من الصعب ان يظل نظام في السلطة علي أنهار من الدم, فعلي الرغم من المجازر التي ارتكبها الرئيس السوري بشار الاسد طيلة4 سنوات منذ قيام الثورة نظرا لاستقواءه بالخارج خاصة ايران التي حول دخولها الصراع الي حرب اهلية طاحنة بين السنة والشيعة فان بشار أخيرا أصبح في موقف لا يحسد عليه خاصة بعد انتشار الخلافات داخل العصابة الحاكمة. ومع تحرك الميليشيات الايرانيةوحزب الله لمواجهة جبهة آل النصرة التابعة لتنظيم القاعدة جعلت هذه التحركات الاسلاميين أكثر تنظيما داخل وخارج أرض المعركة, وأصبحت مدينة درعا الجنوبية حيث بدأت الانتفاضة أولا في اذهان المتمردين, كما أصبحت حلب أكثر عرضه للوقوع تحت سيطرة المتمردين بعدما أصبحت في قبضة النظام. ومنذ اندلاع الثورة عام2011, قتل أكثر من200 ألف شخص وتشريد نصف السكان, كما قتل نحو3124 مدنيا في انفجار قنابل النظام في حلب وحدها وفقا لاحد التقارير المستقلة الاسبوع الحالي. صحيح تمكنت ايران وحزبها اللبناني العميل حزب الله ان يحققا توازنا في المشهد السوري لمدة عام كامل الي جانب سوريا الا أن اليد العليا الايرانية علي وشك النهاية حيث فقد الاسد السيطرة علي ادلب وجسر الشغورواثنين من المدن الرئيسية في شمال غرب البلاد, بعدما آلت الي المقاتلين الاسلاميين, وحتي اللاذقية المدينة الساحلية التي تعد مسقط رأس عائلة الاسد اصبحت في مرمي قذائق الهاون التابعة للمتمردين. ونقلت مجلة( الايكونوميست) البريطانية عن لينا الخطيب رئيسة مركز كارنيجي للشرق الاوسط أن المتمردين يحصلون علي مساعدات من الخارج من عدة دول في مقدمتها السعودية وتركيا وقطر,وكانت السيطرة علي إدلب علامة علي هذه الديناميات المتغيرة. وبالنسبة للحل السياسي يبدو ان الاجواء الحالية لا تسمح به علي الاطلاق ففي4 مايو بدأ ستيفان دي ميستورا, مبعوث الأممالمتحدة إلي سوريا, محادثات جديدة في جنيف مع أطراف الازمة السورية بما في ذلك ايران وذلك للمرة الأولي وتعد هذه خطوة الي الامام ولكن أطراف التفاوض لا تجتمع وجها لوجه كما فعلوا في جولتين سابقتين من المحادثات. ونقلت المجلة عندبلوماسيين غربيين تأكيداتهم بصعوبة التوسط لإحلال السلام بين أطراف الازمة السورية وذكر روبرت فورد, السفير الأمريكي إلي سوريا, انه من الصعب التوصل الي حل سلمي الان. ويبدو الاسد غير مستعد لتقديم تنازلات علي الرغم من الموقف الحرج الذي أصبح فيه, بينما يرفض المتمردون ان يكون الاسد جزءا من أي اتفاق سياسي ضمن المرحلة الانتقالية المحتملة في البلاد. كما ان المشكلات الاقتصادية باتت تهدد الاسد وحلفاءه في عقب انخفاض أسعار البترول, ويتوقع المراقبون سقوط البلاد في حالة عارمة من الفوضي خاصة مع استمرار الحرب, بينما يظل الحل السياسي بعيد المنال بما يجعل السيطرة العسكرية علي الارض هي الفيصل والدليل علي بقاء طرف ورحيل الآخر.