هل يحافظ ديفيد كاميرون علي بريطانيا العظمي من التفكك؟ هذه الفكرة تناولتها صحيفة التليجراف البريطانية بتفصيل شديد وكذلك تناولتها باقي الصحف البريطانية بمناسبة فوز حزب المحافظين بأغلبية البرلمان يليه الحزب القومي الاسكتلندي. وعلي خلاف الجدل الكبير الذي سبق هذه الانتخابات والتوقعات بأن البرلمان سيكون بلا أغلبية قوية, جاء فوز حزب المحافظين والحزب القومي الاسكتلندي, ليضيف معضلة كبري لمهرة السياسة في العالم, ويضعهم أمام تحد كبير إذا لم يتم حسمه في فترة حكومة ديفيد كاميرون فربما يشهد العالم بداية تفكك المملكة المتحدة. وتناولت الصحف البريطانية أسباب ذلك حيث قالت إن علي كاميرون أن يبدأ وعلي الفور في عدة أمور, الأول أن يغير من نغمته وأن يعامل أعضاء الحزب القومي الاسكتلندي في مجلس العموم بكل احترام وتقدير مقرا ومعترفا بهم وبحقهم الكامل في أن يكونوا تحت قبة البرلمان وأن يلعبوا دورا بناء في الحفاظ علي الاتحاد البريطاني. الأمر الثاني هو أن علي كاميرون أن يصغي للرأي العام في اسكتلندا وأن يكون مستعدا لتوفيق سياساته تبعا لذلك حتي لو تطلب الأمر إجراء سياسات تقشف معتدلة, أما الأمر الثالث فعلي كاميرون وبرغم عدم اهتمام حزبه نفسه, بذلك, أن يأخذ في الحسبان الاقتراح الذي يتحدث عن عقد دستوري جديد بين مكونات الاتحاد البريطاني فاستقلال اسكتلندا إن حدث سيؤدي إلي انهيار الاتحاد بأكمله, خاصة ان سياسات حزب المحافظين عبر الأربعين سنة الأخيرة قادت إلي نمو القومية الاسكتلندية وسطوع نجم الحزب القومي الاسكتلندي وإلي ضعف بريطانيا العظمي. استندت الصحف البريطانية في تحليلها العميق لهذا التحدي الخطير إلي العديد من الأسباب فقد صوت معظم الاسكتلنديين للحزب القومي الاسكتلندي ولم يحصل حزب العمال إلا علي مقعد واحد فيها. بل واختلف انصار الحزبين الكبيرين, فأنصار العمال صوتوا للمحافظين والعكس في مناطق عديدة وبالتالي فإن أهم أثر للانتخابات الحالية هو سطوع نجم الحزب القومي الاسكتلندي. ياسين غلاب