أكد وزير الثقافة د. عبد الواحد النبوي أن الفن.. الفكر والإبداع هي أسلحة القوي الناعمة التي نشحذها الآن في وجه التطرف والعنف والإرهاب الأسود. وأضاف إذا كان رجال القوات المسلحة والشرطة يقدمون أرواحهم من أجل هذه الأرض الطيبة, فإنهم لن ينتصروا بمفردهم علي خفافيش الظلام وعملياتهم الخسيسة التي تطعن الأبرياء في الظهر, ولابد من نهوض المثقف بدوره في المعركة التي تخوضها مصر ضد قوي الشر المأجورة. وقال وزير الثقافة- في افتتاح فعاليات مؤتمر القوي الناعمة.. الفن والفكر والإبداع في مواجهة التطرف والإرهاب أمس بدار الأوبرا إن المصريين يحملون بداخلهم تراثا إنسانيا زاخرا بالخير والمودة والسلام.. تراثا ممتدا بعمق التاريخ.. واتساع الزمن عبر سبعة آلاف عام.. فالشعب المصري المسالم لم يعتد علي جار حر شريف.. أو دولة صديقة.. وحضارة مصر التي احتضنت الأديان السماوية السمحة منذ بدء الخليقة: اليهودية والمسيحية والإسلام.. احتفت بأنبيائهم جميعا.. وأصبحت سماحة الإسلام جزءا لا يتجزأ من مكونات الهوية المصرية بل والشخصية المصرية. وأضاف أنه في مجمع الأديان في مصر العتيقة نري بأعيننا علي أرض الواقع مسجد عمرو بن العاص.. بجوار الكنيسة المعلقة.. وبجوارهما المعبد اليهودي.. في مشهد لا مثيل له في أي دولة من دول العالم علي وجه الأرض.. والدولة المصرية والشعب المصري الذي احتضن بسماحته كل الأديان علي مر العصور. ومن جانبه, أكد د. سيد خاطر رئيس المؤتمر أن جهود وزارة الثقافة ستذهب سدي إذا لم تلق مساندة من مؤسسات إعلامية وتعليمية ورياضية, وكذلك المحافظات والتي من المفترض أن توفر أماكن لإقامة وإعاشة الفنانين الذين يريدون عرض إبداعاتهم في تلك المحافظات. أما الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة فأكد أن الجامعة كانت تستعين بالقوة الناعمة لمحاربة هذا الإرهاب, مشيرا إلي تعاون الجامعة مع وزارة الثقافة متمثلة في البيت الفني للمسرح وعرض مسرحيات علي مسرح جامعة القاهرة, وأن مسرح جامعة القاهرة شهد26 خطبة من خطب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر, كما غنت عليه سيدة الغناء العربي أم كلثوم. وأكد الكاتب ثروت الخرباوي أن ظاهرة العنف والإرهاب كانت واضحة ولكننا لم ندركها علي حقيقتها, ففي الفن والأدب نقرأ المستقبل ونستشرفه, مشيرا إلي أننا في تلك اللحظة الراهنة لابد وان نتحرك ونطلق الطاقات الجبارة لوزارة الثقافة التي تحركت, لمحاربة الإرهاب, وتبني مواهب جديدة, وأشار إلي تجربة الرئيس جمال عبد الناصر في السينما والمسرح, في فترة وجود مؤسسة السينما في الستينيات التي استطاعت أن تنتج أهم وأبدع الأفلام السينمائية أما الشيخ احمد ترك فعبر من جهته عن حقيقة أن القوي الناعمة لا تنحصر فقط في الكلمات الثلاث الفن والفكر والإبداع, وإنما تشمل أيضا الدين والإعلام ومنظمات المجتمع المدني, ولابد أن تتناغم تلك المنظومة وتكون علي قلب رجل واحد, وتلك الخطابات المختلفة وعلي رأسها الخطاب الديني لابد وأن تتصالح مع الثقافة, فالدين لا يتعارض مع الفن والإبداع وإنما يتعارض مع الابتذال الذي يتخاصم أيضا مع الهوية المصرية.