لم يهتم معدومو الضمير بأسيوط بالحلال والحرام فقد تساوت الكفتان أمام جشعهم وطمعهم، ولم يعد هناك شيء يحول بينهم وبين تحقيق التكسب من المال الحرام ولو على حساب صحة البسطاء ليتطاول هؤلاء المجرمون على كل شيء بعد أن سال لعابهم لجمع المال بأى وسيلة وكانت الوسيلة المثلى أمام أعينهم هى حاجة الفقراء من المزارعين الذين تمرض مواشيهم أو تصاب بأذى أو كسور ببيعها أثناء المرض أو بعد الموت، وهنا يتلقف هؤلاء المجرمون حاجة الفقراء الملحة وشراء الماشية بثمن بخس ثم يقومون بذبحها وتشفيتها وبيعها لأصحاب المحال والمطاعم على أنها لحوم بلدى طازجة، وهو ما يعرض حياة من يتناولون هذه اللحوم للخطر الشديد، وخاصة أن كانت هذه الماشية تحمل فيروسات الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، ولا تقتل بالطهى وبعد أن شاع أمرهم وذاع صيتهم، وأصبحوا محط مراقبة الأجهزة الأمنية نجح قوات الأمن بأسيوط فى ضبط تشكيل عصابى مكون من أربعة أفراد تخصصوا فى جمع المواشى النافقة ثم ذبحها وتوزيعها على الجزارين بأسيوط الذين يقومون بطرحها فى الأسواق بأسعار مخفضة تستهوى البسطاء من أهالى أسيوط ممن لا يجدون قوت يومهم ويقبلون على شرائها بكثافة لسد احتياجاتهم من اللحوم. وكان اللواء عبدالعظيم نصر مدير أمن أسيوط قد تلقى معلومات تفيد قيام بعض المطلوبين على ذمه قضايا بتشكيل فريق عصابى فيما بينهم تخصص فى بيع اللحوم "النافقة" على الجزارين بأسيوط ونظرا لما يشكله الأمر من خطورة على حياة المواطنين الذين يتناولون هذه اللحوم بدون علم. تم على الفور تم تشكيل فريق من ضباط المباحث بإشراف اللواء خالد شلبى مدير المباحث الجنائية بأسيوط وبرئاسة المقدم محمد مجدى رئيس مباحث مركز أسيوط ومعاونه حسام الجاحر، حيث تم التوصل إلى هوية التشكيل العصابي، وتبين أنه يضم كلا من "مسعد. س. م" 36 سنة عامل زراعى مقيم بدائرة مركز شرطة الفتح مطلوب ضبطه وإحضاره فى (5) قضايا تبديد وإيصال. و"محمود. ع. ز" 35 سنة حاصل على دبلوم مطلوب ضبطه وإحضاره فى قضية تبديد، "علام. ف. م" 27 سنة بائع بمحل جزارة و"أحمد. م. م" 25 سنة حاصل على دبلوم مقيمون جميعا بدائرة مركز أسيوط حيث أشارت التحريات الأولية إلى أن المتهمين يقومون بجمع المواشى النافقة من القرى بحجة نقلها لأماكن بعيدة عن التجمعات السكنية بالقري، وعقب حصولهم على تلك المواشى النافقة يقومون بذبحها ومن ثم طرحها على محلات الجزارة بأسعار مخفضه للغاية، وهو ما أثار الشك والريبة تجاه المواطنين، وبعد تقنين الإجراءات تمكنت قوة الشرطة من ضباط نقطة شرطة بنى حسين من رصد المتهمين ومتابعة تحركاتهم ومداهمتهم على الطريق أثناء سيرهم بإحدى سيارات النقل التى تحمل رقم "ى د ج 4136" قيادة المتهم الأول، وعثر بداخل على إحدى الذبائح النافقة أثناء توجههم لتوزيعها على محال الجزارة وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط اعترفوا بالاتجار بالماشية النافقة غير الصالحة للاستهلاك الآدمى وتوزيعها على محال الجزارة بأسيوط.