في وقت تبحث فيه الدولة عن مصادر جديدة للدخل و تنمية المصادر الحالية نجد ثروات مهدرة لسنوات ولا أحد يلتفت إليها, من هذه الثروات المهدرة ذلك المبني العملاق الذي تبلغ مساحته أكثر من عشرة آلاف متر مربع في أهم منطقة في القاهرة, إنه مبني فندق الكونتننتال القديم و الذي يتكون من ثلاثة أجزاء, جزء علي شارع26 يوليو و جزء علي شارع عدلي و واجهة كبيرة علي ميدان الأوبرا بالإضافة إلي ممر تجاري شهير, أقيم الفندق عام1866 م و كان مكانا مفضلا لإقامة الأثرياء من الأجانب مثل اللورد كارنارفون ممول أبحاث هاورد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون, و كان يرتاده أيضا صفوة المجتمع المصري مثل الزعيم سعد زغلول و في إحدي قاعات الفندق أعلن الملك فؤاد إستقلال مصر عن بريطانيا سنة1922 م, وصل الفندق إلي حالة بالغة السوء و تم غلقه سنة1990 م كما تضرر بشدة بعد زلزال1992 م, و قامت الشركة القابضة للسياحة بأخذ الموافقات لهدم الفندق و إعادة بنائه بشكل جديد علي أن يحتوي علي مول تجاري كبير, و لكن مستأجري المحلات التجارية رفعوا قضية يطلبون فيها بعدم هدم الفندق و الإكتفاء بتنكيسه مع هدم الطابق الأخير, و يبقي الحال علي ما هو عليه و يبقي المبني سكنا للاشباح و ثروة مهدرة في دولة تعاني من قلة مواردها.