هي أحد أهم الآثار الإسلامية بالإسكندرية, تقف في المندرة والمنتزه لتشهد علي نهضة مصر وبانيها محمد علي وفي الوقت نفسه تشهد علي إهمالنا لها ولتاريخها, حولنا أسوارها لمواقف سيارات وحوائطها للكتابة والأرض حولها للقمامة والمخلفات, هكذا هو حال طواحين الهواء الشهيرة التي خلدها في قلوب محبيها فيلم آثار علي الرمال لعماد حمدي وزهرة العلا. ويقول محمد متولي مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بالإسكندرية والساحل الشمالي, إن المنطقة تضع علي قائمتها مجموعة من المواقع الأثرية في المدينة التي تحتاج إلي ترميم وتقف أمام مرحلة التنفيذ في انتظار المخصصات المالية التي تمنحها وزارة الآثار للبدء في المشروع مشيرا إلي أن طاحونة المندرة ضمن هذه المشاريع. وأكد أنه سوف يبدأ خلال الفترة المقبلة تطوير طاحونة المنتزه بالجهود الذاتية لأنها تحتاج أعمال صيانة بسيطة للهيكل الخارجي للمبني بالإضافة إلي بناء جدار محيط بها لحمايتها وعقب ذلك سوف يتم فتحها للجمهور مقابل مبلغ رمزي بعد الحصول علي موافقة الجهات المختصة بالوزارة. واعترف متولي بسوء حالة طاحونة المندرة وحاجتها إلي مبالغ مالية كبيرة من أجل ترميمها وعودتها إلي سابق عهدها وضم الأراضي المحيطة بها, مشيرا إلي أنها ضمن قائمة تنتظر مخصصات الوزارة. وطالب الدكتور إسلام عاصم نقيب المرشدين السياحيين في الإسكندرية بوضع طاحونة المنتزه ضمن المزارات السياحية وذلك بعد ترميمها خاصة أنها في حال جيدة جدا والمبني متماسك بسبب عدم استخدامها في أعمال الطحن, فقد كان الغرض من بنائها هو الفصل بين الأراضي الزراعية فقط. وحول طاحونة المندرة, حذر نقيب المرشدين السياحيين, من انهيارها خلال نوات الشتاء التي من المتوقع أن تشهدها المدينة هذا العام, وسوف يتسبب هذا الأمر في إكساب مصر سمعة دولية بعدم احترامها وتقديرها لمناطق أثرية عمرها يتعدي القرنين. واقترح وضع شاشات عرض داخل أسوار حرم الطاحونة لعرض الأفلام التي ظهرت فيها أمام الجمهور المصري, متوقعا أن تجذب آلاف الزوار, بجانب فيلم تسجيلي قصير عنها. وقد شيد محمد علي باشا طواحين المندرة والمنتزه في عام1835, بطول الإسكندرية بداية من منطقة المنتزه حتي إدكو في محافظة البحيرة, بهدف طحن الغلال للجنود المتمركزين في تلك المناطق لصد العدوان القادم علي مصر من ناحية الحدود الشمالية, عن طريق البحر الأبيض المتوسط, وقيدتها هيئة الآثار كأحد أهم الآثار الإسلامية بالإسكندرية في عام.1967 ويقول الدكتور ياسر عارف, باحث رئيسي في مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط التابع لمكتبة الإسكندرية وأستاذ مساعد بكلية الهندسة جامعة المنوفية, إن محمد علي باشا شيد مجموعة من الطواحين بمناطق المندرة شرق المدينة, والقباري والمكس بغربها ثم أنشأ طاحونة حدائق المنتزه في فترة زمنية لاحقة. وتابع: لم يتبق منها حتي الآن سوي طاحونتين الأولي في المندرة والثانية في المنتزه, وهما من طراز يعرف بطاحونة البرج, مشيرا إلي أن طاحونة المندرة فقدت آلة الطحن والمراوح الخارجية, أما طاحونة المنتزه فقد ظلت كما هي نظرا لوجودها ضمن حدائق تخضع لاهتمام كبير. وأكد عارف أن الطاحونتين الباقيتين تم تسجيلهما كأثر ويخضعان لقانون حماية الآثار, مطالبا باهتمام أكبر بالمواقع الأثرية قبل فوات الأوان وعدم تركها ليد الإهمال تعبث بها.