أو فرض واقع تقسيم يرضي شهواته وطموحاته لكنه ارتد علي أعقابه خائبا وبقيت مصر عزيزة شامخة آبية علي كل محاولات النيل منها وتفتيت وحدة شعبها أو العبث بمقدراتها. فمن منا ينسي انتصار القائد المظفر سيف الدين قطز علي المغول في موقعة عين جالوت الشهيرة وقتها كانت مصر تمر بظروف بالغة الصعوبة اقتصاديا وتتعدد فيها الولاءات لكنه استطاع بحنكته في إعادة تعبئه وتجميع الشعب حوله ولم شمل الجميع تحت إمرته وخرج بجيش مملوكي ولي مقدمته للقائد بيبرس البندقداري, وواصل زحفه إلي الشام وواجه الجيش المغولي الشرس بقيادة كتبغا عند قرية عين جالوت في سبتمبر1260 م/658 هجري ولقنه هزيمة منكرة و قتل قائدهم وبذلك آمنت مصر خطر المغول الذين لو دخلوها لحولوها إلي خرائب ولقضوا علي كل أثر للقاهرة. وها هم مغول العصر الآن يتآمرون علي مصر ويسعون بكل السبل وبما أوتوا من قوة لخرابها دون إطلاق رصاصة واحدة.. وكشف حادث الطائرة الروسية القناع عن وجوه الأفاعي العديدة التي تتربص بنا فخرجت بفحيحها وسمومها دفعة واحدة للنيل من جسد البلاد اقتصاديا وإنهاكه بتجفيف موارده الكبيرة من السياحة بزعم أننا بلد غير آمن الأجواء. ولكن كالعادة في وقت الشدائد يتجلي معدن المصريين في أبدع صورة حيث هب الجميع للاحتشاد خلف القيادة السياسة وفي سويعات معدودة كانت شرم الشيخ الساحرة تعج بالمؤتمرات والحركة السياحية حتي ظننا أن مصر بكل طوائفها انتقلت إلي هناك سعيا لدعم السياحة وردا علي المزاعم الباطلة بأن أجواءنا غير آمنة.. ثم جاءت زيارة الرئيس السيسي نفسه إلي شرم الشيخ والتفاف الوفود السياحية حوله كأبلغ رد علي كل مروجي الشائعات الساعين لهدم مصر والنيل من عزيمة شعبها. وقد جاءت كلمات الرئيس السيسي بأن المصريين متوحدون وصامدون وواقفون بكل قوة وشموخ من أجل مصر, وأن الشعب متفهم ما يدور ومستعد لأن يواجه وسيواجه ويبني البلد بكل قوة, ردا شافيا علي أصحاب القلوب المريضة والعقول الخبيثة التي تحلم بهدم الشعب وتقويض التفافه حول قيادته.. ولخص الرئيس كل شيء حين قال إن أعداء النجاح يحاولون النيل من مصر. نعم نحن مستهدفون.. كل ما يجري حولنا يؤكد أن سيناريو النيل من مصر ومحاولة تركيعها وصل منتهاه فلم يبق أمام طموحات الغرب وحقدهم وسعيهم لتفتيت وحدة العرب سوي كنانة الله في الأرض.. فإذا نجح مخططهم فلن يقوم للعرب قائمة إلي يوم القيامة. إننا بالفعل في حرب شاملة بكل ما تحويه الكلمة من معني.. من منا يشك في ذلك.. وخيوط المؤامرة باتت جلية كالشمس والنوايا الغربية الخبيثة لم تعد في الصدور وإنما واضحة وجلية ومسموعة للقاصي والداني. إننا الآن في اختبار حقيقي لقوتنا وصلابتنا.. وكلي ثقة في أن المصريين سينجحون كالعادة وكما يشهد لهم التاريخ في التوحد والانتصار ودحر كل المؤامرات والبقاء علي شموخهم وعزتهم. فمن يظن أن مصر الأبية ستركع لم يقرأ حرفا في التاريخ ولا يعرف شيئا عن قوة وقدرة المصريين في مواجهة المحن ولنا العزة ولهم الدرس من العدوان الثلاثي الغاشم علي مصر عام56 حين ارتدت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بالخيبة وعار الهزيمة وبقيت مصر شامخة منتصرة وستبقي بإذن الله علي الدوام. [email protected]