شهد متحف الفن الإسلامي انطلاق مبادرة متحدون مع التراث والتي أطلقتها وزارة الآثار بالتعاون مع منظمة اليونسكو, وذلك بحضور د.ممدوح الدماطي وزير الآثار وإيرينا بوكوفا مديرعام منظمة اليونسكو, اليساندرو موديانو مسئول العلاقات الخارجية بالسفارة الإيطالية بمصر, د. السيد عبد الخالق وزير التعليم العالي ورئيس اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو, السفير محمد سامح عمرو رئيس المكتب التنفيذي لليونسكو. وذلك علي هامش المؤتمر الدولي الممتلكات الثقافية تحت التهديد والذي أختتم فعالياته الخميس الماضي بمشاركة نحو8 دول عربية و3 منظمات دولية. وأكد د. الدماطي علي أن اختيار متحف الفن الإسلامي كمكان لانطلاق هذه الحملة الدولية يعد خير دليل علي أن مصر لم ولن تستسلم أمام المحاولات الإرهابية الغاشمة للنيل من تراثها وحضارتها, لافتا إلي أنه جار الآن إعادة تأهيل وترميم المتحف بعد تأثره جراء التفجيرات التي وقعت في يناير من العام الماضي والتي استهدفت مديرية أمن القاهرة. من جانبها أعربت إيرينا بوكوفا عن سعادتها بمشاركتها في هذه الحملة اوالتي أقيمت من قبل في بغداد, لافتة إلي أن إنطلاقها من مصر اليوم بمشاركة العديد من الشباب من مختلف المحافظات يؤكد أن قدرة المصريين علي حماية تراثهم وممتلكاتهم الثقافية. وأشارت إلي أهمية متحف الفن الإسلامي والذي يعد صرحا حضاريا يحوي العديد من المقتنيات الأثرية من مختلف عصور الحضارة الإسلامية, لافتة إلي أنها تشعر أثناء تواجدها بالمتحف اليوم وكأنها بمركز اليونسكو. ووصفت أيرينا بوكوفا مصر بأنها مركز الاهتمام الثقافي والحضاري, مستشهدة بالعديد من المواقف التي أكدت حرص الشعب المصري وخاصة الشباب لحماية كنوزهم الحضارية مشيرة إلي واقعة تشكيل سلاسل بشرية لحماية المتحف المصري بالتحرير في أعقاب أحداث يناير2011, لافته إلي أن هذا الشغف الشعبي بحماية وتأمين الكنوز الحضارية دائما ما يدفع منظمة اليونسكو لدعم المواقف المصرية وغيرها من البلدان لتحقيق الأهداف المطلوبة من اجل حماية التراث. وأكدت بوكوفا ضرورة العمل الجماعي من اجل رفع الوعي بضرورة حماية التراث الثقافي والتعريف بالأخطار الناجمة عن الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية, مشيرة إلي أن عمليات نهب وتدمير المتاحف والمناطق الأثرية قد بلغ مداها, الأمر الذي أصبح يشكل مطلبا أمنيا يتعين علينا أن نتكاتف من أجل تقديم الدعم لمختلف الحكومات وخاصة التي تواجه بعض المشكلات في هذا المجال مثل العراق وسوريا. وقال السفير محمد سامح عمرو رئيس المكتب التنفيذي لليونسكو إن مختلف الاتفاقيات الدولية التي تم إبرامها في السنوات السابقة تؤكد في مجملها حرص اليونسكو الدائم علي الخروج بأطر تنظم العمل بين مختلف الدول في مجال حماية الآثار, مشيرا إلي أن ما يقع في الفترة الراهنة من تحديات وانتهاكات منظمة تواجه معظم دول المنطقة تحتاج إلي الاتحاد والتكاتف وتبادل الرؤي من اجل الصمود في مواجهتها والقضاء عليها.