حققت عملية تحرير الأهلي من سيطرة شلة أصدقاء محمود طاهر و إدارته الفردية للنادي و التي جرت في مساء التاسع من نوفمبر نجاحا كبيرا لكنه ليس نجاحا كليا بعدما انتهت العملية الأولي و التي مثلت صدمة لرئيس النادي و الذي دخل الاجتماع و هو متأكد أن كل أوراقه مرتبة و قراراته منتهية فإذا به يفاجأ بوجه آخر و كتلة لم يعمل حسابها و قرارات منتهية من قبل الاجتماع الهدف منها تقليص سلطاته داخل النادي و إيقاف نزيف الخراب في الأهلي و إنقاذ الكيان الأحمر من الضياع و حفظ هيبة إدارة الأهلي التي سارت طوال الشهور الماضية في ركب محمود طاهر و اكتشفت أنه يهوي بها إلي قاع المحيط و أن الغرق قادم لا محالة لهذا فضلت مجموعة الإنقاذ أو جبهة التحرير تصحيح أخطاء الماضي و التضحية بالمصالح و العلاقات الشخصية من أجل الحفاظ علي كيان الأهلي بعدما تأكد لهم أن طاهر هدم الكثير من الأعمدة التي يستند عليها النادي العريق و أن الصمت سيؤدي إلي المزيد من الانهيار ما يجعله وصمة عار في جبينهم. مجموعة الإنقاذ بقيادة أحمد سعيد نائب الرئيس و معه باقي المجلس باستثناء اثنين هما عضو وحيد و آخر ارتبط معه بمصالح مادية و دفع له كفالة مالية كبيرة و لولاه لربما تم سجنه لهذا وقف معه حتي و لو ظاهريا أما باقي المجلس فقط وصل لقناعة أن الأهلي يضيع و لابد من وقفة تاريخية لإنقاذه لأنه لا يجوز أن يصمتوا أكثر من ذلك هذا المجموعة حددت أهدافها و اتفقت علي كل شيء قبل الجلسة و تم التنفيذ بوضوح داخل جلسة9 نوفمبر الأمر الذي سبب صدمة لمحمود طاهر فانهار من أول الضربات و انفعل و ثار و ترك الجلسة و خرج معلنا استقالته و عاد و هو مشهد ربما لم يتعرض له رئيس للأهلي من قبل.. مشهد الرئيس الضعيف المستقيل الرئيس الذي قال كلمة و هو لم يسحبها حتي الآن و مازال مستقيلا حسب كلامه صحيح أنها ليست استقالة رسمية و لكنها كلمة من رئيس الأهلي إذا كان يدرك معني كلمة رئيس الأهلي الذي كلمته قرار فرغم أن الاستقالة بالكلام فقط حتي الآن لكنها مدوية و لم يسحبها و لم يذهب إليه كل المجلس راجيا عودته و لو كان رئيس الأهلي يعي ما قال لما قال و بما أنه قال فعليه أن يكون علي قدر كلمته لأنه ليس رئيس الأهلي الذي يعلن الاستقالة و تصل إلي مصر كلها و هو داخل مجلس الإدارةثم يتراجع عنها مبتلعا كلامه هذا يهز هيبة رئيس الأهلي و مقعده سواء تمت الاستقالة أو لم تتم. التفاصيل و الكلام المخجل ما حدث في جلسة9 نوفمبر كان حديث النادي الأهلي طوال يوم أمس و كان السؤال كيف يصل الأهلي إلي هذه المرحلة و كيف تتحول جلساته لمعارك و كيف يكون رئيس الأهلي بهذا الضعف غير المسبوق و غير قادر علي الإدارة بطريقة تليق بكيان الأهلي و تاريخه و غير قادر علي إقناع المجلس بشخصيته.. و الكل بحث عن التفاصيل و عن الحقائق لكن كان الاتفاق علي أن الأهلي يهتز و تحدث فيه أشياء غير مسبوقة بسبب التصرفات التي قام بها محمود طاهر أوصلت الجميع إلي حالة من الانفجار حتي إن طاهر الشيخ المعروف عنه الأدب الجم كان بمثابة قنبلة منفجرة ووصل الأمر إلي حد إهانته لمحمود طاهر و قال كلاما كثيرا مخجلا ربما لم يسمع من قبل في غرفة اجتماعات مجلس الأهلي التاريخية التي جلس فيها عظماء.. و خلال مواجهة الشيخ مع طاهر كانت الأطراف الأخري تقوم بدورها في هدم ما تبقي من طاهر و شلته سواء من خلال قرارات و مواقف أو كلام بوضوح يكشف ما فعله رئيس الأهلي منذ توليه المهمة و محاولته تغيير جلد النادي بالكامل و نسف كل ماضيه مثل قيامه تقريبا بتغيير كل مديري الإدارات بلا حدود في وقائع غير مسبوقة في تاريخ النادي الكبير فقد غير تقريبا معظم الإدارات بلا مبرر و جاء بقيادات عليها الكثير من علامات الاستفهام فمثلا النشاط الرياضي حدثت فيه حالة من الفوضي بتغيير مديره أكثر من مرة مثل طارق الدوري الذي جاء و رحل في وقت قياسي ثم مراد عاصم الرجل الذي عليه الكثير من علامات الاستفهام و أيامه في الأهلي معدودة و ربما تشهد الأيام المقبلة عملية الإطاحة به لأنه كما يري أعضاء المجلس ليس الشخصية الأمثل لإدارة النشاط فتاريخه في الأهلي معروف و ما عليه من مآخذ الكل يعرفها. مفاجأة أحمد سعيد و هناك تغييرات كثيرة حدثت بإيعاذ من شلة طاهر الكل ليس راضيا عنها لهذا كان الانفجار الكبير في جلسة9 نوفمبر التي شهدت بجانب هز محمود طاهر و إهانة كبيرة له و لو كان يمتلك شجاعة القرار لتمسك باستقالته و رحل من الأهلي و هو ما سيحدث إن عاجلا أم آجلا لأن كبار الأهلي بدأوا يدركون حجم الخطأ الذي وقعوا فيه لاختيارهم رئيس لناديهم بهذه المواصفات و القدرات الضعيفة. أحمد سعيد كان مفاجأة بوقفته و معه باقي جبهة الرفض لما يدور في الأهلي لأنهم أدركوا حجم الخطأ الذي ارتكبوه في حق الكيان الكبير و لابد من التصحيح و إنقاذ الموقف فالأهلي من وجهة نظرهم لن يضيع و كانت معه قوي أخري متمثلة في طاهر الشيخ الذي فاق و خرج من صمته و قال لمحمود طاهر ما لا يمكن أن يتحمله شخص إلا إذا كان بهذا الضعف.. و أيضا هشام العامري الذي كان يهدم بمعوله في قوي الفساد الموجودة و فوق هذا كانت تربيطات أحمد سعيد لتنفيذ عملية إنقاذ الأهلي كبيرة و سرية للغاية بوجود8 أعضاء معه مقابل عضوين مع الرئيس الأمر الذي جعل كل الأمور محسومة تماما و كان أهمها إصلاح ملف كرة القدم و عدم تركه لمحمود طاهر يتلاعب به كيفما يشاء و ملف إعلام الأهلي الذي تسلمه أحمد سعيد و حصل علي تكليف و تفويض بإصلاحه و إجراء ما يريد فيه من تغييرات لكن كانت الصدمة قاسية علي محمود طاهر لأن شلته لن تقبل بهذا التغيير و أن التغيير سيكون علي جثة الأهلي لو تطلب الأمر فلا مانع لديهم من هدم الكيان حتي يحتفظون بنفوذهم.. و فوق ذلك وضع المدير التنفيذي الذي حاز عليه محمود علام كان هناك اتفاق علي الإطاحة به حتي آخر اللحظات لكنه مر من المقصلة و لكنه لن يكون مطلق اليد و سيكون تحت السيطرة رغم المسابقة التفصيل التي فرضته مع وجود أربعة آخرين متقدمين كانوا يصلحون لذات المكان. نتائج العملية و بقي أن النتائج الأولية لعميلة الإنقاذ أو ثورة تصحيح الأخطاء أسفرت عن فقدان رئيس النادي السيطرة علي المجلس.. و خروج أنصاره من عباءته.. و اتخاذ قرارات رغم أنفه.. و تدمير قوي إدارة النادي من الخارج و إشعارها بضعف السيطرة.. و القادم أصعب. لكن يبقي الأهم في هذا الأمر أنه لأول مرة تقريبا منذ عقود طويلة يشهد مجلس إدارة الأهلي هذا الهياج و هذه المواقف و تكتل غالبية المجلس ضد رئيسه الذي انحرف بالسلطة و جرف الأهلي و اقترب من تغيير شكل النادي العريق لكنه لا يعرف أنه في مؤسسة من السهل أن تصحح نفسها بنفسها و تغسل ما فيها من أشياء لا تليق.. المؤكد أن الأهلي حدثت به تغييرات كبيرة و من الواضح أن محمود طاهر الذي دخل الأهلي بعضوية في عام1995 لم يفهم حتي الآن و علي مدار20 سنة ماذا تعني كلمة أهلي و كيف يدار و أن هناك قواعد و أصولا تحكم المؤسسة الرياضية العريقة.